بيانات ورسائل

فرار العدو من ولاية فراه, تقرير مراسل الصمود

تهتم القيادة العامة واللجنة العسكرية للإمارة الإسلامية بإرسال وفود ذوو كفاءات عالية و صلاحيات واسعة إلى جميع الولايات، وتكلفها بتفقد أحوال الرعية، ومراقبة نشاطات مجاهديها الجهادية، والنظر في تعاملهم مع الناس و أعمالهم الإدارية في المناطق المفتوحة.

لتصدر القرارات وتحسم الأمور طبق التقارير التي هيئتها الوفود في ضوء مشاهداتهم ولقاءاتهم مع أهالي المنطقة، ولتتخذ التدابير اللازمة لتقوية الصفوف الجهادية وتنسيقها لتصبح سدا منيعا أمام هجمات الإحتلال العسكرية والفكرية والإعلامية، ولتبقى بنيانا مرصوصا في مطاردة قواته الغازية المحتلة فليست قوة الصف المسلم إلا في التشابك والتلاحم، نسأل الله أن يلم شمل جميع المؤمنين. فعزمنا لنقدم لقراء مجلة الصمود الإسلامية مقتطفات عن تقارير الوفد الذي زار مؤخرا ولاية فراه، وعن مذكرات الإخوة الذين تكون الوفد منهم، وهم الشيخ المولوي عبدالسلام، والمولوي نصرالله، والقارئ عبدالمالك، ليطلعوا على انتصارات المجاهدين، وفعالياتهم الإدارية فإليكم المقتطفات.

تعد ولاية فراه من ولايات أفغانستان الكبيرة و من المناطق ذوات الأهمية الإستراتيجية، وكما أن العدو لم يدخر جهدا بل سخر جميع إمكانياته من المال والقوة والهمجية لإطفاء جذوة الجهاد عن قلوب شباب المسلمين، ولكن مؤمراته باءت بالفشل ولاتزال صفوف الجهاد تتقوى وتتعاظم يوماً فيوما، كذلك أراد أن يسلب روح الحرية والإباء عن أهالي فراه كما سعت لقهر روح إستقلال سائر الشعب الأبي، لكنهم خابوا بفضل الله سبحانه وتعالى فافتضحت مؤامراتهم و ذهبت جميع مساعيهم أدراج الرياح وصارت هباء منبثا.

أمرنا بالذهاب إلى ولاية فراه وكان من المقرر أن نجول في مديرية بالابلوك، وبكوا، وفراه رود، وبرتشمن، وكلستان و مركز الولاية، وأن نزور الجبهات و خنادق القتال عن كثب ونثبت المجاهدين وأن نلتقي و نتجالس مع الأهالي ونخبة المجتمع العلماء، ووجهاء القبائل وزعمائهم، ونناقش معهم ما يتعلق بالأوضاع العسكرية والإدارية والجهادية، ونستمع إلى شكاويهم ومشاكلهم، ونكتب آرائهم ومقترحاتهم، ونقدم لهم توجيهات وأوامر قيادة الإمارة الإسلامية.

سألنا أثناء مهمتنا العلماء ووجهاء القبائل في مديريات مختلفة حول أوضاع الولاية العامة، فقالوا لنا: ( نشكر الله سبحانه وتعالى على ما فضلنا به من قائد حكيم مخلص، شجاع أميرالمؤمنين الملامحمدعمر مجاهد حفظه الله، أمير لكن ليس كبقية الحكام وزعماء البلدان الذين ركنوا وركعوا أمام فرعون العصر أمْريكا حفاظا على مناصبهم وكراسيهم، وباعوا دينهم وكرامة الأمة، فوضعت في أنوفهم خزائم تقتادهم حيث تشاء، ولكن أميرنا وأمير المؤمنين حفظه الله ورعاه آثر الجهاد والمقاومة على الدعة والبقاء في الحكومة، فلم يخذل إخوانه المجاهدين ولم يساوم على قيم الإسلام وشعائره.

بينما نرى الآخرين يقتتلون على المناصب والكراسي، ويعطون الدنية للكفار، ويقبلون الضيم ويضعون وصمة العار على جبينهم ويرتكبون المجازر في حق شعوبهم و يقتلونهم بدم بارد، حامد كرزاى والذين التفوا حوله أوضح مثال للذين باعوا دينهم بحفنة من الدولارات وملذات الدنيا الفانية. 

فالحكومة العميلة هي كتلة من المرتزقة الذين تربوا في أحضان مخابرات الغرب، ومن فلول الشيوعيين الذين خلفتهم السوفييت، ومن الخونة الذين خيبوا آمال الشعب الأفغاني وخانوا الجهاد المقدس، وصاروا أذنابا وعملاء للإستعمار، فلايبالون بقتل الأطفال والنساء والشيوخ، ويستهزءون بحضارة الإسلام وثقافة الأفغان، همهم الوحيد جمع المال ونهب الثروات والخيرات، وإننا نشكر المجاهدين الأبطال الذين حرروا مناطقنا عن رجس المحتلين ودنس العملاء، ونحن فرحون عنهم لأنهم يدافعون عنا بكمال الشجاعة، ولا يتركون الصليبيين ليلعبوا بحياتنا، وكما أعلنا سابقا نعلن اليوم أمامكم بكل صراحة بأننا مستعدون لمساعدتكم ومناصرتكم بالنفس والمال، فنحورنا دون نحوركم ورقابنا فداء لشريعة الإسلام، وكيف يطيب لنا الطعام والشراب والمقام بين أولادنا وأبناءنا والمجاهدون وضعوا رؤوسهم على أكفهم للذود عنا وعن مقدسات الإسلام، والله عار علينا إن لم نأوهم في بيوتنا ولم نطعمهم أو لم نناصرهم. 

نحن نباهي بهم لأنهم يحملون المشاق ويكابدون المعاناة لنكون في مأمن و لنعيش نحن في رغد العيش، ونقول للذين لبست عليهم الحقائق وسائل الإعلام التي تسعى لتشويه صورة المجاهدين، بتلفيق الأخبار المزورة ضدهم، وإلصاق التهم الباطلة بهم، بأنهم إرهابيون متطرفون، وأنهم عملاء خارجيون رفعوا السلاح لصالح الدول المجاورة، ويزعمون بأن أمْريكا المحتلة وحلفائها المعتدون مستأمنون ومعاهدون جاءوا لإعمار أفغانستان لا يجوز قتلهم وقتالهم.

إن الحقيقة هو العكس في كلا الموضعين، فالمجاهدون إخواننا وأبناءنا وبنو جلدتنا، وهم منا ونحن منهم، ديننا واحد وعقيدتنا واحدة، وثقافتنا إسلامية، إنهزامهم إنهزامنا وانتصارهم انتصارنا، وأما الأمريكان فهم أعداءنا وأعداء ديننا وعقيدتنا وثقافتنا، فيا لسفاهة هؤلاء وبلاهتهم! اتخذوا الصديق عدوا والعدو صديقا.

وقدم القادة الميدانيون رسائل شكر وتقدير إلى المجاهدين بتضحياتهم في سبيل الله وإلى الشعب بمساندتهم عن المجاهدين، وفي إختتام الجلسة سأل الجميع الله سبحانه وتعالى بتضرع وإلحاح بأن يقاتل جنود الاحتلال الصليبي وعملائهم ويشد بنيان الإمارة الإسلامية لتحكيم الشريعة الإسلامية.

وكان المجاهدون متوافرون في ولاية فراه، منهمكون بنشاط في فعالياتهم الجهادية، يواصلون ضرباتهم المنهكة و هجماتهم البطولية على مراكز العدوّ وثكناته، وكان العدوّ قد فر عن مراكزه في معظم المناطق، و في بعض المناطق تقوقع إلى القواعد الكبرى، لكنه في حالة دفاعية سيئة لايقدر على مهاجمة المجاهدين، ولا يهمه إلا الدفاع عن نفسه، وقد حرمه المجاهدون الأبطال من النوم بهجماتهم المتتالية، وأجبروه على الإختباء في مقراته المحصنة.

ويمر طريق هرات-قندهار على ولاية فراه الذي يربط غربي البلاد بجنوبها، وهو طريق تسير عليه قوافل العدو التموينية إلى جنوب غرب البلاد، لذا تكون دوما ساحة ملاحم كبرى وميدان معارك عنيفة، لأن المجاهدين يستهدفون القوافل اللوجستية للعدوّ، وإلى جانب إلحاق الخسائر النفسية والمالية بالعدوّ يغنمون كميات هائلة من الغنائم.

ويواصل المجاهدون في مختلف مناطق الولاية تنفيذ هجماتهم المتنوعة ضد العدوّ، وإن كفة الحرب تميل لصالح المجاهدين، و العدوّ الجبان يقضي أنحس أيامه ويلفظ أنفاسه الأخيرة، فما غادر المحتلون منطقة إلا ونزل على أذنابهم اليأس والإحباط والقنوط.

وقد ندم الكثير من المغرر بهم الذين خدعهم الإعلام المضلل فتورطوا في مساعدة الإحتلال أو وقفوا في صفوف الإدارة العميلة على أعمالهم السالفة، و بحمدالله سبحانه وتعالى كغيرها من الولايات فإن نشاطات لجنة الدعوة والإرشاد أتت بثمار يانعة في ولاية فراه، فالكثير من قادة العدو وعساكره تابوا عن عملهم وخرجوا عن صف الأعداء وانضموا إلى صفوف الإمارة، كما أتى الكثير منهم بأسلحتهم وذخيرتهم التي كانت في حوزتهم وسلموها إلى المجاهدين، وأعلنت الإمارة الإسلامية العفو عنهم ووعدتهم بحقن دمائهم وأموالهم، وإلى جانب تقديم مراتب الإحترام والترحيب تمنحهم لجنة الدعوة والإرشاد جوائز تقدير جراء عملهم.

وقد زرنا مختلف الجبهات في هذه الولاية وتحدثنا مع مجاهدي ولاية فراه البواسل، وأخبرونا عن إنجازاتهم ومشاكلهم، وكانوا راضين عن قيادة الإمارة الإسلامية وسائر مسئوليها، و شكروا عناصر الوفد المرسل إليهم، وأكدوا على إستمرار وتجدد سلسلة إرسال الوفود إلى الجبهات والولايات لتفقد الأحوال وتفصي الأوضاع وتقديم اللوائح والتوجيهات إليهم.

كان المجاهدون أكثر بكثير مما كنا نظن، و كنا ننتقل من منطقة إلى منطقة في سيارة بيكاب ترفرف عليها راية التوحيد، ونجوب في المنطقة دون أي خوف وعائق، ونحن فرحون ونستبشر بالخير ونتفاءل بأنه سيطوى بإذن الله في أسرع وقت ممكن بساط الإحتلال عن جميع بقاع الوطن الحبيب لما رأينا من معنويات المجاهدين الرفيعة وهممهم العالية وعزائمهم القوية.

وبالجملة لما أطللنا على أوضاع ولاية فراه عن كثب لا عن كتب، علمنا مدى دعايات المحتلين و إفتراءات العملاء، أنهم كيف يقلبون الحقائق ويشوهون الوقائع، ونبشر المسلمين باستيلاء المجاهدين على عدة مناطق فراه وقيام الإمارة الإسلامية عليها، فإنهم طردوا قوات الإحتلال وأذنابهم العملاء عنها، مكثنا أيام عديدة في هذه الولاية ولم نر أي أثر يذكر لتواجد العدو في المنطقة، وكان الناس راضين عن تعامل المجاهدين معهم، وكانوا يتحاكمون إلى محاكم الإمارة الإسلامية لفض نزاعاتهم وفصل خصوماتهم، وعصارة القول أن الإمارة الإسلامية كان مرجعا وحيدا لحل المشاكل القضائية والتعليمية والإقتصادية والإجتماعية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى