كارثة درويشان الأليمة
قام الجنود المحتلين يوم الاثنين بإشارة من العملاء بقصف عنيف على منطقة درويشان ناوه ( قرب مركز ولاية أروزجان) وعلى وجه التحديد قصفوا القاعدة التي سلّم قائدها و43 من الجنود أنفسهم إلى المجاهدين مع تجهيزاتهم الكاملة وعتادهم وأسلحتهم، وجدير بالذكر أن عددا كبيراً سلموا أنفسهم أيضاً في هذه الولاية قبل أسبوع، وإن استسلام الجنود بحمدالله على قدم وساق في طول البلاد وعرضها.
أمّا تفصيل القصة حسب ما يرويها الشهود العيان هو أنّ المجاهدين قاموا بنقل الجنود المستسلمين والغنائم إلى أماكن مصونة، فجاء المواطنون بما فيهم الشبيبة والأطفال إثر خروج المجاهدين من هذه القاعدة فدخلوها ينوون أمتاع ما تبقى في هذه القاعدة، وإنْ حذّرهم المجاهدون الابتعاد عن هذه الثكنة ولكن بلاجدوى فالمواطنون لم يعتنوا بتحذيرات المجاهدين، وفي هذه الأثناء عندما كانت القاعدة مليئة من المواطنين أمر العملاء أسيادهم بقصف القاعدة وأخبروهم زوراً بأنها غاصة من المجاهدين، والمحتلّون الغاصبون بماهم عطشان لدماء الأفغان ويتحينون الفرص واللحظات لمثل هذه الأيام، قاموا بقصف عنيف ممّا أودى بمقتل 30 إلى 35 مواطناً بريئاً بما فيهم الأطفال والشبيبة.
ولم يعبأ الأمريكان ولا عملاؤهم الأنذال بهذه الكارثة وما أعربوا عن أسفهم تجاهها، وخرست وكالات أنباء المرتزقة ولم تقدّم أي تقرير حول هذه المجزرة، وحقاً أنّ دم الأفغان لاتساوي لدى هؤلاء المجرمين خردلاً، والعملاء الأفغان يستّرون ما استطاعوا جرائم أسيادهم.
وفي الحقيقة لو رجعنا شيئاً إلى الوراء نرى بأنّ الروس المحتلين قبل الأمريكان وأذنابهم، قاموا بالقصف العشوائي العنيف قبيل هزيمتهم النكراء ومغادرتهم موطن الأبطال الأشاوس، والشيوعيون أيضاً سابقوا أسيادهم في الوحشية والبربرية، وإنّ مظالم الشيوعي الدكتور نجيب كانت قياسية.
ولكن في نهاية المطاف جوزوا جزاءً وبيلاً قُبالة مظالمهم النكراء، وجرائمهم البشعة، واقتص الشعب منهم، وأما الإمبراطورية الروسية انكمشت مع اقتصادها الضخم، وتكبدت خسائر فادحة في الأرواح والممتلكات.
والمحتلون الغاصبون عليهم أن يتعظوا ويعتبروا عن أسلافهم، فالشعب المنكوب لايرضى الذل ولا الدنيئة أو الصغار في دينها، فلهم ناصر ومعين يعينهم لأخذ الثأر من المحتلين. والشعب الأفغاني شعب مسلم يؤمن بالله العزيز المقتدر ومن هنا نراهم قصموا ظهر الطغاة الجبارين وهزموهم شرّ هزيمة وعاقبوهم عقابا مريراً على جرائمهم الوحشية ومظالمهم النكراء.