عجيبٌ أمر الدواعش!
صفي الله
عجيبٌ أمر هؤلاء الخوارج -أعني دواعش الهالك البغدادي عليه من الله ما يستحق- لقد أصمّهم الله سبحانه وتعالى وأعمى أبصارهم عمّا يجري في غزة.
ففي غزة سوق الجهاد قائمة وجهادٌ خالص، جهاد ضد اليهود الغاصبين المحتلين، جهاد ضد إخوان القردة والخنازير، سوق الجهاد هناك قائمٌ على قدم وساق. والسؤال المطروح بقوة هنا: أين هؤلاء المرتزقة -ألعوبة اليهود والنصارى- عن هذا الجهاد العظيم؟
شكرًا يا غزة! شكرًا أيها الغزو المبارك! شكرًا يا طوفان الأقصى! فقد كشفت عورات مخابرات اليهود الذين أرغدوا وأزبدوا ردحًا من الزمن، وارتزقوا باسم الجهاد وقتلوا الأبرياء من المسلمين باسم الجهاد، وفجّروا أنفسهم وسط المساجد لتمزيق أشلاء المجاهدين باسم الجهاد.
نعم؛ فجروا أنفسهم في المشافي للإجهاز على المجاهدين المصابين الذين جُرحوا في قتال فلول أذناب المحتلين الصليبيين باسم الجهاد.
وفجروا أنفسهم في الطرقات والمعابر، وفي الأسواق المكتظة التي يرتادها الأبرياء من الأطفال والنساء والشيوخ وعوام المسلمين باسم الجهاد.
وفجروا أنفسهم في مدارس الأطفال الأبرياء -غير مكترثين بشناعة ذلك في الشرع الإسلامي- باسم الجهاد.
لماذا؟
ألرفع راية الجهاد -بزعمهم-؟
كلا، بل لرفع راية خليفتهم المسردب الهالك البغدادي الغدّار وليس الجهاد، وحاشا الجهاد أن يرفع بهذه الدماء المعصومة البريئة.
شكرا يا طوفان! فلقد فضحتهم أيما افتضاح. حتى بات المسلمون يرون مدى كذب هؤلاء السفاحين ودجلهم. أين هم من هذه الغزوة المباركة؟
أين هم من إرسال شبابهم في أتون هذه المعركة الحاسمة والجهاد الخالص القائم بين الإيمان والكفر، بين أبناء المسلمين من أحفاد الصحابة وبني صهيون السفاحين؟
أين رجالكم وجنودكم عما يجري في أرض مسرى رسول الله؟
آستطعتم الوصول بأنفسكم لأروبا والبلاد الأجنبية الأخرى التي لا يمكن الوصول إليها بسهولة، ولم تعرفوا الطريق إلى القدس؟
الحقيقة أن جنودكم السفهاء لا يمكنهم الوصول إلا وفق خططكم المدروسة المشتركة بينكم وبين المخابرات الصهيونية والعالمية.
تقدرون أن تفجّروا أنفسكم في باكستان وإيران وأفغانستان والصومال ومالي والفلبين و… ثم لا تقدروا أن تقدّموا شيئا للمسلمين في فلسطين!
تبًّا لكم وسحقًا.. تبًّا لكم ولعقولكم، إن كانت لكم عقول، يا سفهاء العصر الراهن.
إن كانت مخابرات العالم وأسيادكم يمنعونكم من وصولكم إلى غزة -والحمدلله على ذلك حتى لا تلوّثوا صف الجهاد برجسكم وفسادكم- فهل أصابكم الخرس فلا تدعمونهم ببياناتكم وأقلامكم؟ أم أنّ سنانكم ولسانكم مصوبين فقط باتجاه دماء المسلمين وأعراضهم أمّا اليهود -الذين صنعوكم- في مأمنٍ منهما؟!
الأنكى والأمرّ من هذا وذاك، أن الدواعش يكفّرون أبطال الأمة وصنّاع مجدها الذين وقفوا أمام المحتل اللقيط الغاصب.
يكفرّونهم على ماذا؟!
أعلى كفر بواح؟ أعلى كبيرة مثلما كان الخوارج يكفّرون بالكبائر؟
لا بل يكفّرونهم على جهادهم ووقوفهم أمام أشدّ الأعداء للمؤمنين؛ (لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ النّاسِ عَداوَةً لِلَّذینَ آمَنُوا الْیَهُودَ وَالَّذینَ أَشْرَکُوا)!
لكن هؤلاء الأبطال أرفع وأسمى من أن يعيروا أسماعهم لطنطنة هؤلاء السفهاء. فجنود كتائب القسام والأبطال الانغماسيون أثبتوا أنهم من سلالة المجد والعزم والكبرياء والشموخ والثبات، وأنهم أهل العزائم بكل ما تحمله من وفاء للأجداد والآباء.
هؤلاء الشبان الأماجد هم اليوم مرآة الصحابة الجميلة التي لا تحتاج إلى تزويق أو رتوش أو مداورة، إنهم صورة الأمجاد كما يحلم التاريخ، وكما يشتهي المستقبل أن يكونوا.
إنهم ضمانة الحياة وصناعها، إنهم البلسم الشافي لكل داء، وإنهم أبطال بمعنى الكلمة تتمناهم الشعوب والأمم الأخرى وتطمح إليهم، فلله درهم وعلى الله أجرهم.