بيانات ورسائل

خط البطلان على الطلسم الأخير للاحتلاليين

طُرحت خطط امتحانية وطروحات تجريبية واستراتيجيات فاشلة من أجل استيلاء وهضم بلادنا من قبل العدو الحالف خلال الغزو الأمريكي في السنوات الثلاث عشرة الماضية، كما طُرحت سياسة إعمال القوة والوحشية والبربرية بكل أنواعها، وتم اعداد خطة لتقوية وتنظيم إدارة كابل العميلة، فظهرت دسيسة إيجاد ما يسمى بالشرطة الوطنية والجيش الوطني القوتين العميلتين اللتان تربتا على روح معاداة الإسلام وقتل الأفغان، واشتد وكُثر الكلام حول إعادة الإعمار وازدهار الاقتصاد وتقويته، وظهر موضوع استخراج النفط والغاز والمعادن، وارتفعت صيحات الصلح والسلام الكاذبة، وقُدمت إستراتيجية خروج القوات الغربية من أفغانستان وهلم جرا…

 

لله الحمد راحت جميع دسائس الاحتلاليين ومكرهم وخداعهم أدراج الرياح بفضل الله سبحانه وتعالى أولاً، ومن ثم بالتضحيات العظيمة للمجاهدين والتوجيهات السديدة من قادة إمارة أفغانستان الإسلامية، إن العدو ليس فقط انهزم في ميدان المعركة فحسب؛ بل مني هزيمة نكراء في ميدان السياسة أيضاً، خسر الأهلية القتالية و التفوق العسكري، وافتضح على مستوى العالم، وصار دوره العالمي موضع التساؤل، وهو الآن عاجز أمام القضايا الدولية إلى درجة بأن كثير من الأمريكيين الآن على يقين بأن أمريكا  خسرت حرب أفغانستان.

إن الطلسم الأخير للاحتلاليين كان مشروع انتخابات يوم الخامس من ابريل المنصرم الهزيل وبلا قيمة، فمنذ أكثر من سنة كانوا يصرخون ويقومون بالدعاية بأنه ستكون انتخابات شفافة في عام 2014! بدأ العمل على قدم وساق بعد تعين ميزانية ضخمة من قبل الاحتلاليين لهذا المشروع، وأُعدت اللائحة لها، وقامت المجاميع المصتنعة بتحليلات ومباحث ساخنة، وتم توشيحها من قبل كرزاي، ثم حولت إلى لجنة انتخابات، تم تعين أعضاء اللجنة، وبذل المرشحون كل الجهود، عُبئت الصناديق إلى عنقها بأصوات مزورة، إلا أن الانتخابات وصلت إلى مرحلة الاتمام بشكل سيئ ومشمئز حيث لا أحد راض عنها غير الاحتلاليين.

ها هو الآن مضى أكثر من أسبوع، وحسب قولهم فإنه بدأ عد الأصوات المزورة باحتياط وانصاف كبيرين، إلا أن الشكاوي كثيرة إلى درجة بأنها دوخت أعصاب اعضاء لجنة الانتخابات ناهيك عن أعضاء لجنة الشكاوي؛ لأن التزوير ليس بمقدار المئات ولا بالآلاف بل هي بمقدار مئات الآلاف والملايين، المرشحون أيضاً حيرانون! كل واحد منهم يفكر بأنه مظلوم؛ لأن الأصوات التي جاءت في علمه وحُسبت له فإنها لا تكمل 50 في المائة من الأصوات المزورة، فأين الخمسين الباقية وأين أصوات الشعب التي حسب يقينه حتما كانت قد صُوتت لصالحه؟

الأوضاع الجارية تظهر بأن خط البطلان الأحمر سيخط قريباً  على الطلسم الأخير للاحتلاليين، ليس فقط لن يحدث تغير قابل للذكر نتيجة الانتخابات؛ بل تكون سبباً في افتضاح وخجل الاحتلاليين والعملاء معا؛ لأن ممخضة الانتخابات رُجّت كثيراً لكنها لم تعط الزبدة.

إذا ما يتم التفاهم بين المرشحين أو تنتقل الانتخابات إلى الدور الثاني، في الحالتين سوف يجتمع عدد من الوجوه العميلة والمعروفة في ائتلاف هزيل جداً، وستكون الإدارة القادمة دنية الهمة أكثر من سابقتها، ولن تكون لها القدرة ولا النية للحفاظ على أموال وأنفس وشرف الشعب أمام الاحتلاليين، بالطبع فإن النتيجة النهاية للانتخابات سوف تنضج عقيدة الأفغان بأن الأمريكيين أعدائنا الأزليين، وأي فرد مسلم لا يرجو منهم خيراً.

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى