مقالات الأعداد السابقة

كفى بأشرف غني خيانةً أن يكون أميناً للخائنين

ashrfdron

من الواضح أن أشرف غني يعترف بأن الفضل يعود لأسياده الأجانب في إنشاء حكومته الناقصة، فهاهو -مرة أخرى- يتودّد لهم بمكر بالغ، طمعاً منه في لفت أنظار العالم إليه وذلك خلال كلمته التي ألقاها في مؤتمر الأمن في مدينة ميونيخ الألمانية، حيث دعى إلى استمرار احتلال البلاد، كما طلب من العالم الصليبي أن يولوا أفغانستان المزيد من الاهتمام حتى لا تكون “للمتشددين الإسلاميين” سلطة فيها على حد تعبيره.

لاشك بأن أشرف غني وأسياده الأجانب يبحثون عن أي غطاء يخفي هزيمتهم التي لحقت بهم في أفغانستان، وليبرّروا مشروعية احتلالهم.

إنهم يدركون جيداً في قرارة أنفسهم أنهم لم ينالوا أي مكتسبات تُذكر بعد مضي ما يقارب 14 سنة على احتلالهم لهذه البلاد، وأنه لم يعد لبقائهم الآن أي مبرر، ولذلك باتوا يتخبّطون في انتقاء اسم يحفظ بقية ماء وجوههم بدلاً من الاعتراف بحقيقة هزيمتهم وهروبهم من البلاد.

لقد روّجوا للعديد من الأفكار الدخيلة بداية احتلالهم للبلاد، إلا أن المجاهدين تصدوا لها جميعاً بفضل الله، وأدرك الشعب الأفغاني الأبي الحر أن أمريكا والحلف الأطلسي ما احتلوا البلاد إلا من أجل تحقيق أهدافهم ومقاصدهم الاجرامية. وبرغم طول أمد الحرب في أفغانستان، فشل الاحتلال -بفضل الله- في تحقيق غاياته، ويئس من الانتصار في حرب أفغانستان. إلا أن أذناب المحتلين العملاء من أمثال أشرف غني يُمنّونهم ويرغّبونهم للبقاء بأفغانستان، للاستفادة مالياً وعسكرياً في هذه البلاد المنكوبة.

إن الغرب وأوروبا يجهلون أو يتجاهلون السبب الرئيس لفقدهم الأمن والهدوء والاستقرار. فهل نسوا كم دمّروا وشرّدوا وأذاقوا الشعوب المسلمة الأمرّين في البلاد الإسلامية؟، وهل نسوا كم أبادوا آلافاً من الأبرياء جراء قصفهم البربري!

أم هل نسوا كلماتهم النتنة، واعتمادهم للسياسات العنصرية الحاقدة. فهم يتعمّدون إثارة غضب المسلمين باتهامهم تهماً مختلفة، مسبّبسن الفوضى في كثير من الأماكن جراء تصريحاتهم المسيئة، وجراء عنفهم الهمجي.

ولو كانوا يدركون بأن الحرب التي خاضوها طيلة السنوات الـ 13 الماضية تمت بسياسات خاطئة من قِبل من فقد عقله، وأنه لابد من أن يُطوى سريعاً بساط هذه الحرب التي لاناقة لهم فيها ولاجمل، لما أصغوا لحظة واحدة إلى كلمة عميل لئيم باع دينه ووطنه. فبدلاً من أن يتخذوا سياسات تنبع عن دراسة صائبة، ويبحثوا عن حل أساسي، اتخذوا سياسات انفعالية تزيد الطين بلة، وبذلك صاروا كمن يضرم النار في كومة قش، ويكونون المسؤولون عما يقع في العالم.

لم يستطع أشرف غني، حتى الآن، أن يؤدي دوره ويطمئن أسياده الأجانب، فلازال هو وعبدالله يتساومون في تشكيل الحكومة، وقد طلب مسبقاً من أمريكا والمجتمع العالمي بأن يعيدوا النظر حول انسحاب القوات المقاتلة من أفغانستان، موهماً الأجانب أنه يريد لهم الخير، وأنه يخشى أن تصير أفغانستان -مع رحيلهم- مكاناً يهدّد العالم!. إلا أن ادعاءاته كلها -في حقيقة الأمر- كذب محض، وأن تفكيره دوماً مُنصَبّ ومنحصر في حكومته الناقصة، وهو يدرك تماماً أن المساعدات الأجنبية لو توقفت عنه غداً لكان أول من يهرب إلى البلاد الأوروبية كي يعيش هناك.

والآن عندما شاعت في العالم دعايات كاذبة لتضخيم الخطر في أفغانستان، وبين ليلة وضحاها تبدّلت أفغانستان إلى أخطر مما كانت عليه عام 2001م في رأي العالمين، استغل أشرف غني هذه الفرصة، وطلب من أسياده الأجانب أن يستمروا في احتلالهم للبلاد. إلا أن الحقيقة التي يخشى أشرف غني من الاعتراف بها أنه في مرحلة الاحتضار، وأنه كالغريق يتشبث بكل قشة، ويستعطف المحتلين ليستمروا في احتلالهم، ويقترفوا الجرائم الفظيعة، هذا في حين أن الأجانب لا ينظرون إلا فيما يعود عليهم بالنفع، ويجلب لهم الفوائد، حتى أنهم لو ظنوا أن لهم أدنى فائدة في أفغانستان والشرق الأوسط، لاتخذوا ذلك القرار على الفور.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى