مقالات الأعداد السابقة

صدقت الله فصدقك

بقلم: صبغت الله الكابولي

وأخيراً ترجلت يا فارسنا عن صهوة جوادك، وآن لك أن ترتاح من عناء أيام خلت. طلبت من الله الشهادة فنلتها -بإذن الله- بأعلى درجاتها، وصدقت الله حينما قلت: (لقد وُكّلت إلينا المسؤولية ولم يُوكل لنا الملك والحكم، لقد وُكلت لنا التضحية، وسنسأل التوفيق من الله عز وجل. عل بعض الناس يظنون أن هذا المنصب شرف عظيم لكنه بلاء عظيم ابتليت به… الموت حق وهو آت لامحالة، اليوم أو غداً سنموت حتما). فصدقك وارتقيت إلى الله شهيداً بصاروخ صليبي مضرجاً بدمائك الطاهرة الزكية، نحسبك كذلك والله حسيبك.

يا حبيبنا كم أوذيت في الله! كم من التهم والشتائم رموك بها! وكم من الدواهي والخطوب ألمت بك! وكم من المصاعب تجشمتها! وكم من المهالك تقحمتها! وكم من المصائب صبرت عليها!

يا أميرنا لقد أبليت في سبيل الله بلاءً حسناً، فنصرت هذا الدين، وآويت المظلومين، لقد خضت ضد الأعداء معارك كثيرة، فكرية وعسكرية وسياسية وهزمتهم بإذن الله.

زأرت في وجه الكفر وهزمت مخابرات العالم، وأقضضت مضاجعهم وأثخنت في أعداء هذا الدين، لاسيما في الصليبيين المعتدين، زلزلت عروشهم ونسفت أوكارهم، ففُتِحت تحت إمرتك المدن والمديريات، وكُسرت الزنازين والمعتقلات، وحُرر آلاف الأسرى والمعتقلين، وثبتّ في مواجهة الفتن وصبرت على المحن وكسرت قرن الدواعش المارقين الذين عاثوا في الأرض فسادا وآذوا أولياء الله المجاهدين.

رغم الضغوط الكثيرة ما تنازلت عن المبادئ والثوابت قيد أنملة، وحفظت بنيان الإمارة الإسلامية ولم تساوم عليها.

ضغطوا عليك كثيراً لكنك لم تعطِ الدنية في دينك، حتى اعتبرك رؤوس الكفر عقبة كأداء وعويصة أمام أهدافهم في أفغانستان وخطرا على القوات الأمريكية المحتلة في أفغانستان.

آذوك كثيرا لكنك قابلتهم بالصفح والعفو والإحسان ويوم القيامة ستكون خصمهم أمام الله عز وجل.

وهؤلاء المساكين لم تنفعهم دعاياتهم وشتائمهم وشبهاتهم التي أثاروها حولك، فلم يستطيعوا تشويه سيرتك، بل خابوا وخسروا.

أميرنا المحنك، لقد أديت مهمتك على الوجه الأتم، وأنرت لنا الطريق، وأفشلت بحنكتك وحكمتك مؤمرات العدو، ووقفت سداً منيعاً أمام أعاصير الفتن.

قائدنا إن استشهادك البطولي وثباتك على الدرب وتضحياتك تذكرنا أن دين الله غالٍ وبحاجة إلى دم الأمير والجندي كليهما.

أميرنا النبيل، كما كنت معروفاً بالشجاعة والإقدام ودماثة الخلق والتواضع والحكمة واللين في حياتك، فقد أصبحت رمزاً للتضحية والفداء والصمود والوفاء بعد استشهادك.

إن الكفار وعملاءهم يركّزون على اغتيال قادة المجاهدين على أمل أن يمزقوا وحدة المجاهدين ويفرقوا جمعهم فيضعف المجاهدون وتزلزل أقدامهم. ولكن هؤلاء الصعاليك لا يدرون أن استشهاد قادتنا هو وقود يدفع عجلة الجهاد إلى الأمام.

قال أمير المؤمنين الشهيد في أول كلمة له بعد تعيينه خلفاً لأمير المؤمنين الملا محمد عمر رحمه الله: (إن كفار العالم وحلفاءهم حاولوا كثيراً أن يمزقوا هذا الصف ويفرّقوا جمعنا ويضعفوا الصف الجهادي، ولكن من نصر الله أن جميع محاولاتهم باءت بالفشل فلم تنفعهم قوتهم ولا طائراتهم ولا أموالهم.

قتلوا الكثير من المسلمين واعتقلوا الكثير وقصفوا ودمروا وأبادوا المنازل، لكنها لم تنفعهم شيئاً فلم يتمكنوا من تفريق صف المجاهدين في أفغانستان).

إن الأعداء البلهاء ظنوا أنهم سيخوّفون المجاهدين بقتل قائدهم، ولذلك وجهوا للمجاهدين دعوات الاستسلام وإلقاء السلاح وترك الجهاد.

ولكن اعلموا أن باستشهاد قادتنا لا تضعف معنوياتنا، بل استشهادهم بأيدي أعداءنا يذكي في قلوبنا جذوة الجهاد والإستشهاد، ويقوي صفوفنا، ويشحذ عزائمنا، ويحرضنا على التأهب لأخذ الثأر والإنتقام.

إن مسارعتكم إلى استهداف قادتنا وعلماءنا ومشايخنا يخبرنا عن حقدكم الدفين. إن استشهاد قادتنا دليل على صدقهم وثباتهم وحبهم للإسلام، واعلموا يا أعداء الإسلام أننا نعشق الموت في سبيل الله كما تعشقون الخمر والفحشاء.

وإننا سنظل نؤرقكم بالتفافنا حول أميرنا الجديد الشيخ هبة الله -حفظه الله- ونقض مضاجعكم بعزمنا على مواصلة الجهاد المقدس ضد الإحتلال الغاشم واقتفاء خطى قادتنا وأمراءنا الأبطال.

أميرنا نحن نعتز أنك ربيت وراءك جيلاً من القادة سيرفعون اللواء واحداً تلو الآخر، وأعطيتنا درسا في الثبات والتضحية والصمود.

أبشر أمير المؤمنين، فصرح الإمارة لازال شامخاً، عزيزاً، متماسكاً، متراصاً، ولازالت الإمارة تنازل أعداء الله وتقارعهم في كافة الميادين.

وإننا نعاهد الله أننا سنسعى بكل ما نملك لحفظ الثمرة التي رويتم شجرتها بدمائكم الطاهرة الزكية.

فهنيئاً لك الشهادة أمير المؤمنين، نم قرير العين، وسلام على روحك في الخالدين. ونسأل الله سبحانه وتعالى أن يكرمك بلقائه ورؤيته، وأن يوفق أميرنا الجديد للثبات على دينه. .وأن يحفظه من كيد الأعداء. آمين يارب العالمين.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى