کلمة اليوم

دعاية العدو وهمجیته أمام فرصة السلام

أتاحت اتفاقية إنهاء الاحتلال بين الإمارة الإسلامية والولايات المتحدة التي تم توقيعها في (29 فبراير) فرصة مهمة للسلام في البلد التي مزقتها الحروب.

وتنص الاتفاقية على التعهد بإطلاق سراح خمسة آلاف من أسرى الإمارة الإسلامية خلال عشرة أيام بعد توقيع الاتفاقية مباشرة، وبعدها ستبدأ المحادثات الأفغانية، لكن للأسف لم تكتمل عملية الإفراج عن أسرى المجاهدين، حتى بعد مضي خمسة أشهر على الاتفاقية!!

لقد بذل نظام كابل جهودًا كثيرة لتأجيل وعرقلة المحادثات بين الأفغان ولايزال يحاول تعویق المحادثات بين الأفغان بحجج وأعذار مختلفة. فبعد توقيع الاتفاقية صرح رئيس النظام بأنه سيطلق سراح 5000 من أسرى الإمارة الإسلامية، ثم جدد نفس الوعد في مناسبتي عيد الفطر والأضحى،

ثم استدعی ما يسمى بـ “لويا جيرغا” (الهيئة الاستشارية الكبرى) للإفراج عن السجناء، ووافقت الهيئة على الإفراج عن 400 المتبقين من مجموع 5000 من أسرى الإمارة الإسلامية، لکن لم يطلق سراحهم حتي بعد الموعد الأخیر.

تلقت أجهزة مخابرات الإمارة الإسلامية معلومات دقيقة تفيد بأن نظام كابل يخطط لاستهداف وسائل النقل التي تقل المساجين المحررين، عن طريق مرتزقتها “داعش”، وذلك خلال نقلهم من السجن، وبهذه المكيدة تريد عرقلة المحادثات الأفغانية.

لم يكتف نظام كابل في معارضته للسلام بالاستمرار في شن الغارات الجوية، والقصف بالأسلحة الثقيلة، والمداهمات الليلية ضد المجاهدين والمدنيين في مختلف أنحاء البلاد، بل زاد من شدة عملياته أيضًا.

والمجازر الأخيرة التي ارتكبت في مديرية سانجين بولاية هلمند ومديرية غوذره بولاية هيرات أحدث نماذج على جرائم العدو وعدوانه، حيث راح ضحيته عشرات القتلى والجرحى من المدنيين.

ومثل ذلك، قام مسلحو النظام المتوحشون بالاعتداء على حرمة أجساد شهداء مجاهدي الإمارة الإسلامية والتمثيل بهم في مديرية أرغنداب بمحافظة زابل، فقطعوا أعضاء أجسادهم بالفؤوس، ورغم أن الغزاة ومرتزقتهم المسلحین ارتبكوا مرارا وتكرارا جرائم مماثل في حق المجاهدين والمدنيين، إلا أن ارتكاب مثل الأعمال في هذا التوقيت التي توفرت فيه فرصة للسلام، لا یعني سوى صب الزيت على نار الحرب.

خلال فرصة السلام المتاحة هذه، عمد نظام كابل بالإضافة إلى الجرائم البشعة والفظيعة إلى حرب دعائية ضد الإمارة الإسلامية، فتجده كل أسبوع يدعي –كذبا وزوراً-

بأن مجاهدي الإمارة الإسلامية تسببوا في كذا وكذا من الخسائر المدنيين، لكن الواقع عكس ذلك، فإن النظام بنفسه يقوم بإلحاق خسائر بشرية ومالية كبيرة بالمدنيين نتيجة القصف الجوي والغارات الليلية، ثم يلقي اللوم بالمجاهدين،

وقد لجأ العدو إلى مثل هذه الدعاية للتستر على جرائمه ومحاولاته لعرقلة عملية المحادثات والسعي لإبطال فرصة السلام، لتبقى نار الحرب ملتهبة ومشتعلة.

على جميع الأطراف الأفغانية أن تدرك بأن الفرصة الحالية للسلام لا تتكرر دائما، لذلك دعونا نستفيد منها إلى أقصى حد، وأن نقف جميعاً في وجه كل من يعرقل المحادثات بين الأفغان، ويعيق طريق السلام، ويصر على الحرب، حتى يكف عن العداء البین تجاه البلد والشعب، وإذا أهدرنا فرصة السلام هذه – لا سمح الله – سيكون من الصعب الحصول عليها ثانية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى