
ستستمر المظالم السابقة تحت مسمى جدید
أعلن المسؤولون الأمریکیون بأنهم یسلمون إدارة سجن بجرام الی إدارة کابل العمیلة حتی نهایة العام المیلادی الجاری.
وأنهم یدربون الضباط الأفغان فی هذا الشأن؛ لکن هؤلاء المحتلون أخفوا عشرات السجون فی الولایات والعاصمة التی تدیرها الـ (P R T ) وتلک التی تسمی بالسجون الخاصة بالارهاب حیث یقضی فیها أکثر من خمسة عشر ألفا من الأفغان لیالهم فی وضع صعب للغایة.
کان یجب علی الأمریکیین اغلاق هذا السجن الذی لا یعطی للسجناء فیه حق الدفاع عن أنفسهم ولا یسمح لذویهم بزیارتهم؛ وهی الأعمال مناقضة لاتفاقیات جنیف؛ لکن للأسف مقاولو حقوق الإنسان المفترون فی البیت الأبیض یریدون ابقاء الأفغان الأبریاء فی هذا السجن لفترات طویلة تحت مسمی جدید، وبذلك أحد ینتقدهم لأن مسؤولیة إدارته ألقيت علی عاتق إدارة کابل العمیلة.
علماً بأن مظالم تلک الإدارة العمیلة التی قامت بها فی حق السجناء الأبریاء فی سجن بل تشرخی غیر خافیة علی أحد، حیث ادارو المدافع والدبابات علیهم وقتلوا وأصابوا المئات منهم، ومن شدة مظالمهم کان یضطر السجناء للاضطراب عن الأکل کل شهر. إلی درجة قامو بخیاطة أفواههم، وأن معاملة المسؤولیین کانت غیر اسلامیة وغیر انسانیة، وهذه المعاملة متواصلة فی جمیع سجون البلد التی تدیرها تلک الإدارة القمعية. وقد یقضی هؤلاء السجناء سنوات وسنوات فی السجون بسبب تهم لا یعتبرها المحتلون أنفسهم وعملائهم جرماً اوجنایة، ثم إذا ما كفر السجناء في الخلاص من السجن عليهم أن یبیعوا ما لدیهم من الأمتعة والعقار ودفع ثمنها للمسؤولین فی تلک الادارة حتی یخرجوا من السجن، وإنْ خرجوا من السجن فیکون هذا من حسن حظهم.
یظهر أن الأمریکیین بفعلهم هذا یحیون مرة أخری تاریخ مظالم الروس فی بولی جون، ویسلمون إدارة هذا السجن لجزاري بولی جون السابقین کی یعذبوا هؤلاء الأفغان المظلومین علی أساس عُقدهم الفکریة واللسانیة والمنطقویة …کما فعلوا فی السابق. لن ینس الأفغان أبدا بأن هؤلاء الناس الذین کانوا یتسابقون فی تقدیم الخدمات والمساندة للأمریکیین لقتل وتعذیب الأفغانیین هم الیوم علی رأس دوائر حکومیة عالیة وخاصة المراکز الأمنیة والاستخباراتیة فان تسلیم السجون لمثل هؤلاء أعداء الوطن والإنسانية ، لن یأمل منهم أی خیر، کما فی المثل الأفغاني یُستبدل سارق الأکفان الأب بالابن، ویتحسر الناس علی السابق..
یُعتقد بأن الأمریکیین یقومون بهذا الاجراء ، من جهة أن یعذبوا الأفغان المظلومین بعملائهم أکثر من هذا، ومن جهة أخری یتجنبوا تلک الانتقادات الموجهة إليهم لما یحصل من الجنایات والمظالم فی السجون الأمریکیة.
نحن نقول لمسؤولی البیت الأبیض والهيئات والمنظمات المدافعة لحقوق الانسان، بأن تواجد السجون العلانیة والمخفیة علی صعید أفغانستان عمل ظالم وغیر انسانی ویجب انهاء هذا العمل الاستعماري بأسرع ما یمکن، ولا یرشوا التراب فی عیون الأفغان والمجتمع الدولی بذریعة تسلیم ادارة السجن، ولا یمکن بهذه المحاولات توجیه أعمالهم القبيحة.
وإن عملهم هذا سیبقی وسمة عار علی جبین واشنطن والدیموقراطیة أیضاً کمثل أعمالهم السابقة ضد الانسانیة، وسیکون سبباً فی تحریض الأفغانیین لرفع خطوات متینة وسریعة فی سبیل استقلال وطنهم الحبیب.