مقالات الأعداد السابقة

عام 2016 الميلادي وانجازات المجاهدين

رغم التحديات التي واجهتها الإمارة الإسلامية خلال العام الماضي، ليس فقط أنها تغلبت عليها، بل إنها نجحت في إحراز الكثير من الإنجازات والانتصارات في مختلف المجالات، نذكر بعضاً منها على سبيل الاختصار:

 

القضاء على الخلافات الداخلية:

لما استشهد الأمير منصور -تقبله الله- في غارة جوية للطائرات الأمريكية؛ طار المحتلون والعملاء فرحاً، وزعموا أن المجاهدين سيختلفون في تعيين الأمير والالتفاف حوله، وأن مقتل الأمير منصور سيؤدي إلى انشقاقات وخلافات داخل حركة طالبان.

ولكن بفضل الله ومنّه التفّ المجاهدون كلهم حول أميرهم الجديد، حتى أولئك الذين تخلّفوا عن مبايعة الأمير الشهيد سارعوا إلى الالتفاف حوله وألقوا خلافاتهم جانباً. ولعمري إن الوحدة وتآلف القلوب أفضل نعم الله سبحانه وتعالى على الساحة الجهادية، وقد ذقنا مرارة كثرة الأحزاب والخلافات والتباغض والتناحر، مما جعلنا نتمرغ لعدة سنين في دماء سفكت في حروب داخلية، وضاعت ثمرة جهاد الشعب الأفغاني ضد الاحتلال السوفييتي.

 

في المجال العسكري:

لقد أكرم الله المجاهدين بانتصارات عظيمة وفتوحات مُبينة في المجال العسكري خلال العام المنصرم. فقد تسارعت سلسلة العمليات بعد تعيين الأمير الجديد الشيخ هبة الله أخندزاده حفظه الله، وخضعت عشرات المديريات لسيطرة المجاهدين، كما تم تضييق الخناق على مراكز عدد من الولايات، منها: ولاية هلمند، وأروجان، وفراه، وبغلان، وكندوز، وميدان وردك وغيرها، ولا زالت مهددة بالسقوط في أيدي مجاهدي الإمارة الإسلامية.

وقد تم خلال هذه المعارك تطهير مناطق واسعة في مختلف أنحاء البلاد من تواجد العدو، ومقتل آلاف من المرتزقة، وقد اعترف متحدث الحلف الأطلسي بمقتل 5000 جندي أفغاني في سبعة أشهر. وتكبد العدو خسائر فادحة في الأرواح والعتاد، وأحرز المجاهدون غنائم كثيرة ولله الحمد.

ومن جانب آخر، انهارت تماماً معنويات الجنود العملاء والشرطة وعناصر الأربكي ومليشيات الإجرام، وقد اضطر المئات منهم إلى إلقاء السلاح والاستسلام أمام المجاهدين في كثير من المناطق، أشهرها استسلام كتيبة كاملة مكونة من 150 جندياً للمجاهدين بكامل عدتهم وعتادهم في أروزجان، وكذا استسلام 70 جندياً تابعين لمقر عسكري في ولاية هلمند بكافة أسلحتهم وتجهيزاتهم.

كما اعترف الطاغوت الأمريكي أوباما بانهزامه وعجز بلاده عن القضاء على طالبان، فلاَ إِلهَ إِلاَّ اللهُ وَحْدَهُ أَعَزَّ جُنْدَهُ، وَصَدَقَ وَعْدَهُ وَنَصَرَ عَبْدَهُ، وَغَلَبَ وهزم الأَحْزَابَ وَحْدَهُ فَلاَ شَيْءَ بَعْدَهُ.

 

المجال السياسي:

نجح المجاهدون في إقناع الكثير من الدول والساسة والصحفيين والنشطاء المدنيين وغيرهم ممن لهم دور في تكوين الرأي العام الجماهيري، أن ما تتشدق به إدارة كابول العميلة والاحتلال الأمريكي من مشروع السلام ما هو إلا ذر للرماد في العيون، وأنهم الأعداء الحقيقيون للسلام؛ لأن المشكلة الأساسية لقضية أفغانستان هي تواجد الاحتلال الأمريكي الهمجي في المنطقة، وذلك بتنظيم لقاءات وإجراء مناقشات معهم عبر المكتب السياسي. وقد آتت هذه الاستراتيجية ثمارها، مما جعل الرأي المحلي والعام يتغير تجاه الاحتلال الأمريكي، واكتسب المجاهدون وجاهة سياسية في المنطقة.

 

المجال الإعلامي:

لم يتخلف الإخوة الإعلاميون في هذه المعارك عن إخوانهم المجاهدين، بل كانوا معهم جنباً إلى جنب يقدّمون مشاهد حية من المواجهات والمعارك، ويُجرون الحوارات واللقاءات مع القادة الميدانيين، ويُعدّون تقارير مصورة عن انتصارات المجاهدين، وعن توزيع المواد الإغاثية على الفقراء والمحتاجين، وعن اجتماعات لجنة الدعوة والإرشاد، وتقارير عن حال المدارس في ظل الإمارة الإسلامية، وينشرون كلمات القادة والمشايخ المتضمنة للنصح والتذكير للمجاهدين، إضافة إلى تواجدهم المكثف في صفحات التواصل الاجتماعي؛ نصرة للجهاد في سبيل الله، وذباً عن المجاهدين، وإيصالاً لدعوتهم ورسالتهم إلى المسلمين والعالم. مما أجبر العدو على الإعتراف بالهزيمة في مجال الإعلام ولله الحمد.

ولا زالت الإمارة الإسلامية في تقدم من نصر إلى نصر، رغم محدودية الإمكانيات والمؤامرات الدولية التي تُحاك لاختطاف ثمرة الجهاد الأفغاني ضد الاحتلال الأمريكي. نسأل الله العلي القدير أن يُمكن للإمارة الإسلامية في الأرض وأن يثبتها على الحق، إنه ولي ذلك والقادر عليه.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى