
كرزاي علامة مسجلة للعمالة ……
قال احد العلماء المبجلين: “إن الشدة بعد الرخاء ، والرخاء بعد الشدة ، هما اللذان يكشفان عن معادن النفوس , وطبائع القلوب ، ودرجة الغبش فيها والصفاء ، ودرجة الهلع فيها والصبر، ودرجة الثقة فيها بالله أو القنوط ، ودرجة الاستسلام فيها لقدر الله أو البرم به والجموح !
عندئذ يتميز الصف ويتكشف عن: مؤمنين ومنافقين ، ويظهر هؤلاء وهؤلاء على حقيقتهم ، وتتكشف في دنيا الناس دخائل نفوسهم ، ويزول عن الصف ذلك الدخل وتلك الخلخلة التي تنشأ من قلة التناسق بين أعضائه وأفراده ، وهم مختلطون مبهمون !
والله سبحانه يعلم المؤمنين والمنافقين . والله سبحانه يعلم ما تنطوي عليه الصدور . ولكن الأحداث ومداولة الأيام بين الناس تكشف المخبوء ، وتجعله واقعا في حياة الناس، وتحول الإيمان إلى عمل ظاهر ، وتحول النفاق كذلك إلى تصرف ظاهر ، ومن ثم يتعلق به الحساب والجزاء ، فالله سبحانه لا يحاسب الناس على ما يعلمه من أمرهم ولكن يحاسبهم على وقوعه منهم .
ومداولة الأيام ، وتعاقب الشدة والرخاء ، محك لا يخطىء ، وميزان لا يظلم ، والرخاء في هذا كالشدة . وكم من نفوس تصبر للشدة وتتماسك ، ولكنها تتراخى بالرخاء وتنحل . والنفس المؤمنة هي التي تصبر للضراء ولا تستخفها السراء ،وتتجه إلى الله في الحالين ،وتوقن أن ما أصابها من الخير والشر فبإذن الله”
بعد هذه التوطئة نحن بصدد تعريف سيد الرئيس خريج احدى الجامعات الهندية صاحب درجة الماجستير في العلوم السياسية لابس العمامة احيانا والطربوش والعباء تارة اخري مؤسس الديمقراطية الغربية في البلد المسلم والذي ولد بقریة کرز فی ولایة قندهار، وکان والده من وجهاء طائفة بوبلزي ومساعداً لمجلس الوزراء في ستینیات القرن العشرين، و لقی مصرعه بمدینة کویتا فی التسعینیات.
تـخرج كرزاي من مدرسة محمود هوتكي الابتدائیة في كابول، ثم التحق بکلیة العلوم السیاسیة والعلاقات الدولیة في الهند حیث أنهی دراسته هناك وبعد مجیء حکومة المجاهدین عام 1996 أصبح مساعد لوزیر الخارجیة وأصبح شهیراً عند ما قاد حملته المشهورة لإسقاط الامارة الاسلامية بقيادة حلف النانو وهيمنة امريكية .
هو الذي يعلم أن أي شخص في داخل افغانستان وفي خارجها يعرف بقرارة نفسه أن سيادة كرزي بمثابة ماركة مسجلة للعمالة حتى اصبح اطلاق اسمه على أي شخص حاكم مسبة له واتهاما لذلك الحاكم بالعمالة والخيانة للمستعمر الأمريكي كما قال احد الزملاء فامريكا عند ما أتت به اعتبرت نفسها الآمر الناهي في كافة الشئون الداخلية والخارجية وعاملته كمؤظف صغير لديها بل أقل من ذلك بكثير وهي تتحكم بانتهاء صلاحيته متى نفدت قدرته على تحقيق مصالحها وها هو اليوم يحصد ما زرعه بنفسه منذ بدّل مهنته السابقة في جهاز المخابرات الأمريكية فعاد إلى بلاده على ظهر “دبابة أمريكية” التي تظللها المقاتلات (ب52) ليأخذ منصب “رئيس الدولة “، وهواليوم أمضى اكثر من عقد في هذا المنصب فنهايته مبرمجة سلفا فكما ربط وجوده رئيسا بوجود القوات الغازية ستكون نهايته مرتبطة بانسحاب تلك القوات لكن آماله واسعة انه يريد البقاء اكثر من ذلك ولهذا يصرعلى بقاء القوات الأمريكية في افغانستان فهو اعلن أخيرا في تصريحاته أثناء خطابه في جامعة كابول تأييده التام للوجود الأمريكي وقال: “إن الأمريكيين يريدون تسع قواعد في أفغانستان، في كابول وباغرام ومزار الشريف وجلال أباد وغارديزوقندهار وهلمند وهراة” وأضاف كرزاي: “نوافق على إعطائهم هذه القواعد، هذا من مصلحة أفغانستان”.
وأردف كرزاي قائلا :أن الأمريكيين طالبوا بالاحتفاظ بهذه القواعد عقب انسحاب قوات حلف شمال الأطلسي “الناتو” نهاية 2014، اني اؤيد ذلك وهكذا يشكر اسياده فهو الذي يتسلم من الأمريكيين مبالغ باهضة من المال كما ذكرتها صحيفة نيو يورك تايمز في ابريل الماضي أن المخابرات المركزية الأمريكية ظلت ترسل ملايين الدولارات النقدية على مدى أكثر من عقد إلى مكتب الرئيس حامد كرزاي وأفادت الصحيفة نقلاً عن مستشارين حاليين وسابقين لـ كرزاي أن الرئيس الأفغاني تدفقت إليه ملايين الدولارات من السي آي إيه على سبيل المجاملة و إنهم كانوا يطلقون عليها: الأموال السرية، نظرًا لسريتها في مجيئها وفي مصيرها.
وذكرت الصحيفة أن منذ فترة طويلة تدعم سي آي ايه بعض أقارب كرزاي ومساعدين مقربين منه كما أشار التقرير إلى أن الولايات المتحدة ليست وحدها التي تقدم أموالًا نقدية للرئيس ، ولكن الأخير اعترف في السنوات الأخيرة أن إيران تقدم حقائب ممتلئة بالأموال النقدية بانتظام إلى أحد كبار مساعديه.
وأن من الحكمة الخالدة ما يقال أذا لم تستحي فاصنع ما شئت فهو يقر علنا أن حكومته تلقت أموالا من وكالة الاستخبارات الأميركية المركزية (سي أي إيه) في حقائب سفر كبيرة وصغيرة وقال كرزاي في بيانه “نعم، تلقى مجلس الأمن الوطني الأفغاني أموالا من السي أي إيه خلال السنوات العشر الماضية.
وذكر كرزاي إنه جرى تقديم الأموال النقدية لصالح “ أغراض عملياتية ودفع إيجار المساكن” دون أن يذكر مزيدا من التفاصيل. وقال “المساعدة كانت مفيدة للغاية ونشكرهم على ذلك”.
وكما قلنا كانت صحيفة “نيويورك تايمز” قد ذكرت في وقت سابق أن وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية أرسلت ملايين الدولارات النقدية إلى مكتب الرئيس الأفغاني حامد كرزاي على مدار أكثر من عقد. ونقلت الصحيفة عن مسؤولين أميركيين قولهم أن هذه “الأموال السرية” كان الغرض منها تعزيز نفوذ السي.اي.ايه لكنها بدلا منذ ذلك أذكت الفساد ومكنت قادة الميليشيات وقالت الصحيفة الأميركية إن المدفوعات النقدية لمكتب الرئيس الأفغاني لا تخضع فيما لأي مراقبة أو قيود مثل التي تفرض على المساعدات الأميركية الرسمية لأفغانستان أو برامج المساعدات الرسمية للسي.أي.إيه مثل تمويل وكالات المخابرات الأفغانية وهي لا تنتهك فيما يبدو القوانين الأميركية.
وذكرت الصحيفة أن جزءا كبيرا من هذه الأموال ذهب إلى قادة ميليشيات وسياسيين كثير منهم له صلة بتجارة المخدرات …. ونتيجة ذلك العمالة تقدر ثروة عائلة كرزاي بملايين عدة من الدولارات، والتي بدأ بجمع معظمها منذ أن أصبح الرجل في منصب الرئيس عام 2001 عندما عاد أشقائه من الولايات المتحدة التي هربت إليها أمه مع خمسة من أبنائها في عام 1979 بعد الغزو السوفياتي ويقال انه بات محمود كرزاي، وهو ثاني أكبر أشقاء الرئيس البالغ عددهم ستة ، الأكثر ثراء في أفغانستان ، نتيجة اهتمامه الجديد بالمناجم ومصانع الإسمنت والبناء وحصوله على اتفاق حصري من شركة «تويوتا» لتوريد السيارات. وكان هذا الرجل حتى عام 2001 شريكا في سلسلة من المطاعم المتواضعة التي كانت تملكها العائلة في سان فرانسيسكو وبوسطن و ما يريد أن يفعله كرزاي الرئيس هو أن يجعل أخاه الرئيس القادم قيوم كرزاي، الذي يشبهه كثيرا، وهو أفضل خياراته للانتخابات القادمة في 2014 وأن يصبح هو بطلا بعد أن قضى 13 سنة في السلطة والحكم آلة ايدي الاحتلال الامريكي .
وللعرفان الجميل قال كرزاي يوما إنه إذا ما رغب الأمريكيون في إقامة قواعد عسكرية دائمة فسوف نقدمها لهم , وستكون مفيدة لأفغانستان ـ حسب زعمه ـ حيث ستتدفق الأموال علي كابول, كما أن القوات الأفغانية سيتم تدريبها أيضا في تلك القواعد, بحسب تعبيره وحث كرزاي واشنطن علي إقامة المؤسسات في بلاده كشرط لإقامة علاقة مشاركة استراتيجية معها , مشيرا إلي أنه إذا نفذت واشنطن ذلك , فإن افغانستان ستوافق علي استضافة قوات أمريكية علي أراضيها بصدر رحب الى أمد بعيد.
وقد وقع العميل رمز العمالة اتفاقية الشراكة الاستراتيجية في دياجيرظلام الليل مع سيده اوباما العام الماضي وكانت هي وثيقة بيع الوطن والعرض والكرامة الافغانية للأمريكان والتي هي في الحقيقة موافقة استمرار الاحتلال والاستعباد .
وكانت الاتفاقية احتوت على نقاط خطيرة جدا على سبيل المثال : نصت الموافقة على أن الهدف من التوقيع هو الحفاظ على حقوق الانسان والقيم الديمقراطية المشتركة وجاء فيها أن قضية المرأة وتمكينها من حقوق المرأة الغربية من أهم ما يشغل بال الأمريكيين والغربيين كما نصت الاتفاقية بتمجيد تضحيات الامريكية في افغانستان يعني تمجيد المجرمين الذين ارتكبوا ابشع الجرائم وافظع المنكرات واشنع الاعمال الاجرامية وعن طريق هذه الوثيقة حصل الأمريكيون على وثيقة المشروعية الكاملة التي تسمح لهم بالتصرف الحر الذي لايعرف أية قيود ولايعرف باي نوع من الشرائط و الحدود.
ومن العجائب بعد كل هذه المخازي إن كرزاي قال يوما: «إنه لا يود أن يذكره الناس على أنه سياسي مهزوم، ولذا فهو يرغب في أن يذكر الناس بأنه وطني تكالبت عليه القوى الغربية لإسقاطه».
نحن نؤمن بأن العاقبة للمتقين طال الزمن أم قصر فلايخالج قلوبنا قلق على المصير ولايخايل لنا تحايل العملاء فمهما مكروا وتحركوا واحتفلوا فهم الى اندحاروهلاك وبوار باذن الله ومن لم يكن الله مولاه فلا مولى له , ولو اتخذ الإنس والجن كلهم أولياء فهو في النهاية مضيع عاجز ; ولو تجمعت له كل أسباب الحماية وكل أسباب القوة التي يعرفها الناس ! ونهاية المعركة معروفة ولقد سبقهم عملاء على شاكلتهم وتوحي عاقبتهم بعاقبتهم وكل من يقف في وجه القوة الطاحنة العارمة الآ وهي قوة الله.
قال تعالى : وكان حقا علينا نصر المؤمنين .