صفحات لا تنتهي من ظلم الطغاة
بقلم: أبو صلاح
تعامل المحتلون الصليبييون والعملاء جنباً إلى جنب بعدواة مع الشعب الأفغاني المسلم، فخرّبوا بيوت المواطنين الأبرياء ومازالوا يخرّبونها على رؤوس ساكنيها وهم نيام، ويروّعونهم بمداهماتهم الليلية ويسلبون منهم الهدأة والسكون، وينهبون ثرواتهم، ويقتلون أطفالهم ونساءهم، ويعتقلون الشباب ويودعونهم في غياهب السجون ويعذبونهم بأشنع التعذيبات.
لم تتوقف المداهمات الليلية على ثرى الوطن منذ أن احتلّ الصليبييون بلادنا؛ بل ما تزال سائرة على قدم وساق وتزداد من يوم لآخر، والمتضرر في هذه المداهمات هم المدنيين والمواطنين الأبرياء، ففي أيام قليلة رصدناها قُتل العشرات من المواطنين في المداهمات والقصف الجوي، وإطلاق القذائف العشوائية على البيوت الآهلة بالسكان، أو أصيبوا بإصابات بالغة ومتوسطة.
فقبل أيام قليلة استشهد 13 من المواطنين في قرية ميناري بمديرية خوشامند بولاية بكتيكا جراء قصف المحتلين الوحشي، واستهدف المحتلون في هذه الغارة بيت الطبيب وريخمن، فاستشهد المذكور مع 13 من أفراد أسرته بلا ذنب أو جريمة. ولم نر أيّ رد فعل من الحكومة العميلة تجاه هذه الكارثة النكراء إلا الصمت والسكوت.
وقال شهود عيان من المواطنين لوكالة “إسلامي أفغان” بأن قرابين هذه الكارثة الوحشية النساء والأطفال.
فأين الديموقراطية التي احتل الغرب بلادنا ليهدينا إياها؟
أهذه هي الديموقراطية؛ أن تقتل الأطفال والنساء، وتخرّب البيوت على رؤوس ساكنيها؟ وبأي ذريعة؟ ومن أذن لكم أن تقتلوا المجرمين –حسب زعمكم– وهم بين أفراد أسرتهم؟
إن كنتم تقولون بأننا كنا نستهدف الإرهابيين، فهل يعقل أن تقتل العشرة وأكثر من ذلك من أجل رجل واحد تعدونه من الإرهابيين؟ وحقيقة هذا القانون أولى بأن يكون من قوانين الغاب بدلاً من سراب الديموقراطية التي تدندنون عليها.
ولم تتوقف سلسلة جرائمهم، ولم يمضِ وقت كثير على جريمتهم الآنفة حتى فوجئ الناس بمقتل المعلم (محمد شفيق) في غرة شهر أغسطس في مركز ولاية ميدان وردك.
وبعد يوم من هذه الجريمة هاجم العملاء بيوت المدنيين في منطقة جويبار بمديرية تجاب بولاية كابيسا فأصيبت سيدتان جراء هجومهم الوحشي.
وفي 4 من أغسطس، قام العملاء باستهداف بيوت المدنيين بقذائف هاون في منطقة ناوه بمديرية ميزاني بولاية زابول، فقُتل طفل وجُرح 2 آخران.
في 7 من أغسطس، أطلق العملاء قذائف هاون على بيوت المدنيين في مديرية مرغاب بولاية بادغيس، وتقع هذه البيوت على بعد 3 كلم من الثكنة العسكرية التي يقبع فيها العملاء، فاستشهد 3 من المواطنين الأبرياء وجرح 6 آخرون.
وفي 8 من أغسطس، داهم العملاء مناطق غورمه أده، بوزه وتني خيل، وأطلقوا النار أثناء المداهمة على الموطنين، فاستشهد 3 منهم، وجرح 6 آخرون، واعتقلوا آخرين.
في 12 من أغسطس، قام العملاء بقتل فلاح منشغل في زراعته في قرية أحمد خيل بمديرية جلجه بولاية ميدان وردك، ولم يحسنوا قتلته بل عذبوه أشدّ التعذيب ثم شنقوه.
في 13 من أغسطس، أطلق العملاء قذائف هاون عشوائية على منطقة زرغون شهر (من مضافات مديرية محمد آغه بولاية لوجر) فسقطت على بيوت المدنيين، فاستشهد طفلٌ وسيدة وهما من أفراد أسرة واحدة.
هذه الجرائم التي ذكرناها كنموذج، اقتُرفت في أقل من أسبوعين، وإن دل ذلك على شيء فإنما يدل على حجم الخسائر الكبيرة في صفوف المدنيين في شتى أنحاء البلاد، فالعدوّ شدّد ضرباته الجوية وكثّف مداهماته الليلية، وطبعاً تتجه خسائر هذه الهجمات والمداهمات إلى المدنيين حيث يتكبدون خلالها خسائر فادحة في الأرواح والممتلكات.
ولكن لا أدري لماذا لا يفقه الأعداء بأنّ مثل هذه الجرائم الوحشية لا تضعف المقاومة المشروعة ولا توهنها؟ فلو كانت الجرائم تسوقهم إلى الأمام لساقتهم طيلة العقد ونصف العقد الماضي حيث مارسوا خلالها أشدّ أنواع الجرائم وأفظعها، ولكنهم باؤوا بالفشل وكل يوم ينكمشون ولا يتقدمون. وبالجملة لم ينفعهم ارتكاب المجازر شيئاً.
فأبطال الإمارة الإسلامية على عهدهم ماضون وباقون، يثأرون من المحتلين والصليبيين لدماء الشهداء الأبرياء التي أهريقت على ثرى الوطن بلا ذنب أو جريرة، ولن يسمحوا للأعداء أن يتجولوا باطمئنان في شوارع أفغانستان، فأبطالنا مستمرّون في جهادهم إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها بإمارة إسلامية تنفذ حدود الله وتحكم بما أنزل الله سبحانه وتعالى. وما ذلك على الله ببعيد.