مقالات الأعداد السابقة

سياسة حكيمة ومحايدة من أجل مستقبل مشرق للبلاد

الكاتب: ميا هداية الله محمدي

 

أرسلتْ جمهورية الصين الشعبية سفيرها إلى كابول بهدف تعزيز وتوطيد وإحياء العلاقات مع الإمارة الإسلامية وبناء ثقة أفضل بين البلدين. ومن دواعي السرور أن سفير جمهورية الصين الشعبية قدّم أوراق اعتماده إلى السيّد الملا محمد حسن آخوند رئيس وزراء إمارة أفغانستان الإسلامية، خلال حفل خاصّ.

مع قيام إمارة أفغانستان الإسلامية، نشهد تطوّرات إيجابية وباعثة للأمل، ونحلم بالمزيد من الآمال لمستقبل مزدهر ومشرق في البلاد. وهو ما بدأ يتحقق شيئا فشيئا، حيث نشهد الآن استتباب الأمن في البلاد بأكملها، حتى أصبحتْ أقصى القرى والبلدات والمدن والبيوت والطرق وممتلكات الشعب وحياتهم آمنة مطمئنّة، وأخيراً توقّف سفك الدماء والتعصّبات والابتزازات والتحرّشات والاختطافات، وتوفرت للمواطنين أجواء سليمة بعيدة عن أي مخاوف وقلاقل تماما.

واليوم نسمع نداء الإعمار والتقدّم والسلام والراحة في كلّ أرجاء البلاد. كانت هذه هي الأمنية الوحيدة وحُلم كلّ مواطن في البلاد، والتي جعلها الله عزّ وجلّ حقيقة. فيجب علينا أن نسعى للحفاظ على هذه النعمة الإلهية التي أنعم الله تعالى بها علينا وأن نحميها، مع شكر هذه النعم.

اليوم، نرى حقًا أعداء الأفغان وأفغانستان مضطربين ومتخوّفين في أمرهم، أولئك الذين سلّطوا على أفغانستان وشعبها الأجانب المستعمرين لعشرين عامًا، وكانوا يُتاجرون بمصير أفغانستان خلف كلّ طاولة وعلى كلّ منصّة.

 

إنّ قبول خطاب الاعتماد لسفير جمهورية الصين الشعبية المعيّن حديثا لدى أفغانستان من جانب فخامة الملا محمد حسن آخوند، هو خبر مُرحّب به وإيجابي ويحمل الكثير من الآمال في المستقبل المشرق والمزدهر للبلاد، كما أنه رسالة خاصة لخصوم الإمارة الإسلامية والعالم أيضاً.

من الضروري أنْ نلتزم بالحفاظ على النظام القائم وتطويره وترسيخه، وعدم التردد في أي نوع من التعاون والتنسيق في هذا الاتجاه، وأن نمدّ يد الوحدة والتكاتف والعون، ونحبط كل شكل من التآمر والمطالب غير المشروعة من الأطراف السيئة، كما أنه من الواجب علينا أن نشارك خبراتنا وإنجازاتنا ونصائحنا المفيدة مع المسؤولين وأن نستخدمها بقوّة في بيئة عملنا.

في وقت من الأوقات، من أجل استقطاب وتجنيد الصفوف النقية المنظمة للجهاد المسلح، كان لا بدّ من التفاني في العمل والجهود الدؤوبة، واليوم من أجل الحفاظ على هذا النظام النقي وترسيخه، لا بدّ من بذل الجهود المستمرّة بطرق أخرى، حتى نتمكّن من توفير وسائل الرخاء والراحة والسلام للشعب في كافّة المجالات.

اليوم يعيش معارضوا الإمارة الإسلامية حياة الذّل والبؤس في الدول الأجنبية ليل نهار، ويرسلون رسائلهم بالتهديد بالصراعات وبدء الحرب الأهلية، على الرغم من إتاحة فرصة ذهبية لهم؛ بإنقاذ أنفسهم من براثن الأعداء القذرة والدموية، وانتهاز فرصة العفو العامّ والعودة إلى وطنهم الكريم ليعيشوا حياة كريمة بين أبناء شعبهم. نحن نعرف مستوى حياة السياسيين في الخارج، فإذا كانت لديهم النية والإرادة في تمزيق أفغانستان وتفريق الشعب، فهذا خطأهم الكبير، وهذا الخطأ سيقودهم إلى نهاية مجهولة وسيئة.

أولئك الذين يعتبرون أنفسهم أفغاناً؛ لو كانت لديهم ولو ذرة من التعاطف مع وطنهم، فعليهم أن يكفّوا عن تأجيج نار الحرب في هذه البلاد، لقد عانينا على مدى اثنين وعشرين عاماً، والآن يعمل القادة ليل نهار على تضميد الجراح وترسيخ العدالة والمساواة والرخاء وتحييد الشك والعداوة وإزالة بذور النفاق التي زرعت بين أبناء هذه الأرض، حتى يستعيدوا شرف وكرامة أفغانستان بين دول الجوار والمنطقة والعالم.

أليس من الأفضل أنْ نقف إلى جانب قادتنا الحقيقيين الصادقين، وبهذا نخيّب أعداءنا الطغاة والشياطين. ولا شك أن هذا سيكون سبب نجاحنا وازدهارنا في الدنيا والآخرة.

 

يوماً بعد يوم يتمّ تعريف سفراء وممثلي الدول بأفغانستان مثل الصين وتركيا وباكستان والنرويج وقطر وإيران وروسيا وكازاخستان وأوزبكستان وأذربيجان وقرغيزستان والهند.

ولقد اندهش العالم بما فيه الولايات المتحدة الأمريكية من حسن إدارة الإمارة الإسلامية للبلاد وجهودها المبذولة للاستقرار الشامل الذي حققته خلال السنتين الماضيتين.

لذا فإن المجتمع الدولي بدأ يحاول تعزيز العلاقات وتوسيعها، وهم يريدون استغلال هذه الفرصة الذهبية لتطوير أعمالهم وتعزيز علاقاتهم السياسية والثقافية والاستثمار في أفغانستان. وفي مثل هذه الأجواء المناسبة من الواجب على جميع الأفغان أن يتحدوا ويدعوا الشقاق والتشاؤم والكراهية والتعصب والأنانية للأبد.

 

وقبل الختام من اللازم أن نشيد بجهود السيّد مولوي أمير خان متقي وزير الخارجية مع خالص الدعاء والشكر له بشكل خاص.

فلا شك أن فضيلته شخصية ذكية وواسعة المعرفة ومطلعة على أوضاع المنطقة والعالم، بحيث استطاع خلال فترة عمله في العامين الماضيين -من خلال تبنّي السياسة المعتدلة- أن يحقيق العديد من الإنجازات التي عادت بالخير على الشعب الأفغاني.

إن الدول المجاورة لأفغانستان والمنطقة والمجتمع الدولي مندهشة من الرؤية السياسية والدبلوماسية التي يتمتع بها فخامته. واليوم نحن منتصرون واليد العليا لنا في سياستنا الخارجية.

ولا ننسى أن نشير إلى أبرز الانجازات المتحققة خلال الفترة الماضية؛ فالعملة الأفغانية كانت من أفضل العملات أداء مقارنة بغيرها من عملات العالم، كما انخفضت معدلات التضخّم في الحين الذي تشهد فيه كثير من بلدان العالم أزمات اقتصادية حادّة، تلك البلدان التي يحكمها كبار الاقتصاديين والعلماء في العالم والتي تدعي أنها حققت تقدما كبيرا، وأنها على مستوى عال من التقدّم في جميع النواحي.

والحمد لله، أن لدينا في هذا المجال شخصية محنّكة وفذة، وسيعترف العالم كله، بما في ذلك الولايات المتحدة، بإمارة أفغانستان الإسلامية إن عاجلاً أم آجلاً، نتيجة إخلاصه وصدقه وجهود فخامته الحثيثة والمستمرة. ونحن متفائلون بهذه السياسات والجهود الحكيمة للإمارة الإسلامية، وأن الشعب الأفغاني سيتمتع مرّة أخرى بحياة مزدهرة وكريمة إن شاء الله.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى