
رسالة تهنئة بمناسبة عيد الفطر المبارك من المولوي تاج مير جواد (حفظه الله) نائب مدير المخابرات العامة
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله خالق الكون والخليقة، وجاعل آدم في الأرض خليفة، وعلّمه أسماء الأشياء لحياة شريفة، والصلاة والسلام على صاحب الشفاعة والدرجة الرفيعة، الذي بذل قصارى جهده في حماية الشريعة، ومعقله بالمدينة، وعلى آله وأصحابه ذوي الهمم العالية العظيمة، وبعد!
أتقدم بخالص التهنئة والتبريكات للشعب الأفغاني المؤمن المجاهد، وقادة الإمارة الإسلامية الأفاضل، والمجاهدين الأعزاء، وأُسَر الاستشهاديين والشهداء، وجميع مسلمي العالم، خاصة أهل غزة المضطهدين المظلومين، نقول لكم: عيدكم مبارك، وتقبل الله صيامكم وقيامكم وطاعاتكم وجهودكم التي بذلتموها في شهر رمضان المبارك، ونسأل الله أن ينقذ مسلمي غزة المظلومين والمضطهدين من بطش الاحتلال الصهيوني الغاشم، وأن يعيد على المسلمين المضطهدين عيد الخلاص والحرية.
ولا شك أن أهل غزة من أكثر المسلمين على وجه الأرض تعرضا للظلم والاضطهاد في هذا العصر، ورغم أنهم يُمطرون بالقنابل والنيران، ويعيشون في ظروف صعبة في ظل الحصار والجوع إلا أن صبرهم وثباتهم ومقاومتهم ضد المحتلين والغاصبين تستحق الثناء والإشادة، وبإذن الله النصر حليفهم وسيحظون بحرية كاملة إن شاء الله. والله نسأل أن يعيد على جميع المظلومين المضطهدين عيد الحرية والنجاة.
ومن دواعي السرور ولله الحمد أننا نحتفل بعيد فطرٍ آخر تحت إطار النظام الإسلامي الشرعي، وهذا النظام المبارك شُيّد نتيجة الجهاد المقدس والقتال والاستشهاد، النظام الذي بعث رسالة العفو والأخوة فور قيامه، النظام الذي يتزعمه علماء الدين الأجلاء، قادته وقواته من الطبقة الدينية العلمية الصالحة -نحسبهم كذلك-، قانونه الشريعة الإسلامية المقدسة، ومن خلال هذا القانون المبارك تحفظ حقوق جميع مواطني أفغانستان؛ فاستتب الأمن الشامل، وحفظت دماء الناس وأموالهم وأعراضهم.
وهذا النظام يسعى لرفاهية الناس من خلال استغلال الإمكانات المتوفرة لديه. وزالت الفجوة بين التعليم الديني والعصري كما حصل التوازن بينهما، وقُضي على الظلم، والقمع، والبطش وكافة أنواع فساد الأنظمة الفاسدة السابقة، وقاربت ظاهرة المخدرات والإدمان المشؤومة على الانتهاء، وانخفض مستواها إلى الصفر تقريبا، ويُراعى “الحكم بما أنزل الله” بشكل عملي في جميع الأمور.
أيها الشباب المسلم الواعي، نحن أمام مسؤولية عظيمة، ألا وهي تطهير مجتمعاتنا بشكل كامل من تأثير الأفكار المنحرفة الهدامة من الإلحاد والعلمانية، تلك الأفكار التي لم تعطنا غير الاحتلال، والعمالة والدمار خلال التاريخ المعاصر القريب، فهلموا لنعمل معا من خلال الجهاد الفكري واللساني والعلمي لتطهير مجتمعاتنا من تأثير هذه الأفكار المشؤومة، ونربي أجيالنا على الفكر الإسلامي الصحيح ونسلحها بالروح السليمة، تعالوا لنمحو الجهل، ونستفيدَ من التطورات العلمية الحديثة لتعزيز نظامنا الشرعي، وتطوير بلدنا الغالي وازدهاره، بعيدا عن تقليد ثقافة ومعتقدات أجنبية.
يخالف الإمارةَ الإسلامية اليوم أعداءُ الإسلام وأولئك الذين لا يدركون قيمة هذه الإمارة لقلة فهمهم وعلمهم أو يعارضونها لأغراضهم الشخصية أو أولئك الذين يسعون لتحميل معتقدات ونظريات أجنبية مشؤومة على مجتمعنا المسلم.
يا أعداء الإسلام وأفغانستان، إن الإمارة الإسلامية في الحقيقة منارة عالية لمجد وعظمة أمة الإسلام، وهذه المنارة رفعناها وصنعناها ببركة الجهاد المقدس والقتال والاستشهاد وسنحميها بالجهاد والقتال والاستشهاد، ولا نخاف في هذا الطريق لومة لائم ولا نعبأ به، وكل من ينظر بعين سوء نحو منارة المسلمين هذه سنتخذ قرارا حاسما وعاجلا ضده أيا كان، وسنلقنه درسا لن ينساه أبدا.
وفي الختام أسأل الله الأجر والمثوبة العظيمة في الدنيا والآخرة لأولئك المجاهدين والأبطال الذين خرجوا خلال أيام العيد ولياليه لتأمين الأمن وحماية الناس، ويقضون أوقاتهم بعيدا عن أسرهم، ويبذلون جهودا كبيرة في هذا المجال، تقبل الله سعيكم، نفخر بكم وأنتم فخر جميع المسلمين.
جزاكم الله خير الجزاء والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.