مقالات الأعداد السابقة

صرخة شامیة

لا ینكر أحد بأن سیول الدماء جاریة.. ولم تزل جراح المسلمین نازفة منذ سنتین في أرض الشام، شام الخیر والبركات، وذلك عندما قام الثوّار الأحرار بتندید مظالم الجزّار بن الجزّار، ولكن بطریقة سلمیة دون مناوئة أو نضال، لا یریدون إلا استرجاع حقوقهم المهضومة.
فطالما كانوا یشكون المظالم التي تقترفها الحكومة العلمانیة بشأن الشعب المسلم الأبي العریق العزّل منذ خمسین عاماً.
الكاذبون علی المدی حذّاق
خمسون عاماً للفساد نفاق
خمسون عاماً والدمار لشامنا
خمسون عاماً للفساد رفاق
لكنّ الحكومة الفاسدة التي أسست علی الظلم والعدوان، والعنف والحقد، أجابت السلمیة بالعنف والقمع المبید، وأحدثت مجازر تشیب لهولها الولدان، وتقشعرّ من فظعها الأبدان، حتی اعترف القاصي قبل الداني بأنّ الحكومة الأسدیة اقترفت فظائع بشأن شعبها العزّل، وأشجبوا بها عبر وسائل الإعلام.
أوغلتمو بدمائنا وتجاوزت
أفعالكم ما خطّت الأوراق
فخرُ الجبان هزائم ومذابح
قزم الحمی ولشعبه عملاق
ناشدتكم واللهَ أیّها المسلمون بأن لا تسكتوا بعد الیوم…!
بالله علیكم أین نخوة المعتصم؟؟
أین الحمیّة والغیرة الدّینیة؟؟
أین فداءكم تجاه أعراضكم المدنّسة یا أشباه الرجال ولا رجال؟؟
أیجوز هذا الصمت یا أهل الثری
أیباع أرض للعدی أو تُشتری
أتُدنّسُ الحرمات في كل القری
والكون أعمی العین جبناً لایری
یاتُری! كم قست القلوب، وصدأت المشاعر، وكم تقدم النّاس في الحیوانیة واللاشعوریة، حیث أصبحوا كغنم رابض لایهمّه شئٌ إلا الاجترار وإجالة الرأس یمیناً وشمالاً، ضغثاً علی إبالة رفع الصوت ببعض الشعارات والهتافات التافهة، فهل یغني ذلك من شئ؟؟؟
فإنا لله وإنا إلیه راجعون علی ما أصابتنا من الاستكانة والمذلة، التي ذهبت بماء وجهنا؛ بل تتندی جباه البشریة منها حیاء وخجلاً، حتی أضحكت علینا الأعداء!!
وا عجباً! من زمن صارت فیها الدیاثة سیاسة وكیاسة، وأضحت الغیرة علی محارم الله وأعراض أولیائه جریمة یوضع أصحابها علی قائمة الإرهاب، فتشوّه سمعتهم، ویستنفر علیهم شیاطین الإنس بخیلهم ورجلهم، أمّا الأصوات التي لا نسمع لها جعجعة إلا في مناوئة المجاهدین ونهش لحومهم، فلا تسمع لهم في هذه المواطن حساً ولا همساً.
فإلی الله المشتكی …
ومن هذا المنطلق جاشت مخاطري بأبیات منكسرة علّي أجبر بها كسراً أو أسدّ ظلا أو أقدّم لأخواتي الكئیبة شیئاً، ولا أكون واجماً ساكتاً عندما لم أقدر ثأرهن مباشراً…  وإلیكم هذه الأبیات:
دمدم یاربُّ نقمك علی الظالمین       
وصُب جام حممــــــــك علی العابثین
مالي أری الشام نـــــــــــــــازفةٌ         
جراحُهــــــــا علی أنظــــار العالمیـــــن
لهف نفسي إنهم بادوا شعبــــــنا          
العـــــــــــــزّل ذلك الشعب الثمیـــــــــن
لقد یقفُّ شَعري حیناً بعد حیــــنٍ            
لمّا أسمع صراخ المنتهكات والمنتهكین
فقد توغلوا وانتهكوا بالأعراض
ونكــــــــأوا حقاً جـــــــــــراح المسلمین
حتی صرخت عفیفة باكیـــــــة
في أرض الشام أرض الفاتحیــــــــــــــن
یاللمسلمین یاللمسلمین یاللمسلمین  
أرسلوا لنا العقــــــــــــاقیر أیها العاجزون
حتی نتواقی الحبلی بالحبـــــــوب
من كثـــــــــــــــرة ما آذانا الغاصبـــــــون
فسُحقاً والله سُحقاً ثم سُحقـــــــــــــاً
علی الرجـــــــــــال العوارك النائمین
نشكو ضیاعنا للمــــــــولی الكریم
عمّا ران الأمة، أمة خیر المــــرسلین
وكأنّ الأسماع صُمّة یــــــــــا الله
نشكو إلیك یا مـــــــــــلاذ الضائعین
بدّد الجزار الخائن ابن الخــــــائن
ومزّقه فوراً فقــــــــــــد طال الأنین
وقد سرق البسمة عن شفاه أطفالنا
وتمادی في البغي والعناد ذاك اللعین
یقصف الأبریاء ضخّاً وآهلة الســـكان
بالبرامیل والإسكود مفعماً بالحقد الدفین
فیا شام الخیر والبركة والحنیـــــــــن
لا عشنا حیاً إن أنجوا منّــــــــا الخائنین
فها هو جزّار ابن جزّار خـــــــــــائب
بعدمـــــا رنّح بأعطاف المسلمیـــــــن
فصبراً أیها الأحرار صبــــــــــــراً
فالنصر لاحت تباشیره لأنصار الدین

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى