کلمة اليوم

على أمريكا أن تفي بوعدها…!!

تجري محاولات عدة لعرقلة وتأخير تنفيذ اتفاقية الدوحة بل وهناك من يحاول خرقها، كانت الخطوة الأولى بعد التوقيع هي مبادلة الأسرى، وكان ينبغي للجانب الأمريكي اتخاذ الخطوة الجادة وبعقلانية تامةٍ في هذا الصدد؛ لكن من المؤسف أنه لا توجد هناك مؤشرات توحي بأن الجانب الأمريكي قد استخدم تأثيره الحقيقي في هذا الموضوع.

تقضي إدارة كابل أيامها معتمدةً بغثاء السيل، ولا تريد أبداً أن تنتهي الحرب في أفغانستان، وتسحب الولايات المتحدة جميع قواتها من هذه الحرب الفاشلة؛ بل تريد أن يقف الأمريكيون بجانبهم إلى الأبد لمواصلة قتل الأفغان وبالتنسيق معهم.

يريد المسؤولون في كابل عرقلة عملية السلام عبر تخريب اتفاقية الدوحة، وتعليق المحادثات بين الأفغان، حتى لا يفقدوا سلطتهم غير الكاملة والدولارات الأمريكية، بالإضافة إلى ذلك لا تهمهم الحالة المؤلمة التي يعيشها المواطنون، ولا يفكر المسؤولون أصلاً أن هذه الحرب ليست فقط لخسارة أمريكا، ولكنها تدمر أفغانستان كذلك.

لهذه الأسباب هم يمارسون السياسة حتى بشأن القضية البشرية مثل السجناء، ويلعبون بمصير آلاف الناس في هذه المرحلة الحرجة من وباء كرونا.

والسؤال هو: إلى أي مدى سيغتم هؤلاء المسؤولين-والذين يتآكلون مع بعضهم البعض مثل ديدان القبر- لمآسي الشعب المضطهد؟ وكم سيكونوا جادين تجاه عملية السلام؟ وقد ذكرت الإمارة الإسلامية مراراً وتكرارً أن مسؤولي إدارة كابل ليسوا أهلاً للتعامل قط، ويجب على الجانب الأمريكي تنفيذ واجباته بشكل مسؤول في هذا الصدد، ولا ينبغي له التغاضي في قضية إفراج السجناء، والتي هي الخطوة الأولى في امتثال اتفاقية الدوحة التي قطعها الجانب الأمريكي، كما يجب عليه استعمال نفوذه بشكل جيد، حتى يفتح الطريق للخطوات المستقبلية.

بما أن الأمريكيين الذين خرقوا التزاماتهم مراراً في ساحة المعركة، وشنوا غاراتٍ جوية بواسطة مقاتلاتٍ وطائراتٍ مسيرةٍ بناءً على طلب سلطات كابل، ألا يمكنهم منع مسؤولي كابل من عدم إيجاد عقباتٍ في قضية السجناء؟!

نحن نعلم أنه إذا استخدمت أمريكا نفوذها اليوم، ولم تتهرب من التزاماتها وتحافظ على مكانتها عبر الوفاء بوعدها؛ فإن مبادلة الأسرى ستتم في أقصر وقتٍ وكذلك ستتسنح الفرصة للمفاوضات بين الأفغان وفقاً للاتفاقية.

بما أن الفريق التقني للإمارة الإسلامية موجود في كابل بناءً على طلب من الجانب الأمريكي وإدارة كابل، للقيام بأعمال فنية لإطلاق سراح السجناء؛ لكن من المؤسف أنه تُخْتَلَقُ أعذار وعوائق جديدة في كل لحظة وضمن خطة ممنهجة، فاضطرت الإمارة الإسلامية لمنع ممثليها عن الاشتراك في مثل هذه الاجتماعات، والتي يتعمد فيها منع إحراز التقدم.

نصرح ثانية أن ثقل المسؤولية تقع على الجانب الأمريكي في هذا الصدد، فلو يمس السجناء أي مكروه بسبب وباء كرونا لاسمح الله، أو تتأخر المفاوضات بين الأفغان، وتتواجد أسباب تخريب عملية السلام، فعندئذٍ يقع اللوم على الجانب الأمريكي، بحيث لم يمنع إدارة كابل بطريقةٍ مؤثرةٍ من تحركاتها المتغطرسة مذمومة العواقب.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى