
قناة طلوع، قناة الانحراف والخلاعة والمجون
بعدما احتل الأمريكان أفغانستان بمساعدة الحلف الأطلسي، قاموا بتدشين مئات القنوات والوسائل الإعلامية المسموعة والمرئية والمقروءة، مستهدفين بها أبناء الشعب لبث سمومها فيهم. وقد رَبّوا قبل ذلك أفراداً فغسلوا أمخاخهم وملؤوهم حقداً وكراهية للإسلام، ثم استخدموهم في تحقيق أهدافهم ومطامعهم. ومن إحدى هذه القنوات الماجنة التي شغلها الشاغل نشر الفساد والإفساد والخلاعة: قناة “طلوع “.
فعلاوة على ما تبثه هذه القناة الخبيثة من دعايات مسمومة لتأييد المحتلين الأميركيين، من الحوارات والأخبار المفبركة التي تنشرها، تقوم أيضاً من خلال برامجها بالاستهزاء بالدين والإساءة لكرامة الإسلام والشعائر الدينية وثمرات الجهاد والثقافة الأفغانية.
ويسعى مخرجوا برامج “طلوع” ومنفذوها المنحرفون، من خلال المسلسات التي يبثونها، والبرامج المنحرفة، والمحافل المخزية الفاتنة، إلى خلخلة أخلاق مسلمي أفغانستان، وزعزعة عقيدتهم وإيمانهم، واتهام المتمسكين بدينهم بالراديكالية والإرهاب والتطرف.
وفي أيام العيد كانوا يسعون ضمن برامجهم لتحريف الكلم عن مواضعه، فيدّعون أن الرجل الثري له أن لا يذبح أضحية؛ بل ينفق مالها للفقراء، وهذا أفضل من التضحية! وكان دليل محللي “طلوع” أن ذلك يكون مساعدة للفقراء من ناحية، ومن ناحية أخرى لا تتلوث المدينة بدماء الأضاحي؛ لأن الدماء المسفوحة تعود بالأثر السلبي على أذهان الأطفال والناشئين!
وهكذا يريدون أن يلقوا في أذهان الناس بأن توزيع المال أفضل من التضحية، تقليلاً من شأن تلك الدماء الكريمة التي يحبها الله بأن تسفك في هذه الأيام المباركة. وبذلك يعلنون عداوتهم لشعيرة التضحية في يوم النحر التي تصغر الشياطين، فقناة ” طلوع ” تحرض المسلمين للامتناع عن هذا الواجب الديني إرضاءً للشيطان.
وهناك فضيلتان أصليتان من شعائر الإسلام المهمة تستهدفهما هذه القناة المشؤومة وهما: الحجاب والعفاف، وذلك مشهود وملموس في موقعها وعلى صفحتها في فيسبوك، فلها برنامج خليع باسم “ستاره أفغان” أي نجوم أفغان، وتدعو الأزواج الشباب والشابات أيام العرس، فيتكلمون بكلام ماجن لا مكان للحياء فيه، ويبثون أبشع النغمات، لطمس التراث الإسلامي والحضارة الدينية في بلاد الإسلام، ولا يبالون إلى حد أني أظن أنه لو كان الأجانب والغربيون مكان هؤلاء لخففوا، إلا أن هؤلاء لا ضمير لهم.
ولكي يسيئوا للحجاب الإسلامي أتوا بفتاة محجبة في برنامج “ستاره أفغان” ساهمت في هذا البرنامج، فقالوا لها: إنك تملكين صوتاً جميلاً إلا أن حجابك لا يعجب البرنامج، ومغزى كلامهم أنك إذا خلعتِ حجابك وأتيت سافرة فإنك ستنجحين و إلا فلا.
إننا على يقين بأن الذي يساهم في الحفلات التي تعقدها “قناة طلوع” هم على فكر طلوع، وأفكارهم منحرفة عن جادة الحق، إلا أنه لا حق للقناة أن تنال من الحجاب، وأن تصفه بالرجعية وعدم التقدم.
والطريف بعد ذلك كله في أمر “المرأة” أن مقررات الإسلام واضحة صريحة، ولكنّ المتصدرات للحديث عن المرأة من ربّات الصالونات، وعشّاق الحفلات، لا يعرفن شيئاً غير المرأة الأوربية في أماكن اللهو وحفلات الإغراء، وهناك من الأوروبيات عالمات فاضلات لهنّ السبق في مجالات الفكر والتأليف والاختراع، ولكن هؤلاء لا يخطرن على بال سيداتنا المتحضرات، إذ المراد عندهن نماذج اللهو والترف والخمول، ومشاهد الغزل والصبابة، وهذا هو الداء كل الداء.
فالمرجوّ من الشعب الأفغاني المسلم الأبي أن يقاطع ويبتعد عن برامج قناة طلوع في حياته؛ لأنها منبع الضلالة العظيمة، والخلاعة والمجون، وسبب لإبعاد الناس عن شرائعهم وعقائدهم وقيمهم. وببرامجهم تلك يطمحون إلى أن يطووا بساط الحضارة الإسلامية عن هذه البلاد و ويستبدلوه بالحضارة الغربية والمجوسية، وإلى أن يخلقوا الفوضى والخلاف والشقاق والعداوة فيما بين المؤمنين؛ إذاً من الواجب الحتمي أن يقوم آحاد أفراد الشعب بمقاطعة برامجها فوراً، إلا تفعلوه تكن فتنة في الأرض وفساد عريض.