بيانات ورسائل

رسالة أمير المؤمنين الملا اختر محمد منصور (حفظه الله) إلى الدورات الشرعية السنوية للمجاهدين

الحمد لله رب العلمین والصلوة والسلام علی رسوله محمد و علی آله و أصحابه أجمعین وبعد:
أيها الإخوة المجاهدون!
السلام علیکم ورحمة الله وبرکاته.
أرجوا من الله عز وجل أن تكونوا بأتم الصحة والعافية وأسأل الله تعالى لكم الأجر الوافر على ما تحملتم من المشاق والصعاب وشاركتم في الدورات التربوية السنوية، أسأل الله تعالى أن يتقبل منكم جميع ما قدمتموه من المشقة والتعب والسهر والعطش والجوع والجروح والحبس والأحزان وجميع أنواع المشاكل في سبيل الجهاد ولإقامة النظام الإسلامي في البلاد.
أيها الإخوة المجاهدون!
هدف قيادة الإمارة الإسلامية من إقامة هذه الدورات التربوية للمجاهدين هو توفير المعلومات الشرعية والفقهية لهم حول العبادة العظمى الجهاد في سبيل الله، وبيان آداب القتال في سبيل الله، والتوجيهات الشرعية حول حسن التعامل مع عامة الناس، وإصلاح النية وإطاعة الأمير ومسائل أخرى مهمة.
المسألة الشرعية هي أن كل مسلم مكلف إذا أراد القيام بأي عبادة أو معاملة فإن تعلم حكم الشرع في ذلك فرض عين عليه، مثلا: إذا بلغ المسلم إلي حد التكليف فمثلما تفرض عليه الصلاة يفرض عليه أيضا حصول العلم الشرعي للصلاة لأدائها بالشكل الصحيح وبالطريقة الشرعية.
نحن مازلنا مشغولين في عبادة مهمة وهي الجهاد في سبيل الله تعالى، وهي عبادة حساسة يأتي فيها قتل الأنفس والاستيلاء على الناس وأموالهم، فإن لم يكن لدى المجاهد علم شرعي حول الجهاد سيقع في المخالفات الشرعية، لذلك لابد لنا أن نغتنم هذه الفرصة الطيبة لتعلم أحكام الجهاد الشرعية، وآداب الجهاد وما يشرع فيه ومالا يشرع، ولنعرف أهمية لوائح الإمارة الإسلامية للمجاهدين التي رتبت في ضوء الشريعة المطهرة، ولنفهم كل مادة منها فهما عميقا، وتطبيقها بدقة وإمعان.
فتوصياتنا لكم أن تشاركوا في مثل هذه الدورات التربوية بكل جد وإخلاص، وتصغوا لمحاضرات المشايخ والعلماء الكرام ومواعظهم ونصائحهم وإرشاداتهم وتعلم المسائل الشرعية المهمة التي يقدمونها لكم حول الجهاد، وسجلها مع أنفسكم قدر الاستطاعة، وتطبيقها عمليا وإبلاغها لباقي إخوانكم المجاهدين، حتى يكون جهادنا وفق الشريعة المطهرة مائة في المائة كما هو شعارنا، وحتى لا تبقى أدنى مخالفة شرعية في صفوف المجاهدين.
أيها الإخوة المجاهدون!
لا يخفى عليكم بأن الجهاد عبادة ومدار أي عبادة على النية، يثاب الرجل على عبادته بحسب نيته، فلو نريد أن يكون جهادنا جهادا شرعيا حقا في سبيل الله، وأن نستحق من الله تعالى النصر والتمكين في الدنيا والأجر والثواب والدرجات العلى في الآخرة فعلينا قبل كل شيء تصحيح نياتنا، وتجريدها من الأغراض الدنيوية من الجاه، والمنصب، والسمعة، والغنيمة والتمكين … وليكن هدفنا السامي الوحيد رضاء الله تعالى وتحكيم شرعه.
بعد إصلاح النية عندما نخوض القتال ونجاهد عمليا فلابد لنا أن تكون أعمالنا في إطار الشريعة الإسلامية الغراء ووفق الفقه الحنفي، لله الحمد قد وضحت الشريعة لنا كل شيء، بينت لنا طريقة التعامل مع الناس، حينما نقول بأن هدفنا من الجهاد المقدس هو تحكيم شرع الله وإعلاء كلمة الله فيجب علينا أن نطبق الشريعة أولا على أنفسنا ، وأن نخضع للشريعة في كل شيء، ونجتنب من إضافة اجتهادنا في أمور الجهاد ومتابعة أهوائنا، وأن نتمثل الوسطية في حياتنا ونبتعد من الإفراط والتفريط، وأن نؤمن بأن في كل أوامر الشريعة الغراء خيرنا وصلاحنا، وإن ينكرها طباع بعض الناس.
وعلاوة على الإلتزام للشريعة في الأمور الجهادية، يجب أن نجعل الخوف من الله عز وجل والتقوى من ميزاتنا، لأن التقوى صفة عظيمة يرفع قدر المسلم عند الله ويجعله كريما (إن أكرمكم عند الله اتقاكم). فيكون الإنسان أحب وأعز إلى الله بحسب تقواه.
على كل مجاهد أن يتحلى بالصفات العليا والأخلاق الفاضلة من إطاعة الأمراء، والشفقة على من دونهم واحترام الكبار، والتعامل الحسن مع عامة الناس، والأخوة الإسلامية، والإيثار، والخدمة، والتواضع والحلم، والعفو، والأمانة، وحسن الأخلاق، لأن المجاهد ينبغي أن يكون نموذجا ومثالا للإسلام الواقعي كي يقتدي به عامة الناس، ولتكون أخلاقه الحسنة وسلوكه الطيب دعوة للآخرين للإسلام والجهاد.
عباد الله وعامة المسلمين الذين يقطنون في المناطق الخاضعة لسيطرتنا، أو يراجعون لإداراتنا أو نواجههم بشكل من الأشكال هم أمانة في أيدينا قد جعلنا الله حكاما عليهم، هذه مسئولية عظيمة واختبار كبير لنا حيث أننا كيف نتعامل معهم؟
لو نسيء تعاملنا معهم لا سمح الله أو نتكبر عليهم أو نظلمهم فسنكون من المستحقين لغضب الله، لأن الله لا يقبل الظلم على عباده من أي أحد، لذلك علينا أن ننتبه إلى هذا، ونتعامل معهم في ضوء الإرشادات النبوية حيث قال رسول الله صلي الله عليه وسلم: ( بشروا و لا تنفروا، یسروا ولا تعسروا). علينا أن نتعامل مع عامة الناس بالرفق واللين وحسن الخلق ليرضى ربنا تعالى ونحفظ على تأييد ومساندة شعبنا لنا.
بمناسبة مستجدات الأحوال يجب أن أقول بأن مجاهدي الإمارة الإسلامية بفضل وبركة ونصر من الله عز وجل في أحسن حال من أي وقت مضى، لقد من الله علينا بالنصر والفتوحات في مختلف ولايات البلاد، ولازالت سلسلة الفتوحات والانتصارات مستمرة، ولله الحمد قد باءت بالفشل جميع مخططات ومؤامرات الأعداء ودسائسها السياسية والعسكرية والإعلامية الهادفة لإيجاد الاختلاف والتفرقة في صفوف المجاهدين، وإضعاف معنوياتهم وتمزيق صفوفهم. إن صف الإمارة الإسلامية صف واحد وأسسها في حالة التحكيم والاستقرار بعد كل يوم، لذلك علينا أن نشكر الله عز وجل وأن نكون يقضين لجميع مؤامرات ودسائس العدو في المستقبل.
الإخوة المجاهدون الذين حزنوا في العام المنصرم أو بقوا في مسافة من الإمارة الإسلامية لوقت، يجب إقناعهم حد الإمكان وإرضائهم ووصلهم مرة أخرى إلى صف الإمارة الإسلامية الموحد. أذكركم بقول مؤسس الإمارة الإسلامية وقائدنا المحبوب أمير المؤمنين الملا محمد عمر المجاهد رحمه الله حيث قال : “ليست لنا عداوة مع أحد لأغراضنا ومصالحنا، بل صداقتنا وعدائنا مبني على أسس دين الإسلام المقدس”.
بما أن الإمارة الإسلامية لها لجان مختلفة، فعلى الإخوة المجاهدين والمسئولين التابعين للجنة العسكرية التعاون مع باقي لجان الإمارة الإسلامية، وعلاوة على العمليات العسكرية على المجاهدين الاهتمام بالدعوة والإرشاد وحث جنود العدو بترك صفوف الإدارة العميلة وانضمامهم إلى صفوف المجاهدين.
وعلى الصعيد التعليمي  يجب الاهتمام بتوفير بيئة مناسبة للأطفال والشباب لتعلم العلوم الشرعية والعصرية في ضوء الشريعة الإسلامية، والمساهمة في تطوير الأعمال الجهادية وتحسينها قدر وسعهم.
وفي الختام أود مرة أخرى أن أوضح بأن مسيرنا ومنهجنا هو الشريعة الإسلامية والمنهج النبوي، الذي قدم لنا نموذجها أمير المؤمنين الملا محمد عمر مجاهد رحمه الله، وهو بمثابة دستور لنا.
ليس لنا أي منهج سوى الشريعة الإسلامية، أعدائنا يقومون بتبليغات مختلفة للإساءة لسمعة الإمارة الإسلامية وسيستخدمون مكائد ودسائس متنوعة مزيدة في المستقبل، علينا أن نكون علي صراط الله المستقيم متمسكين عليه منتبهين لدسائس الأعداء، يقضين أذكياء، علينا ألا نبالي لتبليغات الأعداء، وأن نكون مهتمين لمسئولياتنا وأمورنا.
أرجوا من الله أن نكون شاهدين إن شاء الله في القريب العاجل على فتوحات وانتصارات جديدة، إن دسائس العدو المختلفة ونجاحات الإمارة الإسلامية وانتصاراتها أظهرت بأن نصر الله معنا، نحن نؤمن بالله وبنصره للمؤمنين، فإن كناعلى الشريعة المطهرة ملتزمين عليها فلا غالب علينا أحد، وسنكون فائزين دائما وأبدا، كما قال تعالى: ( وأنتم الأعلون إن کنتم مؤمنین) سورة آل عمران.
فهلم نشمر عن ساعد الجد لخدمة دينه الحنيف مؤمنين بالله و متوكلين على الله وعلى نصره، ونصلح نياتنا ونستعد للهجوم الصارم والضربة الأخيرة على العدو الغاشم لإعلاء كلمة الله بمعنويات رفيعة وبكل عزم وحزم.
وفي الختام :
أقدم لكم تحياتي، وأدعو الله عز وجل أن ينجي الأمة الإسلامية من مشاكلها وأن ينصر المجاهدين وأين يمن على شعبنا الغيور بإقامة نظام إسلامي، وأن يرزق شعبنا المضطهد العيش تحت ظل نظام إسلامي مع الأمن والعز والتمكين.
آمین یا رب العلمین

أمير المؤمنين الملا اختر محمد منصور

مقالات ذات صلة

تعليق واحد

  1. ان عيوننا في بيت المقدس تتطلع الى ابناء طالبان كفاتحين محررين لافغانستان وكل البلاد الاسلامية المستضعفة ,فقد اصبح الافغان قدوة للعرب واكرم بهم من قدوة فهم من يذكروننا بالسلف الصالح من ابطال الاسلام الفاتحين, وقد صدق الرسول عليه الصلاة والسلام حينما قال :
    ((يَا أَيُّهَا النَّاسُ أَلَا إِنَّ رَبَّكُمْ وَاحِدٌ وَإِنَّ أَبَاكُمْ وَاحِدٌ أَلَا لَا فَضْلَ لِعَرَبِيٍّ عَلَى أَعْجَمِيٍّ وَلَا لِعَجَمِيٍّ عَلَى عَرَبِيٍّ وَلَا لِأَحْمَرَ عَلَى أَسْوَدَ وَلَا أَسْوَدَ عَلَى أَحْمَرَ إِلَّا بِالتَّقْوَى ..)

زر الذهاب إلى الأعلى