
فيديوهات موثقة للجرائم الأمريكية
جلست يوما أتصفح فيديوهات المجازر التي ارتكبها الاحتلال الأمريكي وعملاءه في حق الشعب الأفغاني، والتي التقطت من مختلف ولايات أفغانستان، مشاهد مؤلمة تتفطر لها الأكباد، وتذوب لها القلب من كمد، وتسكب العيون دما.
ولو شئت أن أبكي دما لبكيته *** عليه ولكن ساحة الصبر أوسع
مجازر مروعة، وجرائم في غاية البشاعة، خراب كامل ودمار شامل، جثث مفحمة، أشلاء ممزقة، نحيب وبكاء، دموع ودماء، ومآتم وعزاء، يقيمها الاحتلال الأمريكي يوميا في منازل الأفغان.
الفيديوهات توثق الجرائم الأمريكية ضد الشعب الأفغاني العزل، وتقدم جانبا من المجازر التي ارتكبها أدعياء حقوق البشر، من الإفساد في الأرض، وإحراق الحرث والنسل، وقطع الأشجار والثمار، وتدمير دور العبادة، وقصف المساجد والمدارس والمستشفيات، وتمزيق الكتب والمصاحف، وتفجير المنازل، وسرقة الأثاث، ونهب الثروات، واستهداف الدكاكين وهدم الأسواق.
كل المشاهد مفظعة مؤلمة ولكن بعضها وصلت في الفظاعة ذروتها أقدم ترجمة بعض منها لقرائنا:
في مديرية “زرمت” بولاية باكتيا مشهد مزدحم من الناس يعملون مسرعين في أنقاض منزل مدمر وحامل الكاميرا يقول بصوت شجي: هذا المنزل تم تدميره في غارة أمريكية أودت بحياة 15 فردا من الأبرياء، وهؤلاء الناس الذين ترونهم ينتشلون جثث الأطفال والنساء والرجال من تحت الأنقاض.
ويقول أخو الضحية: أقسم بالله أنه لم يكن هنا أحد من المجاهدين، إن الضحايا كلهم مدنيون، ثم لا يتمالك بكاءه ويضيف بصوت متباك: عشرة أفراد من أسرة أخي فقط، أخي وزوجته وأبناءه وبناته، وأما الستة الآخرون فهم ممن بادروا إلى الإنقاذ، كانت الطائرات تحلق فناشدتهم بالله وقلت لهم، تفرقوا عن هذا المكان وإلا ستقصفكم الطائرات، فما هي إلا دقائق حتى أمطرتهم بوابل من القنابل وقتلت ستة من فريق الإنقاذ.
ثم ينهال من البكاء قائلا: اللهم دمر منازلهم كما دمروا منازلنا، اللهم مزق جثث أطفالهم ونسائهم كما مزقوا أجساد شهدائنا أشلاء.
وفي “جرمسير” بولاية “هلمند” يقف حشد من الناس أمام أكياس مملوءة، فيتقدم أحد ويسألهم عما في داخل الأكياس فيجيبونه قائلين: هذه لحوم الأطفال والنساء والرجال الذين قتلهم المحتلون في غارة جوية، وبما أن لحومهم لم تكن تتميز لذلك جمعناها في أكياس.
وفي ولاية كندوز يقف الشاب على أنقاض غرفة مدمرة يرفع البرقع المخضب بالدماء وينادي: شاهدوا هذا البرقع، ولقد انتشلت عن هذا المكان أحد عشر طفلا وامرأتين، ثم يدعوا على القتلة قائلا: اللهم عجل بهلاكهم.
وفي ولاية قندهار شيخ مسن يتحدث أمام كاميرا الهاتف قائلا: اللهم إنهم ملؤوا الوطن أيتاما وثكالى.
منازل مدمرة
الأفغان أكثرهم يعيشون تحت خط الفقر، يعملون سنوات حتى يربحوا مالا يكفي لبناء عريش يستظلون به أو خص يستريحون فيه، أو بيت مدر يأوون إليه.
فهذه المنازل الطينية بناها الأفغان وبذلوا فيه ما اكتسبوه بكد اليمين وعرق الجبين. ولذلك إن هدم المنزل عند الأفغان جريمة لا تغتفر، ولكن هؤلاء الوحوش القتلة يأتون ليلا ويدمرون منازل الفقراء الأفغان ويفجرونها بلا مبالاة كاملة.
ففي ميدان “وردك” أطفال صغار واقفون في فناء منزل مدمر، يحكون ما حدث لهم في مداهمة وحشية، يقول أحدهم: جاءوا ليلا إلى منزلنا أخرجونا من المنزل وفجروه حجرا حجرا، وذهبوا بوالدنا معهم وفي الصباح وجدناه قتيلا في سفح الجبل.
وحدثني المولوي “شريف الله المدني” أن هؤلاء الأيتام لا يملكون مأوى يأوون إليه ولذلك يبيتون في مسجد القرية ونساءهم يتناوبن على منازل القرية يأوين إليها.
وأخرى حدثت مع امرأة عجوز جاء المحتلون والعملاء لتدمير منزلها فزرعوا الألغام بداخله وأردوا تدميره، وأمروا العجوز أن تهجر المنزل، ولكن العجوز أبت أن تخرج، وقالت لهم: فجروني بداخله، فقد ملكت هذا المنزل بعد زمن طويل، إلا أنهم لم يرحموها وانهالوا عليها ركلا وضربا وأخرجوها عنوة من المنزل ثم قاموا بتفجيره.
ووفقا لإحصائية لجنة منع خسائر المدنيين لإمارة أفغانستان الإسلامية: دمر الصليبيون الحاقدون وعملاءهم في العالم الماضي 606 منزلا، و495 دكانا، و15 مدرسة، و85 مسجدا في مختلف أنحاء أفغانستان.
وأحرقوا 398 دراجة نارية، و58 سيارة، و8 شاحنات و4210 شجرة مثمرة، وسبعة أسواق تجارية، و3 قوارب.
وللأسف الشديد إن انحياز منظمات حقوق البشر إلى المحتلين وصمتها المخزي على جرائمهم جرأهم على ارتكاب المجازر وأتاح لهم فرصة تكرار هذه الإنتهاكات الفظيعة، كما أعانهم على ذلك الإعلام الفاسد العميل.
ألا فليعلم الأمريكيون المعتدون، أن هؤلاء الناس لا يتخلون عن الكفاح والنضال، فمهما ارتكبتم من القسوة والوحشة سيكون مصيركم الفشل والهزيمة وسترجعون خزايا خائبين، لأن الشعب الذي يعتز بالشهادة في سبيل الله، لا يستطيع أحد أن يصرفه عن إرادته بالقتل والقوة.
ومهما كانت عزائم الأمريكيين قوية، ومهما كانت مخططاتهم طويلة الأمد، ولكن ليتذكروا هذه الحقيقة: أنه ما دامت هذه الأمة تتمتع بروح الإيمان، فمهما دارت عليها الدائرة ستدافع بمعنويات عالية عن دينها وأرضها وعزها، ولن تتخلى عن الكفاح، إن الشيوعيين كانوا قد أتوا بعزائم قوية وآمال طويلة وسفكوا في سبيل تحقيقها دماء مليون ونصف مليون أفغاني، ولكن الأفغان لم يتخلوا عن الكفاح والجهاد، وواصلوا النضال حتى احراز النصر.
ونذكركم بما قاله مؤسس الإمارة الإسلامية الملا محمد عمر المجاهد _نور الله مرقده_ في خطابه لكم قبل سبعة عشر عاما لما عزمتم على الشر وشمرتم لاحتلال “أفغانستان”: ستأتون إلى أفغانستان بقواتكم وقوتكم، وستسيطرون على المدن، وستدمرونها وستقتلون أبناء الشعب تقتيلا.
ولكن اسمعوا وعوا، لن تهضموا “أفغانستان” ولن تعيشوا فيها آمنين، وستُنشأ المعسكرات وستُنسق جبهات الجهاد المحكمة ضدكم في الجبال والصحاري والسهول والوهاد، وسيصبح كل شبر من أرض أفغانستان ثغور المقاومة والنضال والكفاح والقتال.
وفقا لتنبؤ الأمير _رحمه الله_ وصل الجهاد إلى نفس المرحلة، استفرغ الأمريكيون قوتهم، وبلغوا ذروة الوحشة، وأنفقوا المليارات، وحاكوا المؤامرات لكنهم عجزوا أن يحرسوا قواعدهم في مدينة “كابول” عن هجمات المجاهدين فضلا عنها في سائر أفغانستان.
و إننا أكدنا مرارا ونؤكد مرة أخرى أنكم استفرغتم وسعكم في اخضاع الأفغان ليستسلموا أمام ضغوطكم ويرضوا بالاحتلال، ألا فاسمعوا وعوا، أن الأفغان شعب أبي لا يقبل الذل ولا يرضى بالضيم، ولا يستسلم أمام الاحتلال، وكما صبروا قرابة عقدين على مظالمكم سيصبرون على قراعكم إلى عشرات السنين وسيواصلون القتال ضدكم حتى يطردوكم عن بلادهم وعسى الله أن يكف بأس الذين كفروا والله أشد بأسا وأشد تنكيلا.