مقالات الأعداد السابقة

عملية استشهادية تُنهي عرض مسرحي يسخر من العمليات الاستشهادية

لايختلف اثنان على أن الغرب الغاشم هو العدو اللدود للمسلمين الذي يفسد دينهم ودنياهم، فلم تقتصر جرائمه في أراضي المسلمين المحتلة على الدمار والدماء، والقتل والتعذيب، والطرد والتشريد، بل تجاوزت ذلك إلى الإعتداء على عقيدة المسلمين وأخلاقهم وثقافتهم.

لقد سخّر الغرب الكافر جميع إمكانياته وكل طاقاته لإخراج المسلمين من نور الإسلام إلى ظلمات الشرك والجهل، وقد جاءت الحملة الصليبية الحالية لتمهيد الطريق لأجل الوصول إلى ذلك الهدف.

قال الله تبارك وتعالى: (وَلاَ يَزَالُونَ يُقَاتِلُونَكُمْ حَتَّىَ يَرُدُّوكُمْ عَن دِينِكُمْ إِنِ اسْتَطَاعُواْ وَمَن يَرْتَدِدْ مِنكُمْ عَن دِينِهِ فَيَمُتْ وَهُوَ كَافِرٌ فَأُوْلَـئِكَ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ وَأُوْلَـئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ) البقرة217

فالعاصمة كابول صارت مسرحاً لحملات التنصير والتغريب بعد الإحتلال الأمريكي الصليبي، ومنطلقاً لمجموعات المحتلين لشن حرب نفسية على الشعب الأفغاني. وفيما يلي نشير إلى أبرز النشاطات التي يقوم بها الصليبيون المحتلون لإبعاد المسلمين الأفغان عن دينهم الحق وصهرهم في الثقافة الغربية النجسة والخبيثة:

 

1 – سعيهم الحثيث لردّ المسلمين الأفغان عن دينهم وتنصيرهم على مرأى ومسمع من العالم الإسلامي، فقد أنشأوا لذلك كنائس ومراكز تحت غطاء الجمعيات والمؤسسات الخيرية، ووظفوا بها الذئاب للهجوم على الثوابت الإسلامية للمسلمين الأفغان، كما أثبتت التقارير تورط الجنود الصليبيين في النشاطات التنصيرية.

2 – طباعة الأناجيل باللغات المحلية (البشتو والداري) ثم توزيعها تحت حماية ومباركة من الجيش الأمريكي.

3 – تشجيع الملحدين والزنادقة على إنشاء صفحات وحسابات إلكترونية تدعوا إلى الإلحاد وإنكار وجود الخالق، وتسيء إلى دين الإسلام باللغات المحلية.

4 – العمل الجاد المتواصل لإشاعة الفواحش والفجور بين الشباب والفتيات، تحت مسميات براقة مثل المراكز الثقافية والمؤسسات التعلمية والإغاثية، ومن نتائجها الملموسة تزايد معدلات الإعتداءت الجنسية، وانتشار وباء الإيدز بسرعة مدهشة في البلد العزيز أفغانستان.

5 – العمل الدؤوب لإفساد المرأة الأفغانية تحت مسمى حقوق المرأة وذلك ببناء مراكز ودور خاصة للنساء تأوي إليها المتمردات على العوائل تدعوهن إلى السفور والخلاعة.

6 – إنشاء المئات من القنوات والإذاعات والصحف والمجلات، والصفحات الإلكترونية التي تحارب القيم الإسلامية وتنال من مقدسات المسلمين، وتعمل ليل نهار على نشر الثقافة الغربية بين أبناء الشعب الأفغاني المسلم.

7 – دعم المطربين والمطربات والفنانين والفنانات والخبيثين والخبيثات الذين يحاولون تحريف تاريخ الشعب الأفغاني وطمس هويتهم، ويأمرون بالمنكر ويعملون لإفساد أخلاق الشباب والفتيات.

 

وبما أن الهدف الأساسي من الجهاد في سبيل الله هو أن تكون كلمة الله هي العليا، والقضاء على الفساد وقطع جذور الفتنة، لم تكن الإمارة الإسلامية غافلة عما يقوم به المستعمرون المحتلون من أعمال في حربهم الفكرية القذرة، وقد أعدت استراتيجية فعالة لمحاربة الغزو الصليبي الفكري، تشتمل على المواد الدعوية من كتيبات ومجلات ومرئيات وصوتيات، كما عمدت إلى ضرب المراكز التي تحاك فيها المؤامرات والحرب الفكرية لإضلال الشعب الأفغاني.

 

وقد استهدفت الإمارة الإسلامية عدة مرات المراكز التي تسعى لتغريب الشعب الأفغاني ولردّه عن دين الإسلام، والأخير وليس الآخر في هذه السلسلة، الهجوم الاستشهادي البطولي الذي ضرب مؤخراً وكراً من أوكار الفساد وقاعدة من قواعد الإحتلال الفكري داخل المركز الثقافي الفرنسي في العاصمة كابول.

 

ففي عصر يوم الحادي عشر من ديسمبر، فجّر أسدٌ من أسود الإسلام، وبطلٌ من أبطال الإمارة الإسلامية (المجاهد الاستشهادي سراج) حزامه الناسف في وسط الحفل الذي أقيم في المركز الثقافي الفرنسي أثناء عرض مسرحية باسم (نبض القلب: صمت بعد الإنفجار) لأجل إدانة الهجمات الإستشهادية، وقد حضر هذا الاحتفال عدد من الشياطين والمفسدين الفرنسيين والألمان إلى جانب عشرات من المفسدين الأفغان بينهم كبيرهم (ناصر سرمست) كما كان هناك تواجد لعدد كبير من المسؤولين الحكوميين.

ووفقاً للمعطيات الموثوقة فقد لقي على الأقل خمسة من الشياطين المحتلين الكبار مصرعهم في هذه العملية البطولية، كما أصيب قرابة العشرين من المحتلين وعملائهم بينهم (زوبيغ) قائد المخابرات الفرنسية في السفارة الفرنسية في كابول، والشيوعي المفسد (ناصر سرمست) مؤسس المعهد الوطني الأفغاني للموسيقى نسأل الله سبحانه وتعالى أن يعجل بهلاكهما.

رحم الله أخانا الاستشهادي الذي رفع رؤوسنا باستهداف هذا الحفل الذي أقيم من أجل إهانة القيم الإسلامية، وتشويه العمليات الجهادية وبشكل خاص العمليات الاستشهادية.

واغتناماً لهذه الفرصة، وجّهت الإمارة الإسلامية رسالة تحذير إلى جميع الدوائر التي تنشر الفساد في البلد العزيز وتتجرأ على إهانة القيم الإسلامية، وتقود مظاهرات ومسيرات، أو تقيم اجتماعات تدعوا إلى السفور ونشر الثقافة الغربية، وتأمر بالسوء والفحشاء وتسعى جاهدة لإفساد شباب وفتيات الأفغان، حذرتهم بأنه بعد الآن، لن يقف مجاهدوا الإمارة الإسلامية صامتين أمام مثل هذه النشاطات والفعاليات الشيطانية، ومهما يكن، فستُقلع جذور الفساد والفتن بمثل هذه الهجمات وستُباد في مهدها.

 

 

وقد أثبتت هذه العملية بأن الإمارة الإسلامية متيقظة للغزو الفكري والثقافي للغرب الكافر، وأن أولئك الذين يسعون لتحقيق أهداف الثقافة الغربية لن ينجوا من محاكمة الشعب المسلم لهم، وسيُستهدفون فردا فرداً بشكل منتظم.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى