ذبح الشعب من قبل أدعياء “سيادة الشعب”!
كلمة اليوم:
إن أشرف غني زعيم إدارة كابول، رفع من جهة شعار “سيادة الشعب”، وادعى أنه سيدافع عنها حتى آخر رمق من حياته، لكنه من ناحية أخرى بدأ بمعاقبة الشعب عن طريق إبادتهم وقصفهم بالطائرات في سبيل الدفاع عن تلك السيادة المزعومة واستدامتها.
لكن الجريمة الأخيرة في ولاية هلمند، والوحشية والهمجية ضد الشعب من قبل نظام كابول في بقية أجزاء البلاد أثبتت أن أدعياء “سيادة الشعب” يجيزون لأنفسهم فعل أي شيء لحماية سيادتهم، ولا يلتزمون بأي قوانين ومبادئ.
فقد تم قصف سكان مديرية “ناوه” بولاية هلمند للتضحية بهم من أجل حماية “سيادة أشرف غني الشعبية” في السلطة. تبا لـ “سيادة شعبية” تراق فيها دماء الشعب لبقائها. إنها لمفارقة غريبة، فمن ناحية يعتبرون الديمقراطية وسيادة الشعب نظامً منبثقاً من الشعب، لكن من ناحية أخرى، يسفكون دماء الشعب منذ عشرين عاما لحماية هذا النظام نفسه، فقتلوا حتى الآن ملايين الأفغان تحت أقدام هذه الديمقراطية.
يتبين مما سبق أن أدعياء الديموقراطية یهتمون إلى حد التقدس بنسختهم السياسية (الديموقراطية)، أما ما سوى ذلك من الناس والشعب والبشر فلا يهمهم، ولهذا السبب يقتلونهم بلا رأفة، ويجربون عليهم أحدث الأسلحة والتكتيكات العسكرية.
يجب على الشعب الأفغاني أن يعمق النظر في الظلم والفظائع التي يمارسها أدعياء الديمقراطية ضد الشعب، ويستنتج من ذلك أنهم كاذبون في أقوالهم وادعاءاتهم، إنهم يرددون شعارات الشعب والديمقراطية لحد الشعار فقط لا أكثر، فهم لا يعترفون بحق الشعب في الحياة أصلا، ناهيك عن الاعتراف بالحق في السيادة والسلطة السياسية!
هذه القسوة والهمجية لمرددي شعارات الديمقراطية تذكر شعبنا بالعصر الإجرامي للشيوعيين الذين قتلوا مليون ونصف المليون أفغاني من أجل الدفاع عن نظامهم الزائف، وأعلنوا صراحة أن خلية من بضعة آلاف شيوعي أفضل لديهم من شعب ذو عشرين مليون نسمة، فقد كانوا مستعدين لقتل ملايين من البشر لفرض حكمهم.
ولكن، كما فشل شيوعيو الأمس في مسعاهم، ولم يستطيعوا تثبيت دعائم حاكميتهم الزائفة بكل ما ارتكبوه من القصف الجوي والفظائع والمجازر، فكذلك، ينبغي للظلمة والسفاكين الجدد أن لا يسعوا للبقاء تحت ظل القمع والوحشية؛ لأن نتيجة القمع والاعتداءات تأتي على العكس. وقد أثبتت التجارب التاريخية أنه لا يدوم الظلم أبدا، فسرعان ما ينصر الله المظلومين، وينال الظلمة جزاء أعمالهم ويصبحون عبرة للبشرية جمعاء.