مقالات الأعداد السابقة

فتحٌ مبين بإذن الله تعالى

عُقد في أول يوليو ٢٠٢٤ اجتماع جديد في الدوحة، بين وفود الأمم المتحدة والممثلين الصادقين للشعب الأفغاني الذين يحضرون هذا الاجتماع لأول مرة. وأتى في مستهلّ الاجتماع  خطاب المتحدث الرسمي لإمارة أفغانستان الإسلامية ذبيح الله مجاهد، والخطاب واضح وعقلاني، وصريح، ودعوة إلى التعامل والعلاقات الحسنة من جانب الحكومة الجديدة في أفغانستان مع العالم، ولكن هل يميل عالَم الشرّ، والقوى المستكبرة في عصرنا -وعلى رأسها الولايات المتحدة- إلى هذا الخطاب الذي رُفع ويُرفع للتعامل الطيب والعلاقات القائمة على مصالح الشعب الأفغاني أم يتمادون في غيّهم وشرهم وجورهم على الشعوب المسلمة بصفة عامة وعلى الشعب الأفغاني بصفة خاصة!؟

والحقيقة أن هذا الاجتماع ميدان آخر للمواجهة مع هذه القوى، بل من أهم ميادين المواجهات، وهو بمثابة صلح الحديبية الذي كانت قبائل العرب وجدتْ فرصة فيه للتعرّف على المسلمين وانحاز الكثيرون إليهم بعقد مواثيق؛ وبذلك خسرتْ قريش حلفاء لها. واليوم ستجد بلدان وشعوب العالم فرصة للتعرف على الإمارة الإسلامية ودعوتها ورسالتها، ويرون أن رسالتها واضحة وصريحة وعقلانية لا فيها جور على شعب من الشعوب ولا بلد من البلدان، ولا فيها اعوجاج عن مواثيق الأمم والشعوب، وسيدركون أنّ الأمريكان كانوا مجرمين يوم احتلوا أفغانستان، وكانوا مجرمين يوم تمادوا في احتلالها، وهم اليوم مجرمون حيث يستخدمون بطشهم وجبروتهم لتهميش أفغانستان بحكومتها وشعبها، وبرفضهم هذا الخطاب العقلاني المعتدل الذي يدعوهم إلى التعامل البناء.

صلحُ الحديبية كان فتحًا مبينًا للمسلمين في ذلك الوقت الحرج، والمرجوّ أن يكون اجتماع الدوحة بداية فتح مبين للشعوب المسلمة المقهورة المظلومة أمام عفاريت العصر وفراعنة الزمان في هذه الظروف الحرجة.

وما ذلك على الله بعزيز.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى