مقالات الأعداد السابقة

قتل الأفغان الأبرياء هواية المحتلين

بقلم الاستا‍ذ خلیل

 

لكل أحد منا هواية يهواها ويمارسها ترويحا عن النفس والتي ترتاح بممارستها بشكل كبير، وعادة ما يختار البشر نشاطات ملهية وأشغالا مسلية.

لكن بعض بني البشر بسبب تماديهم في غيهم واستمرارهم في طغيانهم وإصرارهم على الظلم انسلخوا من طبيعتهم البشرية وصارت قلوبهم كالحجارة أو أشد قسوة، ووصلوا في الوحشية والهمجية إلى حد أنهم يجدون متعتهم في إيذاء الآخرين وتعذيبهم، ويبحثون عن لذتهم وسعادتهم في ألم الآخرين ومعاناتهم.

فلا يستمتع إلا بتشحط القتلى في دماءهم، ولا ترتوي همجيتهم إلا بسفك الدماء المعصومة، ولا تشبع حيوانيتهم إلا بممارسة ألوان من القتل، فتراهم يستعذبون قتل الأبرياء، ويتابعون المنظر بسادية وسعادة، يستعذبون قطرات الدماء الذكية، ويمتعون أنظارهم بأشلاء ممزقة، ويطيرون فرحا وينهالون ضحكا لآهات الضحايا وصراخهم.

وخير مثال لهؤلاء القتلة الوحوش الاحتلال الأمريكي، فقد اتخذت القوات الأمريكية قتل الشعب الأفغاني وإيذاءهم هواية لأنفسهم، يجربون عليهم صنوف العذاب وألوان القتل، يستعذبونها ويستمتعون بها.

ولعلكم شاهدتم هذا المشهد الفظيع البشع في عدد من لقطات القصف والتفجيرات التي نفذتها قوات الاحتلال وقامت بتصويرها ونشرها، يضحكون ويقهقهون فرحا وسرورا معبرين عن سعادتهم وراحتهم مباشرة بعد لحظة التنفيذ، وتدمير منازل الأفغان.

وفيما يلي نقدم لكم نبذة من قائمة الأساليب التي تستخدمها أمريكا للفتك بحياة الأفغان وسفك دمائهم:

 

الغارات الجوية:

الغارات الجوية أو القصف الجوي الأمريكي من أكثر ما يفتك بحياة الشعب الأفغاني، فهي تودي يوميا بحياة عشرات الأفغان النساء والأطفال والرجال، ولا تراعي أمريكا المتغطرسة في تنفيذها قوانين الحرب ولا تلتزم بضوابط أخلاقية، همها الوحيد هو القضاء على المقاومة الجهادية الأفغانية، وتستخدم فيها كل نوع من الأسلحة، من أسلحة الدمار الشامل إلى أم القنابل، واستهدفت المناطق السكنية من المنازل والمساجد والمدارس والمستشفيات، وفرقت التجمعات البشرية والمناسبات الدينية من حفلات العرس ومجالس العزاء بغاراتها البربرية.

 

المداهمات الليلية:

من أساليب التعذيب النفسي التي أرقت نوم الأفغان، وأقضت مضاجعهم وحولت حياتهم إلى جحيم، فهم يأوون إلى فرشهم ويضعون رؤوسهم على الوسائد، لكنهم لا يدرون هل سيأخذون قسطهم من النوم والراحة، أم ستنغص نومهم أصوات المروحيات؟ هل سيطرق أحد الباب أم ستفجره العلوج؟ هل سينتبهون من نومتهم أم ستبرد قوات الإحتلال الوحشية رصاصاتهم في صدورهم؟ هل سيجدون فرصة للنهوض من الفراش أم ستنهش الكلاب الأمريكية لحومهم فيها؟

 

التفجيرات العشوائية:

الشعب الأفغاني أكثر عرضة من الشعوب الأخرى للتفجيرات العشوائية المشبوهة، مع أن البعض يسارع إلى تبنيها، ولكن هناك أدلة دامغة على وقوف الاحتلال ومخابراته وراء هذه التفجيرات الدموية، إن المحللين يعتقدون أن المحتلين يضربون على وتر داعش لكسب عواطف الناس، ويسعون لتحقيق أهداف خبيثة مشؤومة عدة من خلال هذه التفجيرات، منها السعي لإثارة حروب طائفية في المنطقة، وتنفير الشعب من المجاهدين، وإشغالهم بأهداف وهمية وإغفالهم عن الأهداف الحقيقية الأساسية.

ووفقا للمثل السائد “ضربني فبكى وسبقني فشكى” قد تسارع وسائل الإعلام الغربية والعميلة إلى توجيه أصابع الإتهام نحو المجاهدين، بالتورط في هذه التفجيرات.

ولكن المجاهدين بريئون منها براءة الذئب من دم يوسف، لأن المجاهدين قوة دينية منبثقة من بين الشعب الأفغاني تتورع عن سفك الدماء المعصومة، ولا تتجرأ على سفك دماء لا تكاد تجد لها مبررا شرعيا.

 

الخطف والإغتيالات:

أسلوب استخباري يستخدمه الاحتلال للقضاء على أولئك الدعاة والمفكرين والعلماء وطلاب العلم الذين لا يقبلون التواجد الأمريكي على أرض الأفغان، تقوم الخلايا الاستخبارية باغتيالهم أو خطفهم ثم قتلهم بدم بارد، وينفذ الاحتلال هذا الهدف بواسطة عملاءه وجواسيسه المحليين.

 

قذائف الهاون والمدافع:

قذائف الهاون والمدافع من الوسائل التي تهدد حياة الأفغان، والقوات الأمريكية والعميلة تطلق قذائف المدافع على المناطق السكنية، وقد تسبب هذا الاطلاق بسقوط ضحايا من المدنيين الأبرياء.

ولا يخفى على أحد أن مسؤولية وتبعات الأضرار الناتجة عنها تقع على عاتق المحتلين، لأنهم هم الآمرون وهم المشجعون، وهم المموّلون والدافعون.

 

عصابات القتل ومليشيات الإجرام:

عصابات القتل ومليشيات الإجرام التي سلطتها أمريكا على رقاب الأفغان وتدعمها وتمولها وتدفعها لامتصاص دماء الأفغان، هذه المليشيات لا تعرف سوى القتل، ولا تتورع عن ارتكاب أي جريمة، ويقترفون كل نوع من أنواع الجرائم بدون اشمئزاز واستقذار، وبلا خوف ولا وجل، وللتخلص من المسؤولية يسميها المحتلون والعملاء بمليشيات غير مسؤولة، وأن تصرفاتهم تصرفات فردية.

عصارة القول أن أمريكا متورطة بطريقة مباشرة وغير مباشرة في سفك دماء المواطنين الأفغان الأبرياء، ولن يتوقف تدفق نهر الدم الأفغاني ما دامت أمريكا جاثمة على صدر الشعب الأفغاني محتلة لبلاده.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى