مقالات الأعداد السابقة

ذاكرة أفغانستان وزلزال هرات

السابع من أكتوبر 2001، والسابع من أكتوبر 2023؛ يومانِ في ذاكرة أفغانستان متشابهان ومختلفان في ذات الوقت! تشابها في الفاجعة والألم، واختلفا في تفاصيلها وأحداثها. ففي الأول؛ كان بداية عدوان الاحتلال الأمريكي الجائر على البلاد والذي استمر عشرين عاماً دمّر خلالها البلاد وسفك فيها دماء عشرات الآلاف من أبناء الشعب الأفغاني بكل الأشكال والطرق.

أما الثاني؛ فكان الزلزال الهائل الذي ضرب ولاية هرات غربي البلاد والذي خلّف خسائر كبيرة في الأرواح والممتلكات، ودمّر قرى بأكملها.

وكأن ذاكرة أفغانستان استحضرت في ذلك اليوم ما ارتكبه الاحتلال -المندحر بحمدالله- من جرائم ومظالم بحق الشعب الأفغاني؛ فاغتاظت لشناعتها وبشاعتها!

هذه الهزة الأرضية الشديدة التي شهدتها هرات، كانت عبارة عن ثلاثة زلازل متتالية بقوة 6.4 درجة على مقياس ريختر، والتي تعني أن الزلزال قد يتسبب بأضرار كبيرة حتى مسافة 160 كم من نقطة حدوثه. الزلزال الأول وقع عند الساعة الحادية عشرة من ظهر يوم السابع من الشهر الجاري، أما الزلزال الثاني فوقع بعد الأول بنصف ساعة، وأما الثالث فوقع يوم الحادي عشر من هذا الشهر، بنفس القوة.

أسفرت هذه الزلازل عن سقوط أكثر من 2445 شهيد (بإذن الله)، وإصابة أكثر من 2000 مواطن، وانهيار 1983 منزل بشكل جزئي أو كلي، ودمار فادح في 20 قرية.

وفي إطار الجهود التي بذلتها الإمارة الإسلامية لإنقاذ العائلات المنكوبة وإغاثة المتضررين من الزلزال، جمع الصندوق الذي خصصته الإمارة لدعم متضرري زلزال ولاية هرات تبرعات عاجلة بقيمة 400 مليون أفغاني (5.12 مليون دولار)، منها 100 مليون أفغاني مقدمة من رئاسة وزراء إمارة أفغانستان الإسلامية.

كما أعلنت الإمارة الإسلامية في 17 من الشهر الجاري، أي بعد عشرة أيام فقط من وقوع هذا الزلزال الشديد، عن بدء مشروع إعمار 2146 منزلاً جديداً للمواطنين المتضررين من الزلزال.

 

الصور والمرئيات التي التقطتها عدسات المصورين في الولاية كانت أبلغ وأعمق من ألف كلمة لوصف حجم المأساة التي حلّت بالمواطنين هناك. نسأل الله أن يرحم من قضى نحبه في هذا الحدث الأليم ونرجو له أن يكون في مراتب الشهداء؛ إذ قالَ رَسُولُ اللَّه ﷺ: “الشُّهَدَاءُ خَمسَةٌ: المَطعُونُ، وَالمبْطُونُ، والغَرِيقُ، وَصَاحبُ الهَدْم وَالشَّهيدُ في سبيل اللَّه” [متفقٌ عليهِ]. ونسأل الله لذويهم الصبر والسلوان، وللمصابين الشفاء العاجل التام.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى