رسالة تهنئة من سماحة أمير المؤمنين شيخ القرآن والحديث المولوي هبة الله آخند زاده -حفظه الله- بمناسبة حلول عيد الفطر المبارك
بسم الله الرحمن الرحیم
الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونتوب إليه، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله. أما بعد:
فقد قال الله تعالى: (يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ كُتِبَ عَلَيكُمُ ٱلصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى ٱلَّذِينَ مِن قَبلِكُم لَعَلَّكُم تَتَّقُونَ). [البقرة ١٨٣].
وقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (مَنْ صَامَ رَمَضَانَ إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ). [متفق علیه].
وعن ابن عباس رضی اللّٰه تعالیٰ عنه قال: في آخر رمضان أخرجوا صدقة صومکم، فرض رسول اللّٰه ﷺ هذہ الصدقة صاعاً من تمر او شعیر او نصف صاع من قمح علی کل حرٍ او مملوکٍ ذکرٍ او أنثی، صغیرٍ او کبیرٍ. [رواه ابوداؤد].
وعنه قال: فرض رسول الله صلى الله عليه وسلم زكاة الفطر طُهرةً للصائم من اللغو والرفث، وطعمةً للمساكين. [رواه ابوداؤد].
وقال الله تعالی: (وَاذْكُرُوا إِذْ أَنتُمْ قَلِيلٌ مُّسْتَضْعَفُونَ فِي الْأَرْضِ تَخَافُونَ أَن يَتَخَطَّفَكُمُ النَّاسُ فَآوَاكُمْ وَأَيَّدَكُم بِنَصْرِهِ وَرَزَقَكُم مِّنَ الطَّيِّبَاتِ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ). [الانفال ۲۶].
■ إلى شعب أفغانستان المؤمن والمجاهد وإلى جميع المسلمين في العالم!
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته!
أهنئكم من أعماق القلب بحلول عيد الفطر المبارك، وأسأل الله أن يتقبل من الجميع الصيام، والقيام، والصدقات، والخدمات الجهادية، والعبادات، والدعوات.
أيها الأعزاء! علينا جميعا أن نشكر الله عز وجل على أن من علينا بالأمن والنظام الإسلامي الشرعي بعد كثير من المشاكل والمصائب، وها نحن نحتفل بالعيد بعد أداء فريضة الصوم العظيمة والبلاد بأسرها يسودها الأمن والاستقرار، فالحمد لله والمنة.
على جميع الأخوة الموسرين أن يمدوا يد العون ويقدموا جميع أنواع الدعم للمواطنين الفقراء والمحتاجين، والأيتام، والأرامل، وأسر الشهداء، وأن يدفعوا صدقاتهم الواجبة والتطوعية للمستحقين في هذه الأيام المباركة، حتى تكون كفارة للتقصير الصادر منهم في صيامهم، وحتى يتمكن المحتاجون من قضاء حوائجهم والاحتفال بفرحة العيد بالشكل اللائق.
■ يكلف مسؤولوا الإمارة الإسلامية ومجاهدوها بأن يبذلوا مزيداً من الإخلاص والجهد في سبيل خدمة مواطنيهم؛ لأن خدمة الناس عبادة، وينبغي أن تؤدى بأحسن وجه، مع مراعاة رضى الناس وتأمين حقوقهم الشرعية.
تعتبر إمارة أفغانستان الإسلامية نفسها مسؤولة عن رفاهية الشعب ومنح الحقوق المشروعة للمواطنين، وتقوم بذلك طلباً لرضى الله عز وجل وأداء للمسؤولية الشرعية، لذا على الجميع أن يكونوا مطمئنين بأن الحقوق الشرعية لكل فرد ستصله بأحسن شكل. ومن أجل تحقيق هذا الهدف السامي تم إنشاء محاكم الإمارة الإسلامية في المدن والولايات والمديريات، لتقيم العدل بالوقوف إلى جانب المظلوم والأخذ على يد الظالم، وعلى جميع المواطنين أن يساهموا مع المحاكم في تأمين العدالة، وأن يتجنبوا الوساطات، والوصايات، والتزوير، والدعاوى المزيفة.
■ لقد كان الهدف الأهم من جهادنا وكفاحنا هو إعلاء كلمة الله، وتطبيق الشريعة الإسلامية، وتحقيق الرفاهية للشعب، والإصلاح الديني والأخلاقي للمجتمع، والحمد لله فقد تم اتخاذ إجراءات ملحوظة في هذا الصدد، بالإضافة إلى ذلك فإن الفريضة العظمى ألا وهي (الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر) أيضاً تستمر بشكل عملي، وعلى جميع المواطنين (مسؤولين وغيرهم) أن يقوموا بالتعاون التام مع وزارة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وسمع الشكاوى وموظفيها في إقامة المعروف ومنع المنكر.
كما تم اتخاذ خطوات إصلاحية في مجال الثقافة، والتعليم والتربية، والاقتصاد، والصحافة وغيرها من المجالات، وأصبحت التأثيرات الفكرية والأخلاقية للاحتلال على وشك الاضمحلال، وعلى المواطنين أن يعتبروا هذه الإجراءات الإصلاحية أهم من كل شيء؛ لأن العيش في ضوء الشريعة والضوابط الدينية تضمن لنا السعادة في الدارين، وتحقق الفوز والفلاح والنجاة الدائم للمجتمع.
وعلى العلماء الأفاضل أن يهتموا بمسؤولياتهم في هذا الصدد، وأن يقوموا في جميع البلاد بتعليم الناس الدين، وتوعيتهم وتثقيفهم، وإصلاح أعمالهم بالتنسيق مع وزارة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، ووزارة التعليم، ووزارة التعليم العالي، ووزارة الثقافة والإعلام، فكل أمة ودولة تستطيع أن تتذوق طعم العزة والكرامة والأمن الحقيقي والرفاهية حين لا يكون فيها عصيان لله ولا خروج على أحكامه، ولذا فإن مسؤولية إصلاح الناس وتوعيتهم وتثقيفهم بأحكام الدين مفوضة إلى العلماء الكرام، وعليهم أن يؤدوا مسؤوليهم في هذا الجانب بأحسن وجه، وأن يسعوا في إصلاح الناس وتنوير عقولهم في المساجد، والاجتماعات، ووسائل الإعلام، والبرامج المختلفة، وأن يكون وسيلة وسبباً في هدايتهم إلى الخير. كما ينبغي للعلماء أن يكونوا على تنسيق وأن يعززوا أواصر الثقة بينهم، وأن يتجبنوا الخلافات الداخلية، مراعين في ذلك المصالح العليا للدين والشعب.
■ بلادنا خرجت قريباً من الحروب والمصائب، والحاجة ماسة إلى البناء والإعمار، وجميع الأفغان الآن – سواء كانوا مسؤولين أو غيرهم – مكلفون ببناء ووطننا وإيقافه على أقدامه، فبناء أفغانستان مسؤولية الأفغان أنفسهم، وعلينا ألا نطمع للآخرين في هذا الصدد؛ بل علينا أن نبني بلادنا بهممنا وجهودنا وسواعدنا، وأن نوفر جميع مرافق العيش الممكنة لمواطنينا.
ومسؤولية التجار والمستثمرين في هذا الصدد أكثر من غيرهم، والإمارة الإسلامية تتعاون معهم، وتقدم لهم جميع التسهيلات، وتدعمهم، وتوفر لهم فرص الخدمة القياسية والجيدة. إن شاء الله.
■ إن الأمن من نعم الله العظمى، وهلموا إلى أن نقف بقوة إلى جانب نظامنا من أجل الحفاظ على أمن واستقرار بلادنا، حتى لا يلحق الضرر بالشعب وعامة الناس ولا يكونوا ضحية فقدان الأمان، وعلى الرغم من أن بعض الجهات المعادية ستقوم بمحاولاتها البائسة للإخلال بأمن بلادنا وإظهار ضعف أجهزتنا الأمنية، لكننا واثقون تمام الثقة بأنه ما دام نصر الله حليفنا ودعم الشعب قريننا فإن الأمن سيستتب أكثر والناس سينعمون بالرفاهية أزيد، إن شاء الله.
■ تريد أفغانستان علاقات حسنة وإيجابية ومؤثرة ومبينة على التعامل المتبادل داخل إطار الضوابط الشرعية مع جميع دول الجوار، والدول الإسلامية، ودول العالم أجمع. وكما أن أفغانستان لا تطمع في التدخل في الشؤون الداخلية لأية دولة أخرى، فإنها تؤكد كذلك على عدم تدخل الدول الأخرى في شؤوننا وقضايانا الداخلية، والالتزام بهذا الأصل في صالح أفغانستان والعالم.
■ إن قرار الإمارة الإسلامية الصادر من باب المسؤولية الشرعية بخصوص حظر زراعة المواد المخدرة في البلاد، وتطبيق هذا القرار من قبل المواطنين بالشكل الأمثل يعتبر إنجازاً عظيماً، وتحقيق هذا العمل الجبار بعزم وإرادة الإمارة الإسلامية إنما يوضح مدى مؤازرة الشعب وحمايته للإمارة الإسلامية، ويبين بكل وضوح بأن أفغانستان باتت طاهرة من المواد المخدرة.
بالإضافة إلى ذلك فإن عملية جمع المدمنين في كابل وبقية الولايات وتسليمهم إلى أسرهم بعد معالجتهم، تعتبر مسؤولية شرعية أخرى قامت بها الإمارة الإسلامية، واستطاعت بذلك أن تداوي جراح جزء كبير من أسر هذا الشعب. وهذا ما لم يتحقق مثله ولا نصيفه خلال النظام العشريني السابق.
■ كما أن جمع المستولين في العاصمة والولايات، ثم مساعدتهم وتلبية احتياجاتهم من القرارات الرحيمة المهمة التي اتخذتها الإمارة الإسلامية، والذي تم تطبيقه بأحسن وجه، وها هو في مسيره نحن التنفيذ الكامل، وبهذه الخطوة تم التفكيك بين المتسولين الممتهنين والمتسولين المستحقين، وتوفرت بذلك فرص مساعدة المحتاجين من المواطنين، وعينت لهم مساعدات نقدية من ميزانية الدولة، كما تم توصية وتأديب المتسولين الممتهنين، وهذه مبادرة عظيمة في تاريخ أفغانستان، وتظهر مدى تعاطف الإمارة الإسلامية مع شعبها.
■ في مجال التطور الاقتصادي وتعزيزه، تبذل جميع أجهزة الإمارة الإسلامية جهودها ومساعيها، وحتى الآن استطاعت بفضل الله عز وجل أن تدير الحركة الاقتصادية في البلاد بأحسن شكل رغم وجود الكثير من العوائق والمشاكل والعقوبات الدولية.
وتنظيم وإعلان ميزانية العام الماضي من الموارد الوطنية، ثم صرفها بأحسن وجه يعد إنعام كبير من الله عز وجل، كما أننا نرجو من الله سبحانه وتعالى أن يوفقنا لاتخاذ إجراءات أفضل في سبيل إعلان ميزانية العام الجاري.
■ في مجال التعليم وتوسعة العملية التعليمية والتربوية إلى جميع أنحاء البلاد، وتربية أولاد الجميع من مسؤوليات الإمارة الإسلامية، والتي يتم العمل على خطط مؤثرة من أجل مزيد من التطوير والتقدم.
■ إن مراقبة شؤون وأحوال مسؤولي الولايات، وتقديم المشورات الشفهية والكتابية في الشؤون الدينية والمذهبية لإدارات الولايات، والاهتمام بتصرفات مسؤولي الإمارة وتذكيرهم بالنواقص بالأسلوب الحسن، وإيجاد جو من الثقة بين المسؤولين والشعب، وإيجاد مجالس الشورى المشتركة المؤلفة من العلماء والوجهاء في الولايات، وإعداد لائحة وإطار عملي مدروس لهم، كل هذه كانت من الخطوات الضرورية والتي تمت بحمد الله، ونأمل – بإذن الله – أنه سيتم تقييم وحل كثير من مشاكل المسؤولين بأحسن وجه وأمانة ودقة وشفافية تامة عن طريق هذه المجالس، وبذلك ستتعزز أجواء الأمن والاستقرار، وفي نفس الوقت ستكون دعماً وعونا للمسؤولين في أداء مسؤولياتهم الموكلة إليهم. إن شاء الله.
■ إن محاكم الإمارة الإسلامية لها مكانة خاصة بين بقية أجهزة الدولة، وتعد في إطار النظام الإسلامي الجزء الذي تعتبر أعملها الأهم بالنسبة إلى بقية الأجزاء؛ وذلك لأن من الأهداف الرئيسية للنظام الإسلامي تحقيق مقاصد الشرع وحفظ حقوق العباد (النفس، والمال، والعقل، والعرض) وجميع الحقوق التي منحها الله لهم، لذا يتم توجيه جميع قضاة ومسؤولي المحاكم -نظراً إلى مسؤوليتهم الثقيلة- عليهم أن يكونوا أكثر نشاطاً وجدية في حل النزاعات وإيصال الحقوق إلى أهلها، وألا يفرقوا في القضاء بين القوي والضعيف، وأن يعاملوا الجميع بالعدل والمساواة، وألا يراعوا في حدود الله عز وجل مكانة المجرم بل عليهم النظر إلى الجريمة المرتكبة، عليهم أن يدافعوا عن المظلوم وأن يأخذوا على يد الظالم، وأن يخدموا الناس ويفصلوا قضاياهم دون تأخير أو تعويق.
■ نوجه مسؤولي وزارة الصحة بأن يواصلوا خدمة شعبهم في المجال الصحي ليل نهار، وأن يعملوا على تعزيز وتطوير المراكز الصحية لتكون أكثر تأثيراً وفاعلية، وأن يصلوا إلى مشاكل الشعب فيما يخص الوقاية والعلاج، وأن يتخذوا خطوات محكمة في سبيل الاكتفاء الذاتي في المجال الصحي.
■ على جميع القوات الأمنية والدفاعية للإمارة الإسلامية أن يراعوا تطبيق النقاط التالية حتى ينجحوا في هذا الابتلاء العظيم:
- اجعلوا نياتكم خاصة لله عز وجل.
- زينوا أنفسكم (كبارا وصغارا) بزينة التقوى.
- احمدوا الله عز وجل على أن من عليكم بالفتح بفضله سبحانه ثم ببركة جهادكم المقدس.
- عليكم بالعدل والإحسان والتواضع والانكسار، وإياكم والكبر والغرور والعجب والظلم والخيانة والتبذير.
- تجنبوا بجدية التعصب المبني على أساس القبيلة، والمنطقة، واللغة، والصداقة)!
- يجب أن يكون التفوق والامتياز على أساس التقوى والأمانة.
- لا تعينوا أحداً في الوظائف على أساس الصلات الشخصية أو القرابة أو الصداقة! ويجب أن يكون التعيين في الوظائف على أساس الأهلية (التقوى، والأمانة، والموهبة).
- أقيموا بينكم أجواء الأخوة والثقة، واجتنبوا الحسد، وكثرة الشكوى، والغيبة، والتصرفات التي تتسبب في عدم الثقة بينكم.
- على جميع الأخوة المجاهدين ألا يتركوا فريضة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر فيما بينهم، واصلوا التعليم والتعلم خاصة تعليم الصلاة في إداراتكم ومساكنكم، واهتموا بإقامة صلواتكم واحرصوا على أدائها جماعة.
- أحسنوا كفالة أطفال الشهداء وأسرهم! واحترموا أولئك المجاهدين الذين شاركوا في الجهاد خلال العقدين الماضيين وتحملوا المشاق والصعاب في ذلك، واحرصوا ألا يبقى أحد منهم خارج صف الإمارة الإسلامية.
- على جميع المجاهدين أن يتعاونوا مع لجنة التصفية التي عينتها الإمارة الإسلامية في القيام بعملية التصفية، حتى يتطهر هذا الصف المبارك من المفسدين والمغرضين.
- أطيعوا أوامر أمرائكم، ونفذوا قرارات الإمارة الإسلامية بقوة وذودوا عنها!
- من أراد أن ينصح مسؤولاً فلتكون نصيحته له سراً، لأن نصيحة السر مؤثرة، وتجنبوا نصيحة العلن، لأن نصائح العلن مفسدتها أكبر من نفعها.
- لتكن لديكم همة المحاسبة والإفصاح عن مصاريفكم! فرسول الله صلى الله عليه وسلم كان يحاسب عماله الذين كان ينتدبهم لجباية الزكاة وجمع أموال بيت مال المسلمين بدقة، وكان عمر رضي الله عنه يحاسب عماله أيضاً، لذا فإن المحاسبة المالية ضرورية، واحرصوا أن تقدموا المعلومات الصحيحة أثناء محاسبتكم من قبل المسؤولين المعنيين!
- كونوا حازمين تجاه أعداء الدين والوطن، والمخلين بالأمن، والجناة، والمجرمين، واللصوص، لكن عند التعامل مع عامة الشعب فعليكم بالرفق والإحسان والحذر، واحذروا من أن يستاء أحد منكم بسبب تهم كاذبة أو معلومات خاطئة، وألا ينتهك عرض أحد أو مكانته، أو يلحق ضرر بماله أو نفسه بالباطل، فهذا الشعب بحاجة إلى الرفق والإحسان، ونحن خدم لهم، وأمنهم مسؤوليتنا الدينية والوطنية، لكن الحذر الحذر من أن يساء إلى أحد باسم الأمن والدفاع، حتى لا يشكوا أحد إلى الله بسبب تصرفاتنا.
في الختام أذكركم بالاهتمام الخاص بأسر الشهداء، والأيتام، والأرامل، والأقارب في هذه الأيام المباركة، وألا تتوانوا في مساعدة المحتاجين ومواساتهم.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أمير المؤمنين شيخ القرآن والحديث المولوي هبة الله آخندزاده
27 رمضان المبارك 1444 هـ ق
29/۱/1402هـ ش ــ 2023/4/18م