
عندما يكون الجهاد في سبيل أمريكا !
نصرة الله نصير
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله.
وبعد :
إن المرء ليقف حائرا من مواقف البعض تجاه فريضة الجهاد ضد الحملة الصليبية العالمية على المسلمين !
ويعجب المرء كل العجب من منع المسلمين عن أداء هذه الفريضة العظيمة “فريضة الجهاد” ، ويتم تثبيطهم بل والإبلاغ عن كل من يحمل المنهج الجهادي الصادق !
وسبحان الله ، شتان بين موقف هؤلاء في زمن الاحتلال الشيوعي ، وبين موقفهم في زمن الاحتلال الصليبي !
أليس الكفر ملة واحدة ؟ فلماذا التفريق بين الاحتلال الشيوعي والصليبي !
ألا يخشى هؤلاء من أن ينزل عليهم غضب من الله عز وجل !
ما هو موقفهم عندما يقفون بين يدي الله عز وجل !
هذه مقارنة يسيرة بسيطة بين موقف الحكومات من الجهاد الأفغاني السابق ضد الروس، والجهاد الأفغاني والعراقي الحالي ضد الأمريكان :
أولاً: قام الروس بحملة عسكرية شاملة اجتاحوا خلالها بلاد الأفغان ( فقط ) ونصبوا حكومة عميلة لهم، بينما قام الأمريكان بحملة عسكرية شاملة اجتاحوا خلالها بلاد الأفغان، وبلاد العراق، ونصبوا فيها عملاء لهم، ولم تعترف تلك الحكومات بحكومة الروس في أفغانستان، واعترفت بحكومات أمريكا في أفغانستان والعراق !
ثانياً: شجّعت تلك الحكومات المجاهدين الأفغان ودعمتهم مادياً ومعنوياً، بينما جرّمت المجاهدين في أفغانستان والعراق وحذّرت من دعمهم ، بل جعلت دعمهم جريمة ولو بمجرد القنوت والدعاء لهم !
ثالثاً: تركت تلك الحكومات المشايخ والعلماء يؤيدون الجهاد الأفغاني ويفتون فيه، بينما جرّمت الآن أيّ فتوى للجهاد في أفغانستان و العراق ، بل جعلت المشايخ يفتون في تحريمه وتحريم المشاركة فيه !
رابعاً: دعمت تلك الحكومات ذهاب الشباب للجهاد في أفغانستان وأعطتهم تخفيضاً يصل إلى 75%، بينما جرّمت الذهاب للجهاد في أفغانستان العراق، ومَن فعل ذلك ووقع في قبضتها فمصيره غياهب السجون !
خامساً: استضافت تلك الحكومات قادة الجهاد في أفغانستان وسمحت لهم بإلقاء المحاضرات في بلادهم ، بينما لاحقت مع الصليبيين قادة الجهاد في أفغانستان والعراق !
والنتيجة التي تظهر من هذه المقارنة السريعة:
أنه لمّا كان الجهاد في أفغانستان ضد أعداء أمريكا ويحقق المصالح الأمريكية كان عند تلك الحكومات جهاداً في سبيل الله، ويسمح للمشايخ بالإفتاء فيه، ويُدعم ماديّاً ومعنويّاً، ومن شارك فيه من الشباب قُدّمت له التسهيلات وسُمّي مجاهدا .
ولمّا كان الجهاد الآن في أفغانستان والعراق ضد أمريكا وضد المصالح الأمريكية؛ كان إرهاباً وتطرفاً وغلوّاً يلاحق أصحابه ويقتلون ويسجن من يدعمهم بفتوى أو مال، فضلاً عن أن يدعمهم بالرجال، ولا يسمح للمشايخ بالإفتاء فيه، بل على العكس يُفتى بحرمة الذهاب إلى أفغانستان والعراق وأن الأعمال التي تكون هناك هي أعمال إرهابية لا جهادية.
فالمسألة ظاهرة جداً وهي؛ أن هذه الحكومات لا تعرف جهاداً في سبيل الله ولا غيره، وإنما تعرف؛ (الجهاد في سبيل أمريكا) ، فما سمح به الصليبيون سمحوا به ودعموه، وما لا فلا.
والله غالب على أمره ولو كره الكافرون.