داعش؛ تهديد مستمر واستراتيجيات المواجهة
أبو يحيی البلوشي
أعلن المتحدث الرسمي باسم الإمارة الإسلامية، مؤخراً، عبر موقع الإمارة الرسمي، عن إلقاء القبض على عناصر شريرة تابعة لتنظيم داعش، ممن كانوا ضالعين في هجمات إجرامية على موظفي إدارة التتبع والإشراف على الأوامر والأحكام، إضافة إلى تورطهم في هجمات أخرى بمناطق مختلفة، منها: كابول وباميان، حيث استهدفوا السياح الأجانب.
كما أشار المتحدث إلى أن عناصر داعش يتم تجميعهم من أنحاء متفرقة من أفغانستان وطاجيكستان إلى معسكرات تدريبية تُقام بمساعدة حلقات استخباراتية في محافظات بلوشستان وخيبر بختونخوا الباكستانية. هذه الحلقات تلعب دوراً محورياً في دعم وتمويل هذه الجماعات الإرهابية.
تاريخ داعش المشبوه في أفغانستان
لطالما كان تاريخ تنظيم داعش في أفغانستان محاطاً بالشکوك وبالفتن، حيث أنه حصل على دعم أمريكي كامل قبل فتح البلاد على يد الإمارة الإسلامية. أیضاً هذا التاريخ مكتوب بالدماء التي سُفكت خلال المعارك الدامية بين مقاتلي الإمارة وعناصر داعش في ولايات مختلفة على مدار سنوات طويلة.
عندما ظهر تنظيم داعش فجأة في أفغانستان وأعلن وجوده، كانت معظم عناصره منشقّة عن حركات جهادية أخرى في وزيرستان الباكستانية. تعاملت الإمارة الإسلامية مع هؤلاء العناصر بصبر ولطف خلال ثلاث سنوات، لكن سرعان ما بدأت فتنتهم بالظهور. ومن ثم، بدأ أمير المؤمنين الشهيد الملا أختر منصور (تقبله الله) في إطلاق عمليات عسكرية واسعة ضدهم في ولايات مثل ننگرهار وزابل وجوزجان.
في هذه المعارك، انكشف الدعم الأمريكي لهذه الجماعة الشریرة. فبعد أن تم طردهم من معاقلهم، كانت الطائرات تنقلهم إلى العاصمة كابول، حيث كانوا يعيشون في بيوت ضيافة تابعة لحكومة (أشرف غني) ومعاونه (أمر الله صالح).
ما بعد فتح البلاد: معركة ضد الفتنة
بعد أن نجحت الإمارة الإسلامية في تحرير البلاد؛ سعى عناصر داعش إلى بث الفتنة مجدداً. إلا أن جهود المجاهدين والمخابرات التابعة للإمارة الإسلامیة كانت حاسمة في القضاء على هذه العناصر وتفكيك خلاياهم. ونُفّذت على معاقلهم عمليات واسعة النطاق أدت إلى مقتل العديد من قادة داعش واستئصال جذورهم من البلاد.
وبعد أن أدركت الجهات الاستخباراتية الداعمة لداعش مدى قوة المجاهدين وقدرتهم على إحباط الفتنة؛ بدأت تبحث عن مناطق بديلة لتنظيم صفوف هذه الجماعة وتدريبها. وكانت ولايات بلوشستان وخيبر بختونخوا من الأماكن المثلى لاستقبال هذه العناصر الشريرة.
داعش؛ التهديد المستمر على المنطقة
لا شك أن تنظيم داعش يمثل فتنة عظيمة لأفغانستان والدول المجاورة، بل وللشرق الأوسط بأسره. وجود هذه الجماعة الشریرة في أي منطقة يؤدي إلى إلحاق الأذى بالمدنيين وقتل العلماء والمفكرين، وبث الفتن في المجتمع، کما تم استخدام عناصر داعش لاستهداف العلماء في باکستان. ويستمر الدعم الخارجي في تمويل هذه الجماعة الشریرة لتمديد ضررها إلى أبعد الحدود.
دور المؤسسات الحقوقية والدول المجاورة
يجب على المؤسسات الحقوقية والجهات الدولية المعنية بمراقبة حقوق الإنسان أن تقوم ببحث دقيق عن حقائق وجود هذه الجماعة الشریرة في باكستان وبين مواطني طاجيكستان، بدلاً من تركيز البحث فقط على أفغانستان التي تم تطهيرها منهم بفضل جهود المجاهدين.
ومن المهم أيضاً أن تُظهر الدول المجاورة معارضتها الصريحة لوجود معسكرات تدريب تابعة لداعش داخل أراضيها، وذلك من أجل منع تمدد فتنتهم ووصول خطرهم إلى دول أخرى.