(ديننا الإسلام لا يعيش الأزمة، بل أنتم سبب الأزمة للمسلمين)
قال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون قبل أيام أن الإسلام “ديانة تعيش اليوم أزمة في كل مكان في العالم”، وأكد أن فرنسا ستعمل على مكافحة الانفصالية الإسلاموية التي تهدف إلى تأسيس مجتمع مضاد.
إن الإسلام حقًا يواجه الكثير من التحديات والحروب التي تُشَن عليه؛ لمحاولة زعزعة مبادئه وتشويه صورته وإلصاق الإرهاب به، لكن ماكرون لم يقصد التحديات التي تواجه الدين الإسلامي، بل قصد أن الإسلام في ذاته هو الأزمة.
ونقول لماكرون أن الأزمة في عقولكم أنتم، وفي تاريخكم المليء بالحروب الاستعمارية و الاحتلالية والمليء بجرائم القتل والتشريد؛ تاريخ مرصع باستغلال الدين لحسابات السياسة والسيطرة على الفقراء وسلب أموالهم، أنتم في أزمة، أزمة الانتكاس الأخلاقي والإنساني والسياسي.
يا ماكرون هل راجعتم تاريخكم الأسود الذي لا يحكي إلا عن الظلم والوحشية والمجازر التي ارتكبتموها ضد البشرية وضد المسلمين. طبعاً لا نتكلم عن الحكم الاستعماري لفرنسا في عشرين دولة بين شمالي وغربي قارة أفريقيا و قتل شعوبها و نهب مواردها، وحجم الجرائم ضد الإنسانية وجرائم الحرب التي ارتكب أجدادكم فيها. و لا عن استخدام فرنسا العنف والقوة الدموية في القرن الماضي بشكل ممنهج في الجزائر التي راح ضحيتها أكثر من مليون جزائري.
بل اتكلم عن جرائمكم الحربية و انتهاكاتكم الكبيرة التي ارتكبتموها في بلدنا أفغانستان.
غزوتم صعيد بلدنا أفغانستان المنكوبة بقيادة امريكا قبل 19 عاما غزواً وحشياً خلافاً لجميع القوانين الإنسانية، والقرارات المتفقة عليها دولياً.
وفي الظاهر جعلتم أحداث 11 سبتمبر ذريعة لغزوكم أفغانستان ووحشيتكم، في الوقت الذي لم يشارك أحد من الأفغان في تلك الأحداث، كما لم يكن لهم علم بها، ولم تتمكنوا حتى الآن من تقديم شواهد ساطعة ودلائل قاطعة حول هذا الأمر لتبرروا احتلالكم الغاشم والظالم، و أعلنتم حربا صليبية ضدنا و ضد جميع المسلمين كما صرح رئيس أمريكا آنذاك بوش الابن، و ارتكبتم فينا الجرائم والمجازر التي تُستصغر أمامها الجرائم الصليبية السابقة في حق المسلمين.
يا ماكرون! لقد زدتم في معاناتنا و مأساتنا بسبب حربكم الصليبية و نهبتم ثرواتنا وضيعتم أمننا.
منذ عشرين سنة و أنتم تقصفوننا بلا رحمة وبلا تحييد للأبرياء.
لقد أهنتم مقدساتنا، و دمرتم مساجدنا، و نسفتم مدارسنا ومستشفياتنا، وأسأتم إلى نبينا صلى الله عليه وسلم، وأحرقتم مصاحفنا ومزقتموها ودستم عليها بأقدامكم النجسة.
لقد أطحتم هنا في أفغانستان بنظامنا الإسلامي المقدس وفرضتم علينا ديمقراطيتكم المشؤومة الفاسدة.
أنتم يا ماكرون من سلبتم حقوق المسلمين في جميع البلدان، ولا تزالون تمارسون عمليات القتل الجماعي ضدهم وتقتلون المدنيين الأبرياء من النساء والشيوخ والأطفال بدم بارد وتقصفون منازلهم وتدمرونها، لكنكم تكذبون وتدعون في وسائل الاعلام بكل وقاحة بأنكم تحاربون الإرهاب وتقتلون الإرهابيين وتدمرون مراكز الإرهاب.
فديننا الإسلام لا يعيش أزمة بل أنتم سبب الأزمة للمسلمين في العالم كله وسبب الإرهاب، كما قال مفكركم الفرنسي ميشيل أونفرية “فرنسا هي سبب الإرهاب، يجب أن تتوقف فرنسا عن سياستها الاستعمارية وفرض نظامها على الآخرين.
المسلمون ليسوا حمقى، ومن حقهم ألا يكونوا طيبين معنا ونحن نرتكب المجازر في بلادهم”.