
الخلافات الداخلية في صفوف العدو، و معاناة الشعب…!
إنّ حزب “الجمعية” التي تشكّل نصف الإدارة العميلة قامت من غرة رمضان وإلى الآن بسدّ شوارع كابول ونصبوا الخِيم للاحتجاج والمظاهرة كي يسيطروا على منافسيهم أي أشرف غني وجماعته الذين تقلّدوا المناصب من جديد ولكي يصلوا إلى العدالة والانصاف، ويدعي المظاهرون بأنهم يحظون بحماية ومساندة معظم السفارات الواقعة في كابول.
إلا أنّ أشرف غني وجماعته متكئون بحماية بقية السفارات ولا يريدون أن يتنازلوا عن المنصب والجاه، وقبل أيام أعلنت سفارة أمريكا “أقوى السفارات في كابول”: لا بدّ من الاعتناء بمتطلبات المظاهرين ويُصغى إليها، وكلمات السفير الأمريكي تفاؤل حسنٌ للمحتجّين وخبرٌ مسيء للغاية للجانب المقابل؛ لأنّ الجهتين على يقينٍ كاملٍ بأنّ جميع مفاتيح العدالة والقسط بيد هذا الشخص القوية، والنّصرُ حليفُ تلك الجماعة التي تتمتع بحماية الأمريكان ومساندتهم.
على أيّ حال، إنّ دائرة الخلافات والشقاق كم ستتسع، هذا ما سنتعرّف عليه بمضي الأيام ولكن مع الأسف البالغ الشعب الأفغاني يدفع التكاليف والثمن ولا سيماً مواطنوا كابول، وقد يئس الشعب الأفغاني وتعب من إدارة كابول العميلة، فمن ناحية إنّ 70% من المواطنين عاطلون من أجل الفساد المستشري في البلاد، ومن أجل كثرة الرشوة وتعميمها في معظم الإدارات، ومن أجل المظالم وتضييع الحقوق محرومون من أبسط ظروف العيش، والإدارة العميلة مع أنها تكتسب المليارات لأجل إيجاد الشغل والعمل للمواطنين من الأمم المتحدة إلا أنّ الشباب وأصحاب الشهادات من الجامعات لا يجدون عملاً من أجل الفساد المستشري، والعصبية والرشوة.
ومن هنا نرى معظم الشباب يهربون من البلاد ويواجهون الموت والسجن، والمعانات والتعذيب والأوضاع المأساوية، مع الأسف الشديد هذه المسائل شديدة التكرار في معيشة الأفغان وتهددهم كل ساعة، والشعب يعاني كل يومٍ من القصف العشوائي والمداهمات الليلية والمظالم الأخرى التي يقترفونها بذريعة محاربة المجاهدين، والإدارة العميلة لاتعبأ بها ولا تحسّ بالألم رغم فظاعتها وبشاعتها بل تقتل المدنيين وتدمّر البيوت على الساكنين إرضاءً لأسيادهم المحتلين.
فماذا عسى أن تفعل وتقدّم هذه الإدارة الطائفية الحاقدة الهشّة لشعبها وزعماؤُها مشغولون بسرقة أموال المواطنين ونهب ثرواتهم، والزعماء فيما بينهم يتخاصمون، وجعلوا العزة والشرف فداءً للجاه والمنصب والدولار والدينار.