ستهزمون ولو أطلتم أمد الاحتلال ألف عام!
في سبعينيات القرن العشرين كان حلف وراسو يؤيد الحرب في أفغانستان ويدعمها، الحرب التي خلفت وراءها ملايين القتلى والجرحى والمعاقين من الشعب الأفغاني كما اضطر عشرات الملايين منهم إلى ترك بلادهم والهجرة عنها.
فشنّت القوات الروسية، بتأييد من حلف وارسو، هجوماً على أفغانستان واحتلتها، وكانت تريد أن تتمد سيطرة هذا الحلف إلى المحيط الهندي والشرق الأوسط.
ولكن سنة الله جارية في إهلاك الجبابرة والفراعنة بأيدي عباده المستضعفين، وهكذا قدّر الله فضيحة حلف وارسو بأيدي الشعب الأفغاني المستضعف، فتمزق حلف وارسو الدموي وتبدد بعد انهزام عضوه الرئيسي الإتحاد السوفييتي بأيدي المجاهدين الأفغان.
وهاقد اجتمعت في نفس وارسو رؤوس الكفر وجبابرة العصر يرسمون الخطط لإخضاع الشعب الأفغاني المسلم المقهور والمنكوب، ونحن إذ نندد بهذه القمة نتفاءل بها ونرجو أن يكون اجتماعهم بداية تفكك حلف النيتو وهلاك إمبراطورياته بإذن الله.
إن ثقتنا بالله عظيمة، ونؤمن بأن الله معنا، وأن النصر قادم لا محالة، وأن مصير الوارسويين اليوم سيكون أسوأ من مصيرهم بالأمس.
لقد أعلن الحلف الأطلسي (النيتو) بقيادة أمريكا في قمته الأخيرة المنعقدة في وارسو عن دعمه لنظام كابول العميل حتى عام 2020.
وجاء في الإعلان أن (الحلف) الأطلسي سيمول القوات الأفغانية بمقدار خمسة بلايين دولار سنوياً حتى عام 2020، وأن 12 ألف جندي محتل سيبقون في أفغانستان.
وقد رحّب نظام كابول العميل بهذا الإعلان وفرح به واعتبره إنجازاً كبيراً وانتصاراً باهراً لكيانه، وكعادة أسيادهم قاموا بتهديد المجاهدين بتوسيع العمليات ضدهم؛ لأن أسيادهم طمأنوهم (بالدعم القاطع) كما يزعمون.
إلا أن إعلان حلف النيتو هذا وقبله إعلان أوباما لا يعني إلا إطالة أمد الحرب في أفغانستان، ولا يعني إلا استمرار الاحتلال واستمرار قصف الطائرات واستمرار المداهمات وإبادة منازل الأفغان وقتلهم وسفك دماءهم وحسبنا الله ونعم الوكيل.
وخلافاً للمؤتمرات السابقة، لم يؤكد المحتلون هذه المرة على الشفافية والنزاهة في إنفاق الدعم، ولم يشترطوا أي شرط، مما يوضح أن المحتلين لا يهمهم إلا استمرار الحرب في أفغانستان.
أي دعم تقدمونه لنا ؟ فما رأينا منكم إلا السفك والهتك والقصف والقتل والتشريد. ارحلوا عنا لا نريد دعمكم.
ارحلوا عن بلادنا فقد نغصتم عيشنا، لا نريد مساعداتكم اتركونا لنعيش بأمن وسلام.
عن أي سلام تتحدثون؟ وما زالت المنطقة تحترق في أتون الحرب التي أججتم نيرانها.
وبأي إنسانية تتشدقون؟ فما زالت الإنسانية تلعنكم وتستعيذ من جرائمكم، ولازالت معتقلات غوانتامو وباغرام و أبو غريب تكشف الستار عن وجهكم الحقيقي، ولازالت طائراتكم تقصف وتدمر بيوتنا وتبيد قرانا وتنسف بلادنا، ولا زالت أصوات قنابلكم تصم آذاننا.
إن سجلكم حافل بالجرائم والمجازر في أفغانستان والعراق وسائر بلاد المسلمين فقد سفكتم الدماء، وأزهقتم الأرواح، وعذبتم الأبرياء.
ولا زلتم متمادين في غيكم وإجرامكم فلا وازع ولا رادع يثنيكم عن غيكم وطغيانكم، فالعالم أصم وأعمى لا يسمع ولا يرى ما تصبونه من الجرائم على الشعب الأفغاني، والعالم اليوم أخرس صامت لا يرفع الصوت في حق هذا الشعب المنكوب المظلوم، ارحلوا عنا فقد تفوقتم على الوارسويين القدماء في الانتهاكات والإجرامات، فقد مضى على احتلالكم لبلادنا خمسة عشر عاماً وحسبنا الله ونعم الوكيل.
ولا زلتم مصرين على احتلال بلادنا ودعم حفنة من العملاء التابعين لمخابراتكم الشيطانية ليقتلوا ويقهروا الشعب الأفغاني.
كم مرة خدعتم شعوبكم وشعب أفغانستان أنكم ستنهون الإحتلال، لكن كذبكم وخداعكم للشعوب وزيف وعودكم بات واضحا للعيان. إن الأفغان أدركوا أنكم لا تريدون إلا صب الزيت على النار، ولذلك شكلتم حكومة فاسدة فاشلة أصبحت أضحوكة العالم، وأن المؤتمرات والقمم التي أقيمت وتقام في العواصم الغربية في بروكسل وبرلين ولندن وبون وغيرها ما أتت لأفغانستان بالخير بل إنها زادت في مآسي الشعب الأفغاني ومعاناته.
وأن إعلانكم بتمويل مليشيات إدارة كابول العميلة إلى عام 2020م يوضح جليا أنكم وعملاءكم تريدون استمرار دوامة الحرب في المنطقة إلى سنين طويلة، وأما شعارات السلام الجوفاء فلا ترددونها إلا لخداع الرأي العام وتضليل الشعوب.
وأنه لا قيمة لحياة مليشيات إدارة كابول لديكم، فهم مجرد وقود للحرب لأنكم وإدارة كابول العميلة تباركون الحرب التي تحرق كل عام فيها آلاف من مسلحيهم ما بين قتيل وجريح، فقد اعترف جنرال المحتلين جون نيكلسون: أن مليشيات نظام كابول تكبدت العام الحالي خسائر فادحة واعتبر نيكلسون سبب هذه الخسائر ضربات المجاهدين المتتالية على ثكنات ومراكز هذه المليشيات.
ووفقا لتقرير وكالة رويترز قد قتل في عام 2015 خمسة آلاف من مسلحي الحكومة وأصيب 14000 آخرين، وخسائر العام الحالي تزيد عن خسائر عام 2015م.
وأنكم إن كنتم تواسون الشعب الأفغاني حقا كما تزعمون فهو ليس بحاجة إلى تواجدكم بل هو بحاجة إلى إنهاء الحرب والذي لا سبيل له إلا بخروجكم الكامل من المنطقة.
وإن الحقيقة التي لا تقبل الجدل أن تواجد القوات الأجنبية هو العامل الأساسي لاستمرار دوامة الحرب في المنطقة وببقاءهم ستستعر الحروب وسينعدم الأمن وسيواجه الشعب الأفغاني مزيداً من الأزمات والمصائب والويلات.
وأنكم ما دمتم محتلين لبلادنا لن تعيشوا أنتم ولا عملاءكم بأمن وسلامة. إن جهادنا وكفاحنا سيستمر حتى طرد آخر جندي محتل من بلادنا إن شاء الله.
وأما مجاهدوا الإمارة الإسلامية الذين يخوضون غمار المعارك وساحات النزال دفاعا عن الدين والأرض والعرض، فلم يتوانوا عن الجهاد في سبيل الله يوم أن كان عدد جنود الاحتلال بعشرات الآلاف 150,000 في أفغانستان، بل واصلوا جهادهم المقدس ضدهم وأبلوا بلاء حسنا، فكيف سيخافون أو سيعجزون عن مجابهة المليشيات العميلة وقد انهزم أسيادهم وهربت معظم قواتهم عن أفغانستان ؟
إن المجاهدين هي القوة الشعبية التي انهزم وانتكس أمامها المحتلون والنظام العميل الذي يستمد قوته من الأجانب، فمهما سعيتم لإضعافهم وإخضاعهم ستواجهون الفشل والإنهزام بإذن الله الواحد القهار.
واعلموا أن الإمارة الإسلامية حركة متجذرة في أرض أفغانستان، قتلتم مئات الآلاف من الشعب الأفغاني ولم تستطيعوا القضاء على طالبان فهل تريدون إبادة هذا الشعب عن بكرة أبيه ؟ خضتم غمار الحروب خمسة عشر عاما فإلى متى ستحاربوننا ؟
والله ستملون من هذه الحرب الطاحنة ولن نمل عن مقارعتكم، وستندمون على نفقاتكم هذه بذهابها هدراً ولن نندم بتضحياتنا التي قدمناها ضدكم لأننا نرجو أجرها عند الله سبحانه وتعالى.
تفكروا لو وضع جميع الطالبان سلاحهم على الأرض وأنتم متواجدون في أفغانستان محتلون لها هل سينعم الأفغان بالأمن والأمان تحت وطأة احتلالكم ؟ كلا وألف كلا.
اعلموا أن هذا الشعب أبي يكره الإحتلال ولا ينام على الضيم فهل ستستفرغون جميع جهودكم وطاقاتكم لاخضاعه وتطويعه لأوامركم؟
فابذلوا ما تبذلون واستفرغوا جهدكم في مقاتلة الشعب الأفغاني، اسعوا بكل ما تملكونه لاضطهاد الشعب الأفغاني إلا أننا لن نستسلم أمامكم ولن نخضع لاحتلالكم، وأنفقوا أمولاً طائلة وستكون حسرة وندامة عليكم.
هب أن العالم ساكت عن جرائمكم، ولكن اعلموا أن عواقب الظلم وخيمة أفلا تعتبرون من عاقبة الجبابرة والظلمة قبلكم.
واعلموا أنكم ستُطرَدون من أفغانستان وتهربون وترحلون مع عملائكم وتبقى أفغانستان للشعب الأفغاني المسلم فلا بد للليل أن ينجلي مهما طال وادلهم، فخير لكم أن تخرجوا سراعا من بلادنا وتُنهوا الاحتلال البغيض.
واعلموا أن الحرب التي لم تكسبوها بمئات الآلاف من الجنود وبإنفاق مئات البلايين من الدولارات كيف ستكسبونها بابقاء آلاف الجنود وبإنفاق عشرات البلايين على المرتزقة والمليشيات؟