عهد الأُسود
وَلَدي إِلَيْكَ وَصِيَّـتي عَهْدُ الأُسـودْ
العِزُّ غايتُنا نَعيـشُ لِكَـيْ نَسـودْ
وعَرينُنا في الأرضِ معروفُ الحدودْ
فَاحْمِ الْعَرينَ وَصُنْهُ عَنْ عَبَثِ القُرودْ
* * *
أَظفارُنـا لِلمجدِ قَـدْ خُلِقت فِدَى
وَنُيوبَنـا سُنَّت بِأجسـادِ العِـدَى
وَزَئيرُنـا في الأرضِ مَرْهوبُ الصَّدَى
نُعْلـي عَلَى جُثَثِ الأعادي السؤدَدَا
* * *
هَذا العَريـنُ حَمَتْـهُ آسادُ الشَّـرَى
وَعَلَى جَوانِبِ عِـزِّهِ دَمُهُـمْ جَـرَى
مَـنْ جَـارَ مِـنْ أعْدائِنـا وَتَكَبَّـرَا
سُقْنـا إِليـهِ مِـنَ الضَّراغِـمِ مَحْشَرَا
* * *
إِيّاكَ أَنْ تَرْضَى الْوَنَـى أَوْ تَسْتَكِينْ!
أَوْ أَنْ تَهـونَ لِمُعتَدٍ يَطَـأُ الْعَرينْ!
أَرْسِلْ زَئيرَكَ وَابْقَ مَرفـوعَ الْجَبينْ
وَاِلثُمْ جُروحَكَ صامِتًا وَانْسَ الأَنينْ
* * *
مَزِّقْ خُصومَكَ بِالأَظافِرِ لا الخِطابْ
فَإذا فَقَدْتَ الظُّفْـرَ مَزِّقهُـم بِنَابْ
وَإِذا دُعيتَ إلى السَّلامِ مَـعَ الذِّئابْ
فَارفُضْ فَمَا طَعْـمُ الحَياةِ بِلا ضِرابْ
* * *
اجعَـلْ عَرينكَ فَوقَ أَطْرافِ الجبالْ
وَدَعِ السُّهولَ، يجوبُ في السَّهْلِ الغَزالْ
لا ترتضي مَوْتـًا بغيرِ ذَرَى النِّصـالْ
نحنُ الليـوثَ قُبورُنـا ساحِ القِتـالْ
* * *
وَلَدي إذا مـا بِالسَّلاسِـلِ كَبَّلـوكْ
وَرَموكَ فـي قَعْـرِ السُّجونِ وَعَذَّبوكْ
وَبِرايَـةِ الأَجْـدادِ يَوْمـًا كَفَّنـوكْ
فَغَـداً سينْشُـرُهَـا وَيَرفَعُهـا بَنُوكْ
* * *
إَيّـاكَ أَنْ تَرْعَـى الكَلا مِثْلَ الخِرَافْ!
أَوْ أَنْ تَعيـشَ مُنعَّمَـًا بَيْـنَ الضِّعَافْ
كُـنْ دَائِمَـًا حُـرَّاً أَبِيَّـًا لا يَخَـافْ
وَخُضِ العُبابَ وَدَعْ لِمَنْ جَبَنوا الضِّفَافْ
* * *
هَــذِي بُنَــيَّ مَبَـادِئُ الآسَـادِ
هِـيَ فـي يَدَيْكَ أَمَانَـةُ الأَجْـدَادِ
جَاهِـدْ بِهـا فـي العالميـنَ ونَادي
إنَّ الجِهـادَ ضَريبــةَ الأَسيــادِ