مقالات الأعداد السابقة

كذب إعلام العملاء ومصداقية إعلام المجاهدين

محمد ولي

إثر كل عملية قوية ونوعية يشنها المجاهدون ويذكرون فيها الخسائر المادية والروحية التي يتكبدها العدو، يسارع الأخير -بعد كلّ انهزام- إلى الجبهة الإعلامية لنفي خسائره والتقليل منها أو للترويج للدعايات الكاذبة ضد المجاهدين، كدعاية مقتل عدد كبير من المجاهدين. فتكتّم العدو على خسائره؛ سياسة ينتهجها بعد كل عملية، وإنْ تكبّد فيها الخسائر.

فبحسب تقرير أميركي رسمي: فاقت الخسائر التي مُنّي بها الجيش الأفغاني خلال المعارك في العام الحالي تلك التي تكبدها في العام 2015م، وبخاصة في قتاله المجاهدين منذ انسحاب جزءٍ كبيرٍ من قوات التحالف أواخر العام 2014م. وهكذا شهد شاهد من أنفسهم، مؤكداً مصداقية إعلام المجاهدين، وكذب إعلام العملاء ودجلهم.

أمّا العام 2015م فقد كان موجعاً بالنسبة للقوات الأفغانية التي خسرت خمسة آلاف قتيل و15 ألف جريح، معظمهم في المعارك ضد مجاهدي الإمارة الإسلامية «طالبان»، لكن خسائر السنة الحالية سجلت مزيداً من الارتفاع: فمن الأول من (يناير) إلى 19 (أغسطس)، قُتل بالإجمال 5523 عنصراً من قوات الأمن، وفق التقرير الفصلي لمكتب المفتش العام لإعادة إعمار أفغانستان. وفي الفترة نفسها، أُصيب 9665 جندياً، بحسب ما أوضح التقرير.

ويأتي ازدياد الخسائر في صفوف العملاء بسبب ازدياد هجمات مجاهدي الإمارة الإسلامية في العام الحالي، خلافاً لما ادعاه العدو بأنّ الأمير الجديد شيخ الحديث هبة الله آخوند زاده -حفظه الله- لا يملك مواهب وقدرات مثلما كان سلفه الشهيد الملا أختر محمد المنصور -رحمه الله-، وخلافاً لمزاعمم العدو بأنّ الهجمات الربيعية للعام الحالي لم تكن ساخنة مثلما كانت عليه في الأعوام الماضية، نظراً لانخفاض معنويات المجاهدين -على حدّ قولهم- بعد استشهاد الأمير النبيل الشهيد الملا أختر محمد منصور رحمه الله.

إلا أنّ الواقع كذّب هرطقاتهم الإعلامية وفبركاتهم، فمدينة قندوز سقطت بيد المجاهدين مرة أخرى، كما دخل المجاهدون إلى ترينكوت عاصمة أروزجان، ولشكرجاه عاصمة هلمند، ومدينة فراه. فالمجاهدون الأبطال يواصلون مهاجمة القوات الحكومية طوال السنة، وهذا ما يؤدي إلى ارتفاع عدد القتلى في صفوف الجيش.

واعتبر المفتش العام جون سوبكو في التقرير: أنّ «أكبر تحدٍ يواجه جهود إعادة الإعمار الأميركية وقدرة الدولة الأفغانية على الاستمرار، هو استمرار تمرد طالبان والفصائل الأخرى».

واعترف قائد قوات «الحلف الأطلسي» في أفغانستان الجنرال الأميركي جون نيكولسون، الأسبوع الماضي أنّ «ثغرات في قيادة» وحدات كثيرة من الشرطة والجيش أدت إلى ارتفاع غير طبيعي في نسبة الضحايا من جانب القوات الحكومية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى