مقالات الأعداد السابقة

ربحت الإمارة الإسلامية الحرب وربحت الأخلاق

إن الحركة الوحيدة المعاصرة التي كان سلوكها مع أسرى العدو سلوكا رحيما ورفيقا وقريبًا من سيرة الراشدين هي حركة طالبان (الإمارة الإسلامية في أفغانستان حالياً).

حيث قام مقاتلوا الإمارة بأسر العشرات من مقاتلي النيتو والأمريكان أثناء قتالهم الذي امتد لعشرين سنة وعاملوهم معاملة جعلتهم يعودون إلى بلادهم إما مسلمين أو متعاطفين مع المسلمين.

أمّا سلوكهم مع خصومهم من جنود الجيش الأفغاني السابق بالعفو وتوظيف الكثيرين منهم بعد العفو، والإنفاق على أرامل القتلى منهم كإنفاقهم على عوائل شهدائهم، نموذج لم نجده في التاريخ المعاصر شرقا ولا غربا.

إنّ القتال تُدفع إليه حركة أو يدفع إليه جيش أو شعب كرهاً أو طوعاً، ولكن الذي يخلده التاريخ هي الأخلاق أو الجرائم التي سلكها المحاربين والمقاتلين فيها.

سجل التاريخ أخلاق الصحابة في الحروب، وسجل تحلّي صلاح الدين الأيوبي وعمر المختار بالأخلاق الكريمة الرفيعة في حروبهم، وسيسجل عن الإمارة هذه الأخلاق النبيلة خلال قتالهم الطويل.

لقد ربحت طالبان الحرب ضد الأمريكان وربحت الأخلاق، ويوم دخلوا مراكز الولايات والعاصمة كابول دخلوها دخول الإخوة المواطنين المحبين لأهلها، لا دخول الأمراء الفاسدين الذين إذا دخلوا قرية أفسدوها وجعلوا أعزة أهلها أذلة. بل أصلحوها وزادوا في عزة أهلها وكرامتهم.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى