عد مئة يومٍ من الحرب: “طوفان الأقصى ثورة على الهزيمة النفسية”
د. نائل بن غازي | فلسطين – غزة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومَنْ والاه؛ أما بعد:
أخرج الإمام مسلم -رحمه الله- في صحيحه من حديث عياض بن حمار المجاسعي -رضي الله عنه-: “إن الله نظر إلى أهل الأرض فمقتهم، عربهم وعجمهم إلا بقايا من أهل الكتاب”.
مقت الله أهل الأرض لتمردهم وبغيهم واستعبادهم عباد الله سخرةً وقهراً وطغياناً؛ فأرسل الله نبيه -صلى الله عليه وسلم- ليخرج العباد من هذا القهر لرحابة الإسلام، ومن جور الأديان إلى عدل الشريعة الربانية، ومن آصار الذل إلى انطلاقة البناء وعمارة الأرض.
بدأ النبي -صلى الله عليه وسلم- بالروح فأعاد ترميم تهالكها، وأزاح عنها أساطير الخرافة، وهدم جُدُر الخوف المضروبة، وحطم أغلال الخور المعقودة، وحلق بجيل التوحيد في أفق طلب الحق الواجب، وآفاق الإمامة المستحقة.
فامتطى والجيل خيول الخلاص، تجوب الأرض للخلاص، ينتصر أولاً على جيش التثبيط النفسي، وجحافل الوهم المحيط، وسرايا الهزيمة النفسية.
يمضي بيقين الإيمان إلى حيث مضارب البلاغ، يحمل رسالة الدعوة إلى إمبراطوريتي الشرك في الزمان الأول.
يدرك في نفسه ما لا يعرفه “الأرضيون” الخاضعون لشريعة الأرض، المنهزمون لماديتها؛ المنقادون لمخرجات العقل الآبق عن حقيقة الإيمان.
بنظرة العقل الخاضع لشريعة الأرض؛ المأسور لمنطق الأشياء والوسائل الأرضية المبتورة عن الحقيقة الإيمانية كأنها انطلاقة انتحار ومغامرة؛ إذ كيف يمكن لهذه الدعوة الناشئة في بيئة محاصرة من جهاتها الأربع، في أرضٍ لم تكن محط أنظار الغزاة مصاصي خيرات الأرض -ولو مرةً- لفقرها وانعدام ميزاتها.
يؤمها قومٌ لا سابقة لهم في نزال، ولا رسالة لهم، ولا طموح يدفعهم أكبر من خمر ولهو أرضيٍّ في عالِم ينافس على رسالة قيادة الأرض، وقد أعدّ لها مبكراً عدةً ماديةً وزحفاً عرمرماً.
كيف لها أن ترفع رأساً، أو تطلب حقاً، أو تتشوف لمنازلة الأكاسرة والقياصرة في آن؟
في هذه البيئة وتحت وقع هذه الصورة وأمام هذا التنافس المشحون، جاءت رسالة الإيمان ترمق فجراً قد وُعدت شمسُه بشروقٍ يغطي الأرض، وبلوغ ملكها مدى ما زوي للعين الشريفة، تريد خلاص الأرض وتطهيرها من دنس الشرك، والنهوض بها لمنبر الإمامة على قاعدة من العبودية المطلقة لله والاستسلام التام لمقتضى الشريعة الربانية، في أعظم معجزة قاهرة لشريعة العقل، ورسالة الماديات البتراء.
تجوب كتائب الإيمان الأرض تحمل أمانة الانعتاق لعالِم غارق في أوحال الضياع والتيه والتخبط، في أصدق عبارة، وأجرأ كلام: “سلام على من اتبع الهدى، فإني أدعوك بداعية الله تعالى إلى الإسلام، أسلِم تسلم يؤتك الله أجرك مرتين، فإن توليت فإنّ عليك إثم الإريسيين”.
انقلابٌ في دنيا الناس، وقلبٌ للموازين، وتحدٍّ لفلسفة الشريعة الأرضية.
من هؤلاء؟؟ ومتى خرجوا؟؟ وماذا يريدون؟؟ وكيف تجرأوا؟؟ وعلى ماذا يعولون؟؟
بالأمس كانوا في نظر الطغاة مجرد رعاة لا قيمة لهم ولا وزن؛ لا يأبه بهم ولا بتطلعاتهم، لا يلتفت لأحلامهم ومشروع طلباتهم.
مجرد “أعراب في صحراء مقفرة” يتتبعون مواقع القطر، ومنابت الشجر؛ واليوم يدخلون على الملوك بعزةٍ، يدوسون نمارقهم بأقدام حافية، يطأون فرُشهم بحوافر خيل ضعيف، يمزقون بسطهم بحراب كانت محط سخرية، وهم يرونها بالأمس القريب لا تهتز إلا على أنغام القينات!!
حمل جيل الصحابة معاني الإيمان والدعوة وانتصروا على وهم الاستسلام للعجز، وأقاموا من أنفسهم حجة الوجوب على كل قاعد وأسير لشريعة الأرض، ومنطق المبالغة في تعظيم الماديات العقيم.
وما هي إلا برهة من زمن لا تساوي شيئاً في عمر الشعوب، حتى امتدت حدود دولة الإسلام الأرض من مشارقها ومغاربها، وغرزت رايات الفتح على حدود الهند وساحل البحر الأطلانطيكي، وظهرت الشريعة على كل ملة ونحلة، وتحقق وعد الله “هو الذي أرسل رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله ولو كره المشركون” [الصف: 9].
وعاش المغلوب المضطهد المطارد حياة الغلبة بعد أن ذاق مرارة أحدٍ، وحصار الأحزاب، وخديعة مؤتة، وإرهاق تبوك، وزلزلة حنين، وصولاً للفتح الكبير ودخول الناس في دين الله أفواجاً.
حمل هذه الأمانة من كل جيل أمناء ربانيون، حتى صار جهادهم حديث الأجيال المتعاقبة، وجرى ذكرهم على ألسنة التواقين للخلاص، ومضى تاريخهم ملهماً ومرشداً.
كلما هاجت في الجيل هواجس اليأس، أحاطتها حوادث الأسلاف فبددت وهمها والإسفاف.
أكلوا بجهادهم كبد كسرى، وحطموا فؤاد هرقل، وزلزلوا ملك ملوك الصين، وقهروا أطماع المغول وبددوا أوهام الغزاة المارقين في كل حين.
صنع الربانيون في أمتنا تاريخ العز بعظيم البذل والفداء فكانوا للهدى أدلاء، وللعدل والمعروف كانوا خلفاء.
وإنك اليوم إنْ أتيت تراقب حال أمة الإسلام في زماننا تضاءَلْت في عباءة القهر، وأنت تراها لعقود طويلة في ذيل الأمم، تابعة غير فاعلة، غارقة في أوحال الوهم، يقتلها خوف الإقدام؛ رهينة الاستعمار وإن غاب!!
تفرقت كلمتها، وتناثرت غاياتها، وذهبت هيبتها، واختلفت في كل شيء؛ ثم اتحدت فقط على لصيقة الخضوع لمنظومة الاحتلال النفسي والأرضي.
عاشت بنفسية المهزوم رغم ما تملكه من تاريخٍ محرض على الثورة ولازم الانعتاق، وإرثٍ يبشر بحتمية الوصول، ومقدراتٍ تصنع الفارق.
فسُرقت خيراتها، ونهبت كنوزها، وشوّهت مسيرتها، وكبتت انطلاقتها، وتسلط عليها الشذاذ من كل نِحْلة، والمجرمون من كل ملّة، وباتت كالأجير الخادم بين طبقتي رحى المعسكر “الروسي الصيني والأمريكي الصهيوني” كأنها بلا هوية أو تاريخ، هامشية في الحواشي!!!
تتقاذفها المصالح الغربية كأنها عدم؛ وإنْ حضرت فمجرد خبر في صحيفة أو إذاعة إذ على أرضها حروب وكالات تحرق أخضرها ويابسها!!!
غابت الأمة عن مساحة التأثير لما غابت هويتها، ونسيت رسالتها، وسلكت للظهور غير سبيل الوصول.
فتملكتها الهزيمة النفسية، وبسط الاحتلال النفسي قواعده حتى في حديث نفسها، فحضر مع تفكيرها وتخطيطها وصياغة أهدافها وتحديد أولوياتها، فجاءت هزيلة في وقت الجد، مريضة في وقت النشاط، كسيحة في زمن التنافس.
حتى لكأنها ترى في كل نصر مؤامرة يقينيةً ستقود لهزيمة حتمية!!!
أظلمت سبُلها، فأخلدت إلى أرض اليأس تعاين الحاضر الشقي، وتستشرف المستقبل المظلم.
ولما كانت دعوة الحق لا تعدم رجالاً آخذين بحجزها يدفعونها عن هاوية السقوط المدوي؛ دوّت غاراتهم في لجج اليأس تصنع تاريخها، وتعيد مجدها، وتعلو على مكر العدو، وترفع صوتها مستمسكة بمسيرة الهدى القديمة تطلب انعتاقاً وخلاصاً، تقيم أصولها في نفسها، وتحيي بها مكامن القوة المعجزة، وتستصرخ لها جيلاً حيّاً تفرقت طاقاته، وشتت غاياته، وحوصرت آماله، فأتت به في ساحة الإعداد، ورممت فيه روح الجهاد، وأحيت به الثأر والجلاد، ومضت به للنصر جنداً له أمداد، تردد نداء الحق يقيناً “إن الذي فرض عليك القرآن لرادّك إلى معاد” [القصص: 85].
رجالٌ أحدثوا انتفاضةً في أمتهم رغم المكر الكبير، والكيد الخطير، فمثلوا للناس في زمن اليأس وسيطرة “شريعة الأرض” وفشوِّ “سلطة العقل” شيئاً مغايراً غير مألوف، فبهم رأى الناس علوَّ الحقيقة المطاردة على الوهم المسيطر، وتجلت لديهم إشراقات الأمل بإمكانية التغيير والانتصار.
في عام 1948 احتُلت الأرض الفلسطينية، كامتداد لاحتلال بريطاني استعماري في عام 1917، وتكرارٍ لحلقة الطغيان الممنهج على أصحاب الرسالة السماوية والدعوة الربانية، وتوافدت للأرض الطهور نجاسات الغزاة الجدد من كل حدب وصوب، أتوا من الأرض لفيفاً؛ ونسجوا بها حلما سخيفاً، وأقاموا -غصباً واحتلالاً- كياناً أسموه دولة.
عزز الأغراب مقامهم، وأضفوا عليهم شرعيةً مستمدة من “شريعة الأرض” ومدوهم بحبلٍ من الناس كبراً، وفرضوا كيانهم الصهيوني المنبوذ في بيئة مسلمة، وعلى تراب إسلامي ارتوى بدماء خيرة الأجيال، جيلاً بعد جيل.
نصبوا للمستضعفين مجازر الإبادة على يد عصابات القتل الممنهج “الهاغانا” وعاشوا لوهم مفروض سيطر على عقول خلق كثير “يموت الكبار وسينسى الصغار”. وفي فلك الوهم دار منهزمون كُثُر، يرون في الاحتلال الصهيوني غولاً لا يُدفع، فهُزمت نفوسهم وقعدوا، وشرعنوا قعودهم لمقتضى “شريعة الأرض”، فصاغوا له اتفاقيات يسوقون فيها الوهم على قاعدة السراب؛ فاستبدلوا اتفاقيات السلام “المزعوم” بالجهاد المروم، وتملكتهم خيفة، وسكنهم رعبٌ، وظنوا ظن سوء أنّ الحق ما اقتطعته لهم قطعان يهود تتار العصر ومغوله، ورددوا مقولة الانهزام الأولى “من حدثكم أن التتار يمكن أن يهزموا فلا تصدقوه!!!”.
فاستسلموا للهزيمة وتعايشوا معها، فتاهت دروبهم تيه بني إسرائيل الأول لا يلوون على قرار؛ وقد أحلوا قومهم دار البوار.
غابت القضية الفلسطينية أو قل: غُيّبت وأُمعن في تغييبها مرتين:
مرةً على يد الاحتلال الأجنبي، وأخرى حين رُفع لخلاصها لواء الوطنية والقومية العربية، حتى صارت مجرد أرقام في قرارات الأمم المتحدة، فغابت هويتها في أدراج الشجب والاستنكار، وشرعنة القهر لقوى الاستعمار؛ ولم تعرف القضية الفلسطينية حياةً ولم يعد لها النبض إلا تحت لواء الجهاد الشرعي المنتفض على “شريعة الأرض” والمنتصر “لشريعة السماء” لأنها آية في الكتاب، وبغير رسالته لن تعود “سبحان الذي أسرى بعبده ليلاً من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى الذي باركنا حوله” [الإسراء: 1].
حمل جيل الكتائب رسالة السماء، ونهض للدعوة يطلب سبيلاً أُريد له طمساً من الذاكرة، ومحواً من الوجدان، وكيّاً لوعي مجرد التفكير فيها.
حفر الصخر بأظفار عزٍّ وإباء يدرع أرضاً احتضنته وآوته واختلطت بعرق بذله وجهاده، يصنع سلاحه بيدٍ تخطها أغلال الحصار، يقيم في نفسه روحاً وثابةً تتعالى على جحافل الهزيمة النفسية المضروبة، يخطو خطى الأجداد الأوائل، يقتفي أثر الصحابة الأماجد، عازمٌ على ورود الحوض مرفوع الرأس موفور الكرامة، خليقٌ بمنزلة الاتباع.
وفي ذروة علوّ الاحتلال النفسي، وفي قمة سيطرة “شريعة الأرض” على العقول المأسورة المذبوحة بسيف الخوف والرعب من الكيان وأعوانه، يغزو جيل الرسالة، وشباب الدعوة منظومة الاحتلال الصهيوني؛ يحطمون أساطير الوهم والخرافة، ويهشمون جدُرَ الهزيمة النفسية في الجيل، ويعلون بإيمانهم ملة الكفر، ويسطرون ملحمة “طوفان الأقصى”، يجددون في الجيل بطولات اليرموك والقادسية وعين جالوت وحطين.
لسان حالهم: أتينا الحراب أسرابا، لنصر الله طلابا؛ عليكم ندخل البابَ وإنا غالبون.
للأرض المغصوبة قد شق الصمت هديرهم، وبها الكتائب نُزّلت تنزيلاً؛ فكأن جند الله بين جموعهم؛ وكأن بين صفوفهم جبريلاً.
كأنك تلمح خالداً على خيله يزمجر؛ أو ترى أبا عبيدة في الساح يكبّر.
ترقب فيهم وثبة البراء أبيةً، وتلحظ عزمة حمزة فتيّةً.
في عزمهم إصرار صلاح الدين السلطان؛ وفي إقدامهم فداء ألب أرسلان.
في ثباتهم صورة عزام، وفي جهادهم طيف القسام.
في صبرهم جلد أحمد ياسين على كرسي الفخار، وفي عبقريتهم إمامة الرنتيسي قبلة الثوار.
إغارتهم عبق غارات الجعبري الشهيد، صولات التستري وأبي شمالة والعطار العنيد.
فكرهم صياغة المقادمة العبقري، حنكة شحادة الفذ الألمعي.
جند للدعوة لا يعرف خضوعا، يأبى المهانة يقلى خنوعاً.
قبلتهم شهادة، صولتهم ريادة.
رائدهم الكتاب المبين، دليلهم سنة النبي الأمين.
جبالاً فوق الجبال ساروا؛ أباةً للحق ثاروا
فكانوا بحقٍ أعجوبة الزمان؛ واندهاشة المكان.
على وقع إقدامهم تهاوت في الجيل عروش الوهم، وغارت أركان الهزيمة النفسية، واهتز لهم بلاط العتاة الغزاة.
استنفرت دول الغزو البغيض وجاءت تشق البحر للإعانة؛ وتعلن التأييد والضمانة.
وصارت البقعة المحاصرة ذات الـ (365) كم كأنها قارة بمساحة (365000) كم!
أمريكا تستوضح؛ بريطانيا تستقبح!
فرنسا في ذهول؛ ألمانيا أمام أمر مهول.
إسرائيل تعاين الكابوس، الناتو يدق للزوال الناقوس.
ولن يغني حذر من قدر، فهذا أوان الزوال -بإذن الله- “فإذا جاء وعد أولاهما بعثنا عليكم عباداً لنا أولي بأسٍ شديد فجاسوا خلال الديار وكان وعداً مفعولاً” [الإسراء: 5].
أمتنا العظيمة الكبيرة الممتدة المباركة: هذه جموع فلذات أكبادكم قد انتصرت على الوهم، وبددت غاراته، وكسرت حدته في النفوس، وطلبت حقاً لك مغصوباً، وانتصرت للدين والمقدسات، ورفعت للجهاد لواءً، وبذلت في سبيله دماءً كثيرة، وقد تركت لك في أذن الزمان رسالة تذكير بعد مئة يومٍ من القتال في البقعة المحاصرة منذ ستة عشر عاماً أو يزيد، خلاصة مسك الدم المبذول على طريق تحطيم أغلال الهزيمة النفسية:
[1] كل الأسباب المادية ستبقى بتراء إذا لم تجلل برسالة الإيمان، ويكتنفها صدق الاستسلام لله تعالى. [2] المؤمن المجاهد لا حياة له خارج مسيرة الجهاد، وأن الجيل ينتظر وثبته، ويرقب انطلاقته، ويتأهب لنفيره، وأن الأمة خليقة بتعزيز عنفوانه؛ وإذكاء نار ثأره. [3] أول خطوة للوصول: في قهر احتلال النفس التي يصول عليها الوهم ويجول. [4] أعظم جهاد قد يبذل فيه المؤمن طاقته هو جهاد احتلال نفوسنا بسرايا العجز والضعف والاستسلام والرضا بالواقع المفروض. [5] كلما استحكمت للظلم حكَمَة، وتمادى في الباطل طغمة، انبرى في الأمة من يعيد لها حياتها؛ ولو بفداء النفس قرباناً على مسيرة الخلاص. [6] لا سبيل لنيل الحق من أنياب العتاة الطغاة بغير الشوكة. [7] بقدر الابتعاد عن رسالة الإيمان بقدر ما تُباعد الأمة عن الغاية المقصودة، والسبل المنشودة.
من لي بجيلٍ نداء الموت يطربه *** وللرصاص بساحات الفدا زجلُ
لبيك لبيك يا صوت الجهاد فقد *** أجابك القلبُ والأشواق والمقلُ
لو لم تسر بنا قدمٌ سارت بنا مهجٌ *** تكــاد عنا إلى لقيـاك ترتحـــلُ
هذه هي معالم رسالة الأمة الرسالية، وإشارات وظيفتها الواجبة، وميزان قربها من الحق المطلوب؛ فمتى أمتي تنهضين؟؟