
شهر النّصر والتمكين
أبو غلام الله
يحبُّ المسلمون عامّة والمجاهدون على وجه الخصوص شهر رمضان المبارك، شهر الصوم والطاعة والقربة إلى الله عز وجل، شهر تزكية النّفوس من الدنس والأوساخ إلى رحاب الطهر والعفاف والثواب.
شهر رمضان شهر يتضاعف فيه الأجر، فيحرص المجاهد بأنْ يرضي الله سبحانه وتعالى أكثر، بقتال أعدائه سبحانه وتعالى، وبحراسة الليل أو قيامه ليشحنَ نفسه إلى العام القادم بكمية كبيرة من الطاعات والعبادات.
فشهر رمضان، شهر القوّة والفتوّة والقيام بما أمر الله سبحانه وتعالى، شهر نزل فيه القرآن، ليكون دستوراً أبدياً للمسلمين إلى قيام الساعة ينوّر لهم دربهم وسبيلهم إلى الهدى والرشاد.
شهر رمضان، شهر الانتصارات والفتوحات، ففيه نصر الله عباده في معركة بدر الكبرى التي كانت فرقاناً فرّق الله به بين الحق والباطل، وأصبح للمسلمين بعدها العزة والمنعة.
شهر رمضان، شهر توّج الله المسلمين فيه بفتح مكة، وبه زالت غربة الإسلام الأولى، وسقطت رايات الوثنية في البلد الحرام، وأصبح الإسلام عزيزاً في أرجاء الجزيرة العربية.
والفتوحات الواسعة التي منحها الله سبحانه وتعالى المسلمين في هذا الشهر كثيرة لا يمكن حصرها في هذا المقال القصير، إلا أنّنا نذكر أشهر الفتوحات الإسلامية في هذه العجالة، بالإضافة إلى غزوة بدر وفتح مكة، وهي: فتح (البويب) في السنة 13 هجرية ، وفتح النوبه سنة 31 هجرية، وبلاط الشهداء سنة 114 هجرية، وفتح عمورية سنة 223 هجرية، وعين جالوت في فلسطين سنة 658 هجرية، وفتح شقحب سنة 702 هجرية، وفتح قبرص في عهد المماليك سنة 829 هجرية، ومعركة المنصورة سنة 647هـ.
وقد منح الله سبحانه وتعالى المجاهدين فرصةً أخرى، بعدما أعلنت الإمارة الإسلامية ضمن ابتكاراتها العسكرية وتكتيكاتها الميدانية عن عملية الخندق، ليركّزوا جهودهم مرّة أخرى لقصم ظهر الكفر والشرك.