مقالات الأعداد السابقة
قصيدة (مجاهد)
شعر: سليم زنجير
ماضٍ، وأعرف ما دربي وما هدفي | والموت يرقص لي في كل منعطف |
وما أبالي به حتى أحاذره | فخشية الموت عندي أبرد الطرف |
ولا أبالي بأشواكٍ ولا محن | على طريقي وبي عزمي، ولي شغفي |
أنا الحسام، بريق الشمس في طرفٍ | مني وشفرة سيف الهند في طرف |
ورب سيل لحون سال من كلمي | ورب سيل جحيم سال من صحفي |
أهفو إلى جنة الفردوس محترقاً | بنار شوقي إلى الأوفياء والغرف |
وقد أمرّ على الدنيا وسادتها | من الطغاة، مرور الليث بالجيف |
يا دهر! ماذا من الأيام أطمع | في سعودهن؟ وما فيهن يطمع في؟ |
مضى الذين شغاف القلب يعشقهم | من الأحبة، من حولي، فوا لهفي ! |
وصرت حقل هشيم غربة وأسىً | يجتاحني شرر التحنان والأسف |
وا حر شوقي إليهم كلما هجست نفسي | ونفسي بهم مجنونة الكلف |
إني سئمت هوى الدنيا وزهرتها | ومل قلبي ذرا روضاتها الأنف |
وقد بلوت لياليها وأنهرها | فتىً وحزت لآليها من الصدف |
فلم أجد غير درب الله درب هدىً | وغير ينبوعها نبعـاً لمغترفِ |
فطرت أسعى إليه أبتغي تلفي | به ورب خلودٍ كان في تلفِ |
والناس تصرخ أجحم، والوغى نشبتْ | والله يهتف بي: أقدم ولا تخفِ |
ماضٍ، فلو كنتُ وحدي والدنا صرختْ بي | قِفْ، لسرتُ فلم أبطئ ولم أقِفِ |