دلالات عملية مقتل اعضاء السفارة الأمريكية في ولاية زابول
بتاريخ 6 من شهر نيسان ابريل من العام الجاري تمكن المجاهدون الأبطال في ولاية زابول من تنفيذ عملية استشهادية ناجحة على قافلة القوات الأمريكية في مركز مدينة قلات عاصمة الولاية مما ادى إلى مقتل 22 شخصا من القوات الأجنبية والقوات الأفغانية العميلة وكان من ضمن القتلى أعضاء بارزة من السفارة الأمريكية في كابول وعددا من كبار الشخصيات العسكرية .
يأتي تنفيذ هذه العملية الناجحة في وقت يستعد المجاهدون لشن هجماتهم الربيعية على مراكز وقواعد القوات الأمريكية وقوات حكومة كرزاي العميلة في أفغانستان , مما يعتبر تنفيذ مثل هذه الهجمات المؤثرة استهلالا جيدا لعمليات الربيع و بدوره يترك آثارا سلبية على معنويات القوات الأجنبية خاصة تلك التي تنتظر موعد فرارها من أفغانستان .
عملية زابول هذه اكتشفت أن هناك مخططات أمريكية مخفية تقوم بها عناصر دبلوماسية بجانب القادة العسكرية في المناطق الأفغانية وذلك بمساعدة وموافقة عملائهم من عناصر إدارة كرزاي العميلة .
وحسب مصادر المجاهدين أن تنفيذ العملية على الأمريكان تم بعد اطلاعهم على تواجد وفد أمريكي رفيع المستوى في الموكب الذي كان يضم عددا من المدرعات العسكرية بما فيه سيارة حاكم الولاية المدعو محمد اشرف (ناصري) وبعد تنفيذ العملية ادعى حاكم الولاية في توضيحاته مع وسائل الأعلام أن المستهدف الرئيسي في الهجوم كان هو, لكن الحقيقة كانت غير ذلك, وكان الهدف من وراء توضيحات الكاذبة التستر على قضية مقتل العناصر الدبلوماسية في العملية .
وقد سارعت وسائل الإعلام الغربي كعادتها إلى نشر اخبار كاذبة عن هذا الهجوم وادعت فيها أن المهاجم الاستشهادي لم يتمكن من الوصول إلى هدفه المطلوب وهو حاكم الولاية , بل فجر نفسه أمام بوابة إحدى المستشفيات مما أدى إلى مقتل احد الأطباء وإصابة العديد من المدنيين.
لكن بعد نشر المجاهدين لنتائج العملية من خلال وسائلهم الإعلامية والتي كانت حصيلتها مقتل وإصابة 22 شخصا من عناصر العدو بما فيهم 5 من الأمريكان , قام موقع C.N.Nبنشر خبر مقتل 5 امريكيين و ذلك خلال هجوم المجاهدين على موكب عسكري للقوات الأمريكية في ولاية زابول ولم يشر الموقع إلى أن القتلى من أعضاء السفارة الأمريكية في كابول.
والمعلوم أن القتلى الخمسة كلهم كانوا من اعضاء السفارة بين موظف ومتعاقد , منهم الدبلوماسية الأمريكية أن سميد ينجوف البالغة من العمر 25 عامًا والتي نعى وزير الخارجية الأمريكية جون كيري مقتلها وعدها الدبلوماسية الأولى التي لقت حتفها في أفغانستان وحسب تصريحات كيري أنها لقيت حتفها، وهي تحاول إحداث تغيير من خلال توفير التعليم للشباب الأفغان ؟؟!
العملية هذه خلّفت وراءها عدة دلالات على المستوى التكتيكي العسكري مما اثبتت مقدرة المجاهدين بوصولهم لأدق الأهداف التي يتم تعينها من قبلهم وكذلك قدرتهم على الحصول لأقصى المعلومات السرية في داخل صفوف العدو , رغم محاولة العدو و خاصة القوات الأمريكية التكتم على تنقل الشخصيات المهمة في تنقلاتهم من مكان إلى آخر ونوعية مخططاتهم الإجرامية في المنطقة.
وأثبتت العملية المذكورة مصداقية ما يقوله المجاهدين من استهداف الشخصيات الدبلوماسية التابعة للتحالف الغربي لممارستهم النشاطات الإستخباراتية والعسكرية تحت غطاء تقديم خدمات إغاثية للمحتاجين في البلد.
الأغرب في الأمر أن العملية المذكورة تزامنت مع زيارة مفاجئة لرئيس هيئة الأركان المشتركة للجيش الأمريكي الجنرال مارتن ديمبسي، لأفغانستان والذي تكلم في مؤتمره الصحفي في كابول من تراجع خسائر القوات الأجنبية في أفغانستان وذلك بسبب عدم مشاركة القوات المذكورة في العمليات القتالية وتسليم المهام القتالية إلى القوات الأفغانية العميلة .
كما تزامنت العملية مع اقتراب موعد بدء عمليات الربيع العسكرية للمجاهدين والتي تبدأ كالمعتاد في موعد بدء موسم الربيع في البلد.
وسيستمر المجاهدون بعون الله ونصره بتنفيذ عمليات مماثلة لعملية زابول الأخيرة ضد القوات الأجنبية في جميع انحاء البلد إلى أن يجبر جميع هذه القوات الغاشمة بالخروج الكامل من أفغانستان وإقامة حكم الله في بلد المسلمين بإذن الله .