خنجر الحقد والغلو أسوأ خناجر اليهود
أبو عبدالله
استشهد شيخ الحديث رحيم الدين حقاني (رحمه الله) أثناء تدريسه الحديث النبوي الشريف في عاصمة الإمارة الإسلامية في أفغانستان، والذي نفّذ الجريمة عنصر تعيس مارق من الخوارج الجدد. لا شك أن الذي خطط للجريمة هم أعداء الأمة من النصارى واليهود والملاحدة، وهذه ليست أوّل مرّة يقتل فيها عالم دين بهذا الأسلوب، فمنذ أن صُنعت دولة التكفيريين في العراق والشام في مصنع يهودي مجوسي، ومنذ امتداد فروعها الشيطانية في هذا البلد وذاك، شهد العالم الإسلامي أسلوبا جديدا من جرائم أعداء الأمة وهو توظيف الغلاة الذين لا عقول لهم في تصفية من يرونهم موانع وعراقيل تجاه أطماعهم وأهدافهم ومخططاتهم الشيطانية…
اغتيل الشيخ حقاني بخنجر الحقد الذي اغتيل به عمر الخطاب رضي الله عنه، ذلك الخنجر الذي صنعه علج مجوسي، وسممه يهودي، اغتيل حقاني بخنجر الغلو، ذاك الخنجر الأعمى الذي اغتيل به سيدنا علي رضي الله عنه.
لا شك أن خنحر الحقد والغدر والغلو كان أسوأ خناجر اليهود والمجوس ضد الخلافة الراشدة، ولا شك أن هذا الخنجر اليوم أيضا أسوء خناجرهم ضد الإمارة الإسلامية وقادتها.
حملة خنجر الحقد والغلو وهم الخوارج؛ قسمان، وهما بمثابة قرني الشيطان: القَعَدَة، والخدَمُ، فقعَدةُ الخوارِج هم الذين يأمرون الأغرار الأحداث من شبابنا بالخُروج، يأمرونهم بالخروج من كلّ شيء، بالخروج من المذاهب الفقهية والكلامية، ويأمرونهم بالخروج من طرق التصوف، ويأمرونهم أيضا بالخروج على كلّ شخص، بالخروج على الولاة والعلماء والمدارس الدينية، وهؤلاء القعدة في الحقيقة هم الذين يُحسِّنون للأغرار السذج بفتاوى تكفيرية منحرفة تفجير النفس في المساجد ودُور العبادة، والأسواق والتجمُّعات، والخدَمُ الأغرار حُدثاءُ الأسنان، سُفهاءُ الأحلام، يُنفِّذون تلك المُخطَّطات الشيطانيَّة.
إن الفكرة التكفيرية المتطرفة اليوم ثمرة فكرة ضالة تبدأ من الخروج على المذاهب السنية في الفقه والعقيدة، وتنتهي بالخروج على المسلمين وتكفيرهم والتفجير بهم، ولا يمكن القضاء على هذه الفكرة بالأعمال الاستخباراتية فقط ما دام يجري الترحيب بالفريق الأول من الخوارج في العالم الإسلامي وما دام الفريق الأول منهم يتجولون أحرارا لا لجام على أفواههم ولا عقولهم ولا أفكارهم الفاسدة، فالمطلوب نهضة عامة من جانب علماء الأمة لمحاربة فريقي الخوارج، ولا بدّ من كسر قرني الشيطان معاً.