بيانات ورسائل

رسالة رئيس وزراء إمارة أفغانستان الإسلامية بمناسبة يوم 24 برج أسد (يوم النصر)

الحمد الله وكفى والصلاة والسلام على عباده الذين اصطفى.

اما بعد: أعوذ بالله من الشیطن الرجیم. بسم الله الرحمن الرحیم. قال الله عزوجل في محكم كتابه: إِنَّا فَتَحْنَا لَكَ فَتْحًا مُبِينًا ﴿۱﴾ لِيَغْفِرَ لَكَ اللَّهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِكَ وَمَا تَأَخَّرَ وَيُتِمَّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكَ وَيَهْدِيَكَ صِرَاطًا مُسْتَقِيمًا ﴿۲﴾ وَيَنْصُرَكَ اللَّهُ نَصْرًا عَزِيزًا ﴿۳﴾ الفتح. صدق الله العظيم.

إن اليوم الـ 24 من برج الأسد (يوم النصر ويوم الفتح) هو يوم الفخر في تاريخ الأمة الإسلامية جمعاء، وخاصة الأفغان، في هذا اليوم، أنعم الله على مجاهدي أفغانستان بالنصر على الغطرسة الدولية وقوة الاحتلال (أمريكا وحلف شمال الأطلسي)، ودخل المجاهدون منتصرين كابول، عاصمة أفغانستان، بعد مضي عشرين عاما من التضحيات والبسالة والآلام والجراح.

ونبارك للشعب الأفغاني المجاهد والأمة الإسلامية جمعاء بهذا اليوم المبارك، يوم النصر والفتح واليوم التاريخي للمسلمين على المحتل الأمريكي وحلفائهم وكسر شوكتهم وخذلانهم وخروجهم من أفغانستان، نسأل المولى جل وعلى أن يتقبل كل من سلك هذا الدرب من شهداء وجرحى والأسرى من الشعب الأفغاني المجاهد، وأن يؤجرهم الله في ذلك، آمين يارب العالمين.

إن جهاد خلال العقدين الماضيين فخر في تاريخ الإسلام والمسلمين، والذي ستتعلم منها الأجيال القادمة الدروس، وستستلهم منها الجهاد والكفاح.

إن هزيمة الأميركيين في أفغانستان كانت في الواقع انتصاراً للإيمان والروحانية على الماديات، وقد رأينا وشهدنا نصر الله عزوجل للشعب الأفغاني المجاهد خالي الأيدي وبالسلاح الضئيل والبسيط على جيوش العالم الأكثر تجهيزا وتقدما وتغطرسا، وكان ذلك مثال حيا على معية ونصر الله عزوجل.

ولكن ليعلم مجاهدونا والقائمون على هذا الأمر والشعب المؤمن أن واجباتنا ووظائفنا لم تنته بنجاح الجهاد فحسب، بل تقع على عاتقنا الآن مسؤولية تعزيز النظام الإسلامي، وإعادة إعمار البلاد، وحماية مواطنينا وثرواتهم وأعراضهم، وتعويضيهم على خسائرهم خلال الحروب الماضية، كما علينا أن نتعامل مع مسؤولياتنا بكل إخلاص وجدية والاستفادة من هذه الفرصة العظيمة التي منحها الله لنا.

من أجل استقرار النظام الإسلامي، ومن أجل استدامة السلام والاستقرار، ومن أجل الرفاهية الروحية والمادية للبلاد والعباد، يجب علينا أن نستخدم قوتَنا لتحقيق أحلام وأمنيات الشهداء والأرامل والأيتام والمعاقين في جهاد العشرين عاماً.

وأخيرا، ومرة أخرى أهنئكم بيوم الفتح والنصر العظيم، وأدعو الله أن يحمي بلادنا وشعبنا والأمة الإسلامية جمعاء من الهم والغم، كما نسأل الله تعالى أن يجعل مصير جميع الظالمين الذين يضطهدون الشعوب المظلومة، الهزيمة والعار كما هزموا وأجبروا على الفرار من أفغانستان. آمين يا رب العالمين.

{وَمَا ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ بِعَزِيز}

 

الحاج ملا محمد حسن أخوند رئيس وزراء إمارة أفغانستان الإسلامية.

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى