سكان المعسكر الأوروبي من الأفغان العملاء يعقدون آمالهم بالعالم المهزوم
بقلم: أحمد منصور
حَيَت آمال الأمة الإسلامية من جديد واشتعلت فيها روح العودة إلى مجدها الذي ضاع، بسقوط وانهیار الإمبراطوریات الطاغیة في القرن الحالي، وبعد هزیمة غزاة الإنجليز والاتحاد السوفيتي وأخيرًا الهروب والانسحاب المهين المخزي لأمریکا وحلفائها من مستنقع أفغانستان، وجنوحها للمفاوضات مع الإمارة الإسلامية، التي وعدت (أي أمريكا) شعبها بالقضاء عليهم، كما يخرج اليوم نتنياهو أمام الصحفيين ويعد بالإجهاز على حماس وإعادة الأسرى لدى المقاومة الفلسطينية.
دورس وعبر كثيرة لمن يعتبر في أطول حرب خاضتها أمريكا ضد الشعب الأفغاني. وعيب على من لا تزال تراوده فكرة وتصور احتلال ثرى الأفغان، مقبرة الغزاة. وقد أثبت التاريخ أنّ هذه الأمة، وإن كانت ضعیفة من حیث العتاد، إلا أنها قوية بالعقيدة والإيمان الراسخ بنصرة الله وعونه لها.
قام العدو بعد هزيمته الساحقة -بهدف تحقيق مطامعه ومصالحه- بمحاولات انتقامية غير معدودة؛ حيث فرض العدو الغاشم عقوبات، بالإضافة إلى الضغوطات السياسية، بهدف تنازل الإمارة الإسلامية عن مواقفها، کما جرب كل أدوات الغزو الفكري ليهزم الشعب فكريا وأيديولوجيا إلا أن كل محاولاته باءت بالفشل.
ومن سنن الله سبحانه وتعالى التي نراها بين وقت وآخر، أنّ الشخص الذي يعين الظالم ويتذلل له ويكون جندياً من جنوده ونصيراً من أنصاره وولياً من أوليائه، تدور الأيام ثم ينقلب عليه، كما يقال: من أعان ظالماً سلطه الله عليه. فبعد أن تكون بينهم هذه الموالاة وهذه المناصرة، تدور الأيام وتجري فيهم سنن الله سبحانه وتعالى، حتى إن هذا الذي أعانه ينتقم الظالم منه، ويذيقه من نفس الكأس، فالانقلابات العسكرية والخيانات والقتل والاغتيال ما هي إلا عبارة عن انتقام ينتقم الله به من ظالم بظالم ثم ينتقم من الظالمين جميعاً. فسنة الله سبحانه وتعالى أنه لا تدوم للظلم دولة، ونجد أنا الظالم ينتقم الله به من ظالم مثله. ما أرحمك يا رب حين ضربت إحدى الدولة الكافرة السفاكة الظالمة الغاشمة الاستعمارية (روسيا) بدولة مثلها وأشغلتهم بأنفسهم، وأمنتَ القافلة البيضاء (الإمارة الإسلامية) من شرهم وجلعتَه في نحورهم، فمهّدت الطريق لها لتقطعه بسهولة نحو المجد والعزة والكرامة، وتخطو خطوات سريعة لتخرج من الفوضى والأزمات والكوارث الإنسانية التي أعقبها الاحتلال بعد ما ولى الدبر.
ما زال سكان معسكرات الغرب من الأفغان العملاء الهاربين عديمي الحياء والشرف على أمل وعقيدة أنّ الولايات المتحدة مرة أخرى سترسلهم إلى أفغانستان على متن الدبابات والطائرات الأمريكية، وينتظرون منها المساعدة والمصاحبة والمرافقة والملازمة. كالذي يطلب المعونة من الميت. وتناسوا حين خذلتهم في وقت عصيب وتخلت عنهم وتركتهم في ميدان المعركة فرادى، وتناسوا العفو العام الذي أصدره أمير الإمارة الإسلامية بخصوص العملاء موالي أمريكا، الذي لا نجد له نظيراً في التاريخ الإسلامي بعد فتح مكة، ما حقن دماءهم وعزتهم وشرفهم وكرامتهم.
أقول لهولاء العملاء، من الأفضل ألا تخدعوا أنفسكم، قد ولى الاحتلال ورحل المحتلون وماتت أمريكا التي آمنتم بها وعادت الأراضي إلى أصحابها. إن الأحلام التي تحلمون بها نهارًا ستذهبون بها إلى قبوركم. وقد وعى أسيادكم أن هذه الأرض بأهلها أرض لا ترضخ ولا تذعن، وأنها لا تحتضن المحتل ولا تقبل به، بل تنفيه كما ينفي الكير خبث الحديد.