
عملاء الاحتلال: الهروب من إخفاقات الواقع باختلاق البطولات
قبل أيام أكد رئيس المخابرات الوطنية الأميركية “جيمس كلابر” تنامي القدرات العسكرية لدى مجاهدي الإمارة الإسلامية، وأكد على أنها ستتصاعد وستتقوى في أفغانستان خلال الأيام المقبلة. ولم يمضِ كثير وقت على هذا التصريح حتى امتلأت قلوب العملاء في الإدراة العميلة هلعاً ورعباً، فسارعوا إلى نشر أخبار مصطنعة عن قدرات الجنود العملاء في مختلف الوكالات ووسائل الإعلام.
ففي 10 من جمادى الأولى عقد بوق الاحتلال صديق صديقي، الناطق باسم الداخلية الأفغانية، مؤتمراً صحفياً يقدم فيه كلمة مبالغاً فيها جداً عن قدرات القوات الأفغانية، وكل هذا من أجل أن يخفف شيئاً من القلق والاضطراب الذي دبّ في قلوب جنوده العملاء.
وكما كان واضحاً من كلامه، فبدلاً من أن يعترف بالواقع، أخذ يتحدث عن النجاحات والمكتسبات وزيادة قوة إدارة الأمن العميلة بكابول، طمعاً منه في خداع الشعب وتزييف ما عليه الحال في الواقع. ومن اطلع على ما قاله بوق الاحتلال في هذا المؤتمر الصحفي، سيعلم أنه كان يرفع من معنويات جنوده فحسب ويشجعهم بترهاته.
هذا في حين أن تنامي قدرات المجاهدين في ازدياد لا نظير له، وبفضل الله سبحانه وتعالى فإن المجاهدين الأبطال قد فاقوا عدوهم في كثير من الميادين على الرغم من معداتهم البسيطة وإمكانياتهم المتواضعة، وهو ما تسبب في ارتعاد فرائص “صديقي” الكذاب وأمثاله وجعلهم يسارعون في عقد مؤتمرات صحفية بغية تزوير الحقائق كيفما شاؤوا. ولكن لا مطمع لهم في أن يبينوا الحقائق، بل المطمع ينحصر في كلمة تفرحهم وتفرح الإدارات الأمنية وتخدع الشعب، وبهذا يستطيعون التقليل من شأن اعتراف “جيمس كلابر”بتصاعد قدرات المجاهدين.
وحقيقة ليس في وسع “صديقي” سوى ذلك؛ فالشعب الأفغاني الأبي ولاسيماً الذين يرون الحقائق ويلمسونها على أرض الواقع، يعرفون تماماً أكاذيب الصديقي ودجله وتزويره، ويعرفون بأن الحقيقة عكس ما يقول.
في الحين الذي يبالغ فيه “صديقي” عن قدرات الإدراة العميلة، يحذر أسياده الأجانب بين الفينة والفينة من تنامي قدرات المجاهدين المحتملة مع حلول العام الجاري (2015م)، ومع حلول الربيع القادم بما فيها العمليات الربيعية وأنهم سيفتحون ويسيطرون على مناطق جديدة، وحينها ستقع القوات العميلة في اختبار عنيف وصعب، حيث أن القوات الغازية المحتلة لديها تجربة حرب طيلة السنوات الـ 13 الماضية، ويدركون جيداً شهامة المجاهدين وغيرتهم، ويعرفون تماماً تجاربهم الحربية، وفنونهم القتالية التي أردت الكثير من أرواح الجنود الأميركيين وجنود الحلف الأطلسي وهزمتهم شر هزيمة.
وحقيقة الأمر، أن “صديقي” وأمثاله عندما يسمعون من استخبارات أسيادهم أنهم في شك وارتياب من مقدرة الإدارة العميلة، ويتحدثون عن مواطن ضعفها، فلا مناص لهم من بث دعاياتهم عن قدراتهم الموهومة، رغبة في خداع الشعب وجنودهم العملاء، ورفع معنويات أفرادهم بكلامهم الغير الناضج في أنهم سيتمكنون من هزيمة المجاهدين بعد تقلص دور أسيادهم المحتلين.
غير أن الواقع يثبت أن كلام “صديقي” هو ضرب من الخيال والوهم والأساطير، فالحقيقة تكون في خنادق القتال لا في فنادق المؤتمرات، ولا فيما يدعيه “صديقي” بكلام متلفز ومن مكان آمن وهو بعيد كل البعد عن الساحات والميادين، فجنوده العملاء الذين هم في أتون المعارك الضروس أعرف منه وعلى علم بأن مكتسباتهم لا تبلغ عشر معشار ما يضخّمه ويهوّله الإعلام.