مقالات الأعداد السابقة

قلق الأعداء من الأوضاع بولاية هلمند

بقلم: أبو خالد

 

لاغرو بأن المشروع الأمريكي يقوم على فكرة أساسية تصطدم بثقافة المجتمع الأفغاني وتراثه، ولذا فقد حمل المشروع الأمريكي في طياته عوامل فشله، فمحاولة استنبات المفاهيم الأمريكية، وغرس النموذج الغربي – بما يحمله من أفكار ليبرالية وأفكار تحررية – داخل المجتمع الأفغاني المحافظ الذي تحكمه معتقداته الدينية وأعرافه القبلية، هي محاولة فاشلة؛ لأنها نبتت من خارج ثقافة المجتمع، حتى وإن كانت المحفزات التي ساقها الاحتلال لتلميع تلك الأفكار مغرية؛ (مثل بناء دولة المؤسسات، وإنعاش الاقتصاد الأفغاني، ونشر الأمن و…) إلا أن الشعب الأفغاني في ظل الاحتلال لم يشهد في واقعه مؤشرات تؤيد صحة تلك المحفزات، كما أن مراجعة سريعة لتاريخ أفغانستان تؤكد صعوبة نجاح مثل تلك التجربة في هذه البيئة الدينية.

فالوضع العسكري لقوات الاحتلال في أفغانستان يؤكد صعوبة القضاء على المقاومة، أو تحقيق انتصار حقيقي، خاصة في ظل الوضع الشعبي الذي تحول بقوة تجاه المقاومة، فضلاً عن أن الوضع الجغرافي، وما يحويه من تضاريس جبلية يشكل عائقاً كبيراً لايسمح بتحقيق النصر لقوات نظامية تواجه مجموعات مسلحة من المجاهدين الأبطال عندهم تجارب من حرب العصابات، مما يصبح من المستحيل معه القضاء عليها، بل تغير وضعهم الآن فباتوا يهجمون والعدوّ يُدافع وينكمش. وتوضح أوضاعهم المأساوية اعترافاتهم الأخيرة عن الواقع في ولاية هلمند. وهذا ما سنلقي ضوءً عابراً عليه في هذه العجالة.

قناة “طلوع” الشهيرة بالدجل والتزوير وتعتيم الحقائق، والتي استهدفها المجاهدون قبل فترة لدجلها وحربها على المجاهدين، إلا أنها لم تستطع بشيطنتها أن تتعامى عما يدور في ولاية هلمند، فباتت تحذّر منذ أيام من تقدم المجاهدين في ولاية هلمند. وننقل عنها فيما يلي بعض ما اعترفت به من حقائق؛ حيث تقول: (وصلت الحرب في ولاية هلمند إلى مسافة 11 كلم من مدينة لشكرجاه، فبعدما سقطت منطقة جاه انجير بمديرية نادعلي بأيدي طالبان، بدأ الطالبان يتقدمون تجاه مركز هذه الولاية، فمنطقة جاه أمير تبعد 13 كلم من مدينة لشكرغاه، وهي تحت سيطرة مجاهدي الإمارة الإسلامية. وقد سعى الجنود إلى استعادة السيطرة عليها، إلا أنهم حتى اللحظة لم ينجحوا بذلك).

وتقول طلوع أيضاً: (هناك عدد من المقاتلين الذين يقاتلون الطالبان، نشروا صورهم في مواقع التواصل الاجتماعي يحكون عن عدم توجه رجالات الحكومة لهم، وينتقدونهم بشدة، ويقولون بأنهم لا يملكون قوت يومهم، ولا يصلهم العتاد عندما تمس الحاجة إليه).

وذكر الحاكم السابق لهلمند عبد الجبار قهرمان رداً على أسئلة شبكة طلوع التلفزيونية: (تم التعامل باستخفاف مع قوة طالبان) مع العلم (أنهم مجهزون بشكل أفضل من السابق).

وأقرّ الجنرال محمد حبيب حصاري الذي يقود العمليات الميدانية للجيش الأفغاني الثلاثاء أمام الصحافيين، بأن (الوضع خطير فعلاً في هلمند، وتدور معارك في عدد كبير من الأقاليم).

وقال كريم أتل رئيس السلطة التنفيذية في الولاية: (إن عناصر طالبان باتوا على أبواب لشكرغاه، حيث يعيش حوالي مئتي ألف شخص، وشدد أمام الصحافيين على أن الوضع سيء فعلاً).

وقال حجي قيوم، أحد السكان الذين اتصلت بهم وكالة فرانس برس: (إن “حركة طالبان” تسيطر على كل الطرق المؤدية إلى لشكرغاه. وحواجز الشرطة تسقط الواحد تلو الآخر).

 

هذا غيض من فيض الاعترافات عمّا يدور في ولاية هلمند. وعمّا قريب سيسمع العالم سقوط ولاية هلمند بأيدي المجاهدين إن شاء الله، وما ذلك على الله ببعيد.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى