
قرارات غير مهمة لفاقدي السلطة
بينما أعلنت وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون) مؤخراً أنها نفذت حوالي أربعين(40) غارة جوية يوميا على قرى ومدن أفغانستان خلال شهر سبتمبر الماضي، وصف المحاربون المرتزقة في إدارة كابل العميلة تلك الغارات بالتطور الجيد!
وقالوا: أن تلك الهجمات نُفِّذَتْ لصالحهم وبرضاهم، لكن في الوقت نفسه قال حاكم القصر الرئاسي (أرك) بالإدارة العميلة – ذات الرأسين – إنه اقترح خطة للسلام في سبعة بنود.
وقد ورد في أحد بنود هذه الخطة المزيفة: “يجب على طالبان وقف إطلاق النار، لتبدأ إدارة كابل المفاوضات معهم”.
فهل الإمارة الإسلامية تتفاوض معهم أم لا؟ وإن كانت تتفاوض فما هي شروطها للمفاوضات؟ ولماذا ترفض الإمارة الإسلامية المفاوضات مع الإدارة العميلة؟ هذه المسائل قد تم إيضاحها مسبقاً ولا حاجة لتكرارها.
إن الإمارة الإسلامية لن تضيِّع وقتها باسم مفاوضات السلام مع أناس كالدُّمى ليس بوسعهم اتخاذ قرارات الحرب والسلام، إنما هم يقتلون شعبهم من أجل مصالح الغزاة المحتلين، ويعتبرون أنفسهم حراس أمن واشنطن ونيويورك.
ما يثير الدهشة أن هذا النظام يعتبر نفسه حاكماً للبلاد! في حين أن الغزاة المحتلين يقصفون بلدهم أكثر من ألف مرة في شهر واحد!، ويقتلون آلاف المدنيين الأبرياء؛ لكن دُمى النظام العميل بدلاً من أن يحاسبوا الغزاة المحتلين! يرحبون بتلك الغارات الوحشية، ويقومون بدور المحامين للمحتلين الأجانب، ويقاتلون من أجلهم جميع فئات الشعب رجالاً ونساءً، شيباً وشباناً، حتى المساجد، والمدارس، والمستوصفات، والنباتات والأشجار، والقرى والوديان والتلال لم تسلم من مرارة ظلمهم وعدوانهم، وإلى الآن لم تُشفِ هذه الغارات الوحشية والمداهمات الليلية غليل عدوانهم،
وخلاصة القول: أن الإدارة العميلة عدوة لجميع الكائنات الموجودة في البلد؛ فهل يعقل بعد هذا كله ادعاء هذا النظام العميل حق السيادة على الشعب؟
القدرات والمزايا والتنسيق في النظام العميل وصل لدرجة أنه حتى في حدود عشرة أمتار لا تتوافق الأجهزة فيما بينها، فكل مسؤول حكومي يدلي بتصريحات متناقضة عن غيره، وكل واحد يتم التحكم فيه عن بعد من قبل السفير الأمريكي، والنظام عاجزٌ عن عَدَّ الآراء المزورة طيلة شهر كامل.
فهل يعقل أن مثل هذه الإدارة المعادية للشعب، ومسلوبة الصلاحية! قادرةٌ على اقتراح خطة للسلام، وهل يحق لها بعد كل ما ارتكبته من جرائم وحشية تجاه الشعب المظلوم أن تطالب الإمارة الإسلامية بوقف إطلاق النار؟
إن النظام المتسلط في كابل غير قانوني حتى في قانون العملاء، لكن مع ذلك أنشب مخالبه وأحكم قبضته بمقاليد الحكم على ضواحي كابل منذ سنة تقريباً، وذلك بفضل ومساندة النائب الرئيس – السفير – الأمريكي.
لوكان العملاء يعرفون شيئاً باسم الإحساس والشعور، لنظروا أولاً إلى مكانتهم الشعبية والإقليمية والدولية، ومدى اعتماد دول الجوار عليهم، وكيف خسروا شعبيتهم بسبب مظالمهم الجنكيزية، لدرجة أن أسيادهم المحتلين أيضاً يتبرؤون منهم الآن.
وعليه فإن مثل هذه الإدارة العميلة، والفاسدة، والشكلية، القاتلة للشعب لن تكون صالحة لإدلاء آرائها حول قضايا مصيرية، مثل: عملية السلام أو النظام المستقبلي للبلد، ولا يجب الاعتناء بترهاتهم المزيفة.
إن العملاء المحليين هم أذيال المحتلين الأجانب، وحينما ينتصر جهاد المقدس للشعب الأفغاني ضد المحتلين، ويرحل الغزاة من البلد، سيُقطع دابر عملائهم تلقائياً، وسينجو الشعب الأفغاني من رجسهم.
إن شاء الله