
قندهار تستقبل فتوحات المجاهدين
کتبه: حبيب مجاهد
تعريب: عبدالوهاب كابولي
في الشهر الأول من بدء العمليات المنصورية التي أطلقتها الإمارة الإسلامية، أحرز المجاهدون من الفتوحات النادرة ما نعتبره -دون أدنی شک- مظهرا للنصر الإلهي للمجاهدين. ولعل ولاية قندهار هي من الولايات التي تهتم بها إدارة کابل الفاسدة وسادتها المحتلون أکثر من بقية مناطق أفغانستان. لأنّ المحتلين الأمريکيين لهم فيها ثاني أکبر قاعدة عسکرية وجوّية، وقد استطاعوا بإجرائهم للعمليات العسکرية الظالمة من هذه االقاعدة أن يُحکموا سيطرتهم علی هذه الولاية. المحتلون کانو يدرکون أنّ من ترجح کفة سيطرته العسکرية في هذه الولاية فسترجح کفته في بقية المحاور أيضا، وأن المجاهدين إن رجحت کفتّهم العسکرية في قندهار فإن المحتلين سيواجهون الهزيمة والخسارة في أفغانستان کلها.
إن الوضع العسکري في قندهار هذه السنة أثناء العمليات المنصورية يشهد تغيّرا جذريا حيث أحرز المجاهدون انتصارات وفتوحات في المناطق التي کانت تعتبر أهمّ مناطق سيطرة الحکومة بعد أن حرّروا المديريات البعيدة لهذه الولاية، مثل: (غورک) و(َشوراوک) و(ريگستان) في العام الماضي.
مديرية (أرغنداب) هي المديرية المجاورة واللصيقة لمدينة قندهار، وکان التواجد الحکومي فيها قويا جدّا فيما سبق، إلا أنّ المجاهدين استطاعوا في هذه السنة -بفضل الله تعالی- أن يسيطروا فيها علی مرکز عسکري کبير للعدوّ في منطقة (سوزنيان) بتاريخ 32 من شهر مايو لهذا العام 2017م. وقد أسفر الفتح عن مقتل وإصابة 35 جنديا ووقوع أربعة آخرين منهم أحياء في قبضة المجاهدين. وغنم المجاهدون في ذلک المرکز ثلاث مدرّعات ورشّاشين ثقيلين من نوع (دوشکا) وآخرين من نوع (بي کا) وقاذف (آر بي جي) وأربع بنادق من نوع (کارمولي) وقناص من نوع (درازنوف) وخمسين قذيفة لقاذف آر بي جي إلی جانب 25000 طلقة لبنادق (کارمولي) وكمية کبيرة من ذخيرة الـ (کلاشنکوف) والـ (بي کا) ومعدات عسکرية أخری.
ومديريتا (معروف) و(أرغسان) في شرق ولاية قندهار هما المديريتان اللتان قلّما تُسمع عنهما الأخبار الجهادية في السنوات الأخيرة؛ لقوة سيطرة العدوّ عليهما، ولوقوع معظم ساحاتها تحت غطاء المليشيات المحلية الحکومية، ولکثرة تواجد قوات الحرس الحدودي فيهما والتي کانت تعيق حرکة المجاهدين في ساحاتهما. إلا أنّ المديريتين المذکورتين أيضا فتحتا بابيهما لفتوحات المجاهدين، وقد سيطر المجاهدون في الأسابيع الأخيرة في مديرية (معروف)علی عدّة قواعد ومراکز عسکرية للعدوّ، وألحقوا أضرارا کبيرة به.
قبل عدة أيام سيطر المجاهدون علی مرکزين للعدو في منطقة (ساليسون) من مديرية (معروف) ولحقت فيها بالعدوّ أضرارا کبيرة. وقبل ذلک الانتصار، کان المجاهدون قد سيطروا بتاريخ 18 من شهر مایو علی مرکز للعدو في منطقة (إسحاقزي) وغنموا فيه كمية کبيرة من الأسلحة والعتاد.
وفي مديرية (أرغسان) المجاورة لمديرية (معروف) أيضا کانت هناک مکتسبات للمجاهدين، حيث قتل المجاهدون القائد الشرّير للمليشيات المحلية المدعو (شمشاد)، وکذلک سيطر المجاهدون علی مرکز للعدوّ في منطقة (دلکو) من هذه المديرية.
والمديريات الشمالية لولاية قندهار هي الأخری تشهد موجة من الفتوحات والانتصارات. کان المجاهدون في العام الماضي قد أحرزوا انتصارات کبيرة في مديرية (شاوليکوت)، وکانوا قد فرضوا سيطرتهم علی الطريق الممتد بين قندهار و(أرزگان)، وسيطروا علی عشرات النقاط الأمنية الواقعة علی امتداد الطريق، إلا أنّ المجاهدين في هذه السنة شدّدوا من وتيرة عملياتهم لتطهير بقية ساحات هذه المديرية من تواجد العدوّ، وکان أهم انتصار للمجاهدين في هذه السنة أثناء العمليات المنصورية هو فتحهم للمرکز العسکري التابع للعدوّ الواقع في منطقة (زنگيتان) والنقاط الأمنية المحيطة به بتاريخ 25 من شهر مايو. سيطرت القطعة الخاصة للمجاهدين المعروفة بـ(القطعة الليزرية) في البداية علی النقاط الأمنية المحيطة بالمرکز في عمليات مدروسة وسريعة، وبعدها بفضل الله تعالی استولوا علی المرکز الکبير بشکل کامل من خلال هجوم محيّر عليه.
إنّ سقوط مثل هذا المرکز العسکري الکبير الهامّ بيد المجاهدين ولحوق الخسائر الفادحة بالعدوّ حطّم الروح القتالية لجنوده وقادته، وقد اعترفت إذاعة الحرّية الأمريکية بأنّ 59 جنديا قتلوا في تلک المعرکة، ولعل هذا العدد هو أکبر عدد لجنود العدوّ يُقتلون في مواجهة واحدة. وقد غنم المجاهدون في هذه المعرکة عدّة مدرّعات وأسلحة ثقيلة إلی جانب كمية کبيرة من الذخيرة والعتاد العسکرِي.
وعلاوة علی عمليات المجاهدين الناجحة في (أرغنداب) و(معروف) و(شاوليکوت) فقد قام المجاهدون مؤخّرا بهجمات کبيرة علی مراکز العدوّ في (ميوند) و(نيش) و(خاکريز) أيضا، وسيطروا فيها علی بعض النقاط الأمنية.
وإلی جانب الفتوحات والعمليات الجهادية في المديريات فقد عاد المجاهدون مرّة أخری إلی عمليات اغتيال أهمّ شخصيات العدوّ في داخل مدينة (قندهار)، وکل عدّة أيام يستهدف المجاهدون أهم شخصيات العدوّ مما سبّب توتّرا وقلقا للمسؤولين الحکوميين في مدينة (قندهار).
بعد هجوم (شاوليکوت) الخطير أبدی القائد الحکومي العام لأمن قندهار في أحد الاجتماعات مخاوفه من اتجاه الأوضاع الأمنية نحو الأسوأ في هذه الولاية، واتّهم الحکومة المرکزية بعدم الاهتمام بأمر هذه الولاية، وقال: “إن طالبان وضعوا خطة عسکرية للعمليات في هذه الولاية، وهم يتقدمون في عملياتهم وفق خطتهم المرسومة”. وأضاف: “إنّ طالبان کانوا قد سيطروا في العام الماضي علی معظم المديريات والمناطق الريفية في ولايتي (هلمند) و(أرزگان)، وهدفهم في هذه السنة هو ولايتي (قندهار) و(زابل)”. وقد اعتبر التقدمات والانتصارات الأخيرة للطالبان أدلة علی صحة ما يقوله.
يعتقد المراقبون العسکريون أنّ المجاهدين إن رجحت کفة قوتهم مرّة أخری في (قندهار) فإن ذلک سوف لا يکون بمثابة وضع نقطة النهاية للسيطرة الحکومية في جنوب غرب افغانستان فحسب، بل ستکون تداعياته أعمق تأثيرا علی الوضع الأمني في أفغانستان کلها، وسينساق الوضع العسکرِي لصالح المجاهدين إن شاء الله تعالی.