رسالة مفتوحة باسم منظمة الأمم المتحدة، ومنظمة التعاون الإسلامي، والمنظمة الدولية لرعاية حقوق الإنسان والمحكمة الدولية للجرائم الحربية حيال الجرائم الأخيرة لأمريكا وحلف الناتو وقوات إدارة كابل!
يشهد العالم بأن القوات الأجنبية ومساعديها من الأفغان قامت في الأيام والليالي الأخيرة بهجمات متكررة على الأفراد المدنيين، وعلى المدارس والمراكز الدينية، والمساجد، والمستشفيات، والأسواق، مما أسفرت عن مقتل آلاف من أفراد الشعب الأفغاني العزل كما الحقوا بهم خسائر مادية كبيرة.
تواصل تلك القوات وحشيتها ضد الأفراد المدنيين في حين أن الجريان التفاوضي متواصل بين مندوبين سياسيين أمريكيين بقيادة خليلزاد وبين الإمارة الإسلامية.
الأمريكيون الذين مُنوا بالهزيمة في الميدان العسكري أمام الإمارة الإسلامية، يريدون جبيرة هذه الهزيمة في الميدان الدبلوماسي بقتل الناس المدنيين على أمل الانتصار، والاستفادة من ذلك كوسيلة للضغط.
نحن نريد أن نشير من خلال هذه الرسالة إلى عدد من الحوادث الأليمة لتلك الجرائم ضد الإنسانية التي نفذتها القوات الأجنبية والأفغانية العميلة خلال الشهرين الماضيين على سبيل الأمثلة فقط، ونشاركها مع منظمة الأمم المتحدة، ومنظمة التعاون الإسلامي، والمنظمة الدولية لرعاية حقوق الإنسان، والمحكمة الدولية للجرائم الحربية بشكل مستندي وفي نهاية الرسالة نقدم مطالبتنا:
1- في الثامن عشر من شهر فبراير الجاري قام الأمريكيون الاحتلاليون وعملائهم الداخليين بإحراق المدرسة الدينية المشهورة باسم ( حميد المدارس) في منطقة بدراب بمديرية تجاب بولاية كابيسا، كما دمروا عدداً كبيراً من الدكاكين قرب المدرسة إضافة إلى تدمير عدد من منازل الأهالي.
2- في الثالث عشر من فبراير داهم مسلحو إدارة كابل على مستوصف محلي في منطقة رنج بمديرية خاكسفيد بولاية فراه، وقد سجنوا موظف تطعيم الأطفال المدعو/ غوث الدين والطبيب/ أحمد، حيث كان يعملان في المستوصف المذكور، علماً بأن المستوصف المشار إليه يتبع لمؤسسة اسمها MRC.
3- في التاسع من شهر فبراير الجاري قامت الميليشيات الحكومية في ضواحي ولاية لوجر بقتل مدرس في مدرسة حكومية اسمه/ نورالدين ستانكزاي بشكل همجي أمام عامة الناس.
4- وفي التاسع من فبراير أيضاً قامت القوات الأجنبية بمعية الجنود العملاء باستشهاد طبيب في منطقة “تنجي” في مديرية ازره بولاية لوجر والقاء القبض على قرويين ونقلهما معهم كأسيريْن.
5- في الثالث من يناير المنصرم قامت القوات الأفغانية باطلاق قذائف مدفعية في منطقة ” اسحاقزي” بمديرية مرغاب بولاية بادغيس أسفرت عن استشهاد خمسة حفاظ القرآن الكريم في دار التحفيظ.
6- وفي الثالث من يناير الفائت أيضاً قامت القوات الأجنبية والداخلية بنهب 13 دكاناً ومن ثم اضرام النيران فيها أثناء المداهمة في منطقة ” شرافت” بمديرية سنجين بولاية هلمند.
7- في الخامس من يناير استشهدت 6 نساء و7 رجال قرويين وأصيب 3 آخرين بجروح جراء قصف جوي من قبل قوات الاحتلال على محطة سيارات شاوليكوت العليا في مديرية شاوليكوت بولاية قندهار.
8- في السابع من يناير المنصر داهمت القوات الأجنبية والأفغانية العميلة على منازل الأهالي في منطقة ” سفار” بمديرية جرمسير بولاية هلمند، مما أسفرت عن تدمير عشرات من الدكاكين، ومستوصف لمؤسسة برك، وعشرات من وسائل المواصلات لعامة الناس، كما استشهد طبيبان ، وسيدة ورجلان من عامة الناس، وبحسب رواية شهود عيان علاوة على الخسائر البشرية في هذه المداهمة والقصف الجوي؛ لحقت بالأهالي خسائر مادية تعادل بأربعين مليون أفغاني.
9- في الثاني عشر من يناير داهم عساكر الاحتلال وعملائهم من الأفغان على منطقة ” بنج بز” بمديرية جوند بولاية بادغيس، حيث حطموا أبواب منازل الأهالي، وقاموا باستشهاد 10 قرويين عزل.
10- في الرابع عشر من يناير قامت قوات الاحتلال من خلال هجوم بواسطة طائرة بلا طيار (درون) على ملعب في منطقة ” كاجوي” بمديرية شاجوي بولاية زابل، مما أسفر عن استشهاد شابين لاعبين.
11- وفي الرابع عشر من يناير أيضاً داهمت القوات الأجنبية والداخلية على مدينة محمد نبي خان في ترينكوت عاصمة ولاية ارزجان، مما أسفر عن أسر 25 مدنياً واستشهاد آخريْن.
كما قامت تلك القوات بتدمير 36 دكاناً بما فيها مكتبة، ومحل تصوير المستندات، وكابينة الهاتف، وتموينات، ومحل قطع غيار، ومحطة الوقود، ومستوصف، وأحرقوا عشرات وسائل المواصلات والنقل بشكل كامل.
12- في الخامس عشر من يناير داهمت القوات الغازية وبمعية الجنود الأفغان العملاء على مدرسة دينية / نور المدارس في منطقة ” عزيز آباد” بمديرية شيندند بولاية هرات، قاموا بإخراج الطلاب من المدرسة ثم دمروها مع جميع ما فيها من الكتب والمواد واللوازم الدراسية.
13- في السادس عشر من يناير اشتبك الاحتلاليون والجنود الأفغان في مواجهات مع طالبان في منطقتي ” سوق حاويات سره بغل، ولوي كاريز” بمديرية ميوند بولاية قندهار، ثم قام جنود العدو بقتل 20 مدنياً بمن فيهم النساء والأطفال، وأصيب 4 آخرين بجروح.
14- في أثنين وعشرين من يناير قامت القوات الاحتلالية باستشهاد 6 صيادين من عامة الناس أثناء رحلة الصيد في جبل كندا بمنطقة ” كهنه خمار” قرب مركز ولاية ميدان وردك.
15ـ في الثالث وعشرين من شهريناير قصفت القوات الاحتلالية والأفغانية على منطقة ” السوق القديم” بمديرية سنجين بولاية هلمند، مما أسفر عن مقتل 17 مدنياً بمن فيهم النساء والأطفال، وأصيب 5 آخرين بجراحات متفاوتة.
16- في السادس وعشرين من يناير داهمت القوات المشتركة على منطقة ” باي ناوه” في ترينكوت عاصمة ولاية ارزجان، وقامت باستشهاد 8 أفراد مدنيين، وأصابت 6 آخرين بجرح، كما دمرت مسجداً وعدداً من المنازل وأحرقت أكثر من 20 وسيلة النقل والمواصلات للأهالي.
17- في واحد والثلاثين من يناير داهم جنود الاحتلال الأجنبي وعملائهم من الأفغان على منطقة ” هفتادر” بمديرية خاكسفيد بولاية فراه، وقاموا بتدمير منازل أبواب منازل الأهالي واستشهاد إمام مسجد مع 4 من تلاميذه، والقوا القبض على 12 من القرويين ونقلوهم معهم كأسرى.
18- وفي 31 من يناير أيضاً قامت قوات الاحتلال في هجوم بواسطة طائرة بلا طيار (درون) باستشهاد 5 مدنيين كانوا يستقلون سيارة في منطقة ” دوبندي” بـ تشرخكيانو مانده، بمديرية سنجين بولاية هلمند.
مسؤولية المجتمع الدولي:
تنفذ هذه الجرائم المذكورة أعلاه ضد الإنسانية من قبل القوات الأمريكية والأفغانية العملية، وهي مستندة لدى لجنة الخسائر المدنية في الإمارة الإسلامية بأرقام محددة لكل حادث، في حين تتواجد في العالم عشرات من المؤسسات البشرية ولجنة الدفاع عن حقوق الإنسان.
القوات الأمريكية التي جاءت إلى أفغانستان بذريعة استتباب الأمن والسلام، تنفذ الجرائم ضد الإنسانية بطريقة لا مبالاة؛ وكأنه لا تواجد في العالم لمنظمة باسم الدفاع عن حقوق الإنسان، ولا لجنة دولية باسم الجرائم الحربية.
للإمارة الإسلامية حق مسلم بأن تسأل من الأمم المتحدة بأن هذه القوات التي جاءت إلى أفغانستان بقرار منكم ترى هل قتل الأفغان بأيدي هذه القوات الأجنبية يُعد استتباباً للأمن في قاموسكم؟!
ترى هل قتل عامة الناس، والأطفال المعصومين، والنساء، وقصف المراكز الدينية، والمدارس والمستوصفات لا تُعد في نظركم جرائم إنسانية؟!
هل الأفغان المدنيين ليسوا بشراً في نظركم، أم أن في لجنة الدفاع عن حقوق الإنسان هناك استثناء خاص تجاه الأفغانيين بحيث أن القوات الأمريكية لا تُحاسب ولا تُحاكم بقتل الأفغان وأسرهم وإحراق منازلهم؟!
ترى أين الضمير الإنساني وأين العاطفة الإنسانية لكي ترفع صوتها لمنع تلك الجرائم البشعة والمؤلمة للقوات الأمريكية في أفغانستان؟
منظمة التعاون الإسلامي التي تمت إنشاءها بهدف الدفاع عن حقوق المسلمين في العالم، لماذا اختارت الصمت حيال القتل العام وتدمير المراكز الدينية في أفغانستان من قبل الأمريكيين؟
أليست أفغانستان عضواً في هذه المنظمة، والأفغان المظلومين القتلى هنا بأيدي القوات الأجنبية أليسوا جزءاً من المجتمع الإسلامي؟!
يجب عليكم أن تتعرفوا على مظلوميتهم، وأن توصلوا صوت مظلوميتهم إلى آذان المجتمع الدولي.
مطالبة الإمارة الإسلامية:
تطالب الإمارة الإسلامية من منظمة التعاون الإسلامي، والأمم المتحدة، ومنظمة رعاية حقوق الإنسان، والمحكمة الدولية ضد الجرائم الإنسانية، ووسائل الإعلام المحايدة، بأنه بالإضافة إلى تقبيح واستنكار الجرائم الجارية ضد الإنسانية التي تنفذها القوات الاحتلالية والنظام العميل في أفغانستان، أن تقوم بمنعها بشكل جدي وأن تقوم بتعقب عامليها من خلال محكمة الجرائم البشرية.
إن كانت تلك المنظمات تستمر في مزيد من صمتها تجاه الجرائم الحربية للأمريكيين في أفغانستان؛ فإن هؤلاء القتلة قساة القلوب ليزدادوا جرأة وبشاعة في قتل الأفغان وأسرهم، وتدمير منازلهم.
نأمل بأن الجهات الإنسانية المذكورة في هذه الرسالة من واقع العاطفة الإنسانية تدرك مسوؤليتها وأن تمنع يد القتلة الأمريكيين ومسانديهم المجرمين المحليين من القتل العام للأفغان المظلومين.
إمارة أفغانستان الإسلامية
۲۲/۱۴۴۰هـ ق
۸/۱۲/۱۳۹۷هـ ش ــ 2019/2/27م