فما عادت الشمس تغطى بغربال
يتفق القاصي والداني بأنّ الشمس لاتغطى بغربال، ولكنّ الإدارة العميلة تسعى وراء ذلك بأن تغطي الشمس بغربال ويُثبت للعالم عكس المثل السائر، وتسعى الإدارة العميلة دائماً بأن تقلل من شأن عمليات المجاهدين بمساعدة وسائل الإعلام، وتُنسب فتوحات المجاهدين إلى مساعدات عسكرية ومالية البلاد الأخرى.
وبما أنّ الإدارة العميلة لاتعرف تاريخ الشعب الأفغاني ولا شهامتهم وديانتهم، ويُنسبون زعامة المقاومة الحيالية ( التي تقودها الإمارة الإسلامية في شتى بقاع البلاد) إلى جنرالات باكستان، وكلما فتح المجاهدون منطقة أو مديرية من أفغانستان وإن كانت هذه المنطقة متآخمة مع طاجكستان أو تركمنستان يطبّل الأعداء ويزمّرون بكل وقاحة ودناءة بأن جنود باكستان قد ساهموا في فتحها بل كانوا في القيادة.
واستطاع أبطال الإمارة الإسلامية في الأسبوع الماضي أن يطهّروا بالكامل مديرية جاني خيل بولاية بكتيا من وجود الأعداء، واغتنموا 15 دبابة، و16 سيارة من نوع رينجر، وعشرات الأسلحة الثقيلة والخفيفة، وسعى العدوّ مرات عديدة أن يسيطر عليها مرة أخرى بمساعدات المحتلين الجوية إلا أنهم فشلوا كل مرة وجروا أذيال الخيبة والخسران.
ولما انهزم العدوّ في جاني خيل بدأ بدعايات فارغة عن الصحة بأن الجنود الباكستانيين ساعدوا المجاهدين فيها، وقد بالغ في الأمر حتى قال: إن المروحيات الباكستانية تقل المجاهدين على الحدود، وتوصل الوسائل اللوجيستية لهم، وتنقل جرحى المجاهدين إلى باكستان.
يُطرح السؤال هنا: لو فرضنا صحة ما يدعي العدوّ العميل، فلماذا لا تسدّ أصدقاؤهم الأجانب ( أي القوات المحتلة) مع قدرتهم وسيطرتهم على جوّ البلاد أمام المروحيات الباكستانية كي ينقذوا عملاءهم الذين ربوهم لأجل أهدافهم من هذه الأزمة الكبيرة والكارثة العظيمة والمهالك الطاحنة؟
وإذا كانت هذه الدعاوي موثقة بأن الجنرالات والمروحيات الباكستانية تساعد المجاهدين، فلماذا لاتشكو وزارة خارجية العملاء من باكستان رسمياً، ولماذا لا تقدم مستنداتها إلى المجتمع الدولي، أو لماذا لاتحضر سفير باكستان استنكاراً؟
وادعى العملاء في ولاية هلمند وقندوز وحتى في سربل و بادغيس ( التي تبعد كل البعد عن باكستان) بأنّ مجاهديها يُساندون من قبل باكستان؛ لأنه يقيس الجميع على نفسه فهم لا يبقون لحظة إذا توقفت عنهم مساعدات الأجانب ويظن بأن المجاهدين يساندون من قبل هذا أو ذاك، والعدوّ لما أنه محروم من الانتصارات الإلهية والحماية الشعبية، يقيس المجاهدين على نفسه، وقد غبشت الماديات على عيونهم، ومن هنا بدل أن يومن بنصر الله سبحانه وتعالى، اتكأ إلى الماديات، والمساعدات العسكرية واللوجيستية من قبل المحتلين.
إلا أنّ المجاهدين المستضعفين الفقراء أنهكوا الأعداء، وأقلقوه وأرعبوه، ويحظون بنصر الله سبحانه وتعالى والحماية الشعبية، وإن سعى العدوّ بأن يغطي الشمس بغربال ويحيك المؤامرات على المجاهدين، فلاينجح أصلا، وهل يظن بأنّ الشعب فاقد الشعور والعقل، يقع في فخ دعايات العدوّ الخاوية؟
وهذا إن دلّ على شيء فإنما يدل على حماقة النظام الكبرى؛ لأن الشعب أدركوا الحقائق.