عقبات الغرب أمام الإمارة الإسلامية
عبدالله
لاشك أن تجميد الغرب لأصول أفغانستان المالية يساهم في تعميق الأزمة الاقتصادية التي تعيشها البلاد، وأن تجميد الغرب لاحتياطيات النقد الأجنبي التابعة للبنك المركزي الأفغاني وخفض مساهمته في الميزانية العامة للبلاد، أدى إلى انهيار اقتصادي في أفغانستان، كما لا يخفى على أحدٍ أنّ اقتصاد البلاد كان متدهورًا من قبل عندما كان زمام الأمور بأيدي شرذمة فاسدة اعترف الجميع بفسادها.
لا ننكر أن لدينا بعض المشاكل، رغم تراجع المشاكل الأمنية مع سيطرة الإمارة الإسلامية على البلاد، لكنها ليست مشاكل من شأنها أن تهدد بقاءنا، فقبل عشرين عامًا بدأنا الجهاد والمقاومة من الصفر ضد الاحتلال الأمريكي ونجحنا في تحرير بلادنا، وطرد الغزاة المحتلّين.
إنّ هدفنا الأساسي هو التغلب على المشاكل الاقتصادية، ولسوء الحظ، تم إفراغ خزائن الدولة والبنوك قبل وصولنا، فرؤوس النظام القديم استولوا على الأموال التي كانت في البنوك رغم أنها ملك للشعب.
ورغم الضائقة المادية التي كابدناها، تمكنّا من دفع رواتب الموظفين في بعض الوزارات، بما في ذلك رواتب موظفي النظام السابق، لقد تمكنا من توفير المال عبر مواردنا التي نحصل عليها من عائدات الجمارك والضرائب.
أجل؛ يريدون إدخالنا في عنق زجاجة اقتصادية من أجل ممارسة الضغط علينا، فلم تصلنا المساعدات التي سبق الإعلان عنها، والتي كان من المفترض أن تصل بشكل عاجل، لأن الشعب الأفغاني في وضع صعب للغاية، وهناك أزمة إنسانية تلوح في الأفق.
إن “داعش” هو أحد العناصر التي تهدد الاستقرار السياسي والاقتصادي في أفغانستان، من خلال الهجمات التي يشنها في العاصمة كابول ومدن أخرى. ولكن قضية “داعش” ليست مشكلة لا تستطيع إدارة الإمارة الإسلامية التغلب عليها، بل لديها القوة اللازمة لاجتثاث التنظيم وإفشال مكائده ودسائسه.
إنّ الدعاية المناهضة للإمارة الإسلامية والشعب الأفغاني تصب في مصلحة التنظيم، لذلك، فإن وقف هذه البروباغندا سوف يساعد في تراجع “داعش” وحل المشكلة في أسرع وقتٍ ممكن.
إن العديد من الدول تقيم علاقات مع الإمارة الإسلامية وكأنها اعترفت رسميًا بإدارة الإمارة الإسلامية، وإن مسؤولي الإمارة التقوا بسفراء 15 دولة أوروبية، حيث أعلنوا جميعهم استعداد بلادهم للتعاون مع حكومة الإمارة.
إن بلادنا تريد إقامة علاقات طيبة مع دول العالم، وإن أفغانستان تعتبر من الدول الغنية بالموارد الطبيعية، وندعو جميع الدول، بما في ذلك تركيا والولايات المتحدة إلى الاستثمار في أفغانستان، ولكن نريد شيئًا أهم من هذا وذاك؛ ألا وهو أن يكفّوا عن وضع العقبات في طريق الإمارة الإسلامية لأنّ شبعنا المكلوم هو المتضرر الرئيسي من هذه العقبات والمشكلات.