مقالات الأعداد السابقة

سماحة الإمارة الإسلامية ومكائد الأعداء

حافظ منصور

 

إنّ الإمارة الإسلامية إمارة مثالية عادلة، فتحت البلاد دون أن تدمّرها أو تشرّد أهلها كما يفعل المجرمون والسفاكون.

قوّة رجال الإمارة الإسلامية بإيمانهم، وعزّهم بدينهم، وثقتهم بربّهم، قانونهم قرآنهم، وإمامهم نبيّهم، وأميرهم خادمهم، وضعيفهم المحقّ قوي فيهم، وقويّهم عون لضعيفهم، وكلهم في الله إخوان، سواءٌ أمام الدين. ملكوا وتحكموا فعدلوا وأقسطوا، كانوا الأقوياء المنصفين، سنّنوا في الحرب شرائع الرأفة والرحمة، وشرعوا في السلم سنن العدل والقسط، فكانوا خير الحاكمين، وسادة الفاتحين.

ها هم رجال الطالبان والإمارة الإسلامية، لو نظّمت في مفاخرهم مائة ألياذة وألف شاهنامه، لن تنقضي مفاخرهم ولا أمجادهم ولا تفنى، لأنّها لا تعدّ ولا تحصى، فالبطولة سجية فيهم، وحبّ التضحية والفداء، والصدق والإخلاص، يجري في عروقهم، لا تنال من ذلك صروف الدّهر، ولا تمحوه من نفوسهم أحداث الزمان.

نعم؛ هؤلاء هم رجال الإمارة الذين زهدوا بزخارف الدنيا، وأوهام الجاه والمنصب، فانقادت لهم الدنيا، وسعى إليهم الجاه.

وها هي الإمارة الإسلامية قد سيطرت على البلاد بكاملها، وبدأ الآن أعداء الإسلام يدخلون عليهم من بابين: باب الشبهات، والشهوات أشدّ بطبيعتها إذ أنّ الشبان لا يستجيب منهم للشبهة إلا قليل، أمّا ما يثير الغرائز ويحرّك الرغبات فيلقى الاستجابة عند الجميع، وإن كان منهم من يصبر ويقاوم، ويطوي جوانحه على مثل النّار الآكلة، ابتغاء ثواب الله وخوفًا من عقابه.

الأولى كالمرض الذي يقتل ولكن عدواه بطيئة، والوقاية منه ممكنة، والثانية كالمرض الذي يضني وإن كان لا يفني، ويضعف وإن كان لا يُميت، ولكن عدواه سريعة، والتوقّي منه أصعب. اجمع مائة شاب واجلب لهم عشرة من أقدر الوعّاظ، ليلقنوهم العفاف والصيانة سنة، ثم اجلب لهم راقصة تتعرّى أمامهم، تهدم هذه الراقصة في ربع ساعة ما بناه أولئك كلهم في سنة.

ذلك لأنّ النفوس مجبولة على هذه الشهوة، إنّها غريزة غرزها الله فيها. ومن هنا ترى بعض الشابّات السافرات المغررات اللاتي يتبرجن في شوارع كابل تبرج الجاهلية الأولى، ويحرقن الحجاب الإسلامي بأمرٍ من أسيادهنّ الغربيين، ويقلن بأنّ الحجاب الشرعي رجعية، ولكننا لن نلقي لهنّ بالًا، فإنّ هذا التكشف الذي يدعين إليه هو الرجعية القذرة، لأنّ النّاس ولدوا متكشفين، وكانوا كذلك في فجر البشرية ثم تحضّروا فاستتروا، فالذي يدعو إلى التكشّف هو الرجعي؛ وكل حمير الدنيا مباح (في عرفها الحماري) العري والاختلاط، وإنما يمتاز البشر بالتصوّن والتستّر والعفاف.

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى