
كلمة المولوي أمير خان متقي مسؤول لجنة الدعوة والإرشاد والجلب والتجنيد
قرائنا الأكارم، كما تعلمون أنه تم تعيين عضو الشورى القيادي المولوي أمير خان متقي الموقر مسؤولاً جديداً للجنة الدعوة والإرشاد والتجنيد بأمر من قيادة الإمارة الإسلامية. وقد انعقد حفل كبير بهذه المناسبة، ألقى فيه عدد من قادة الإمارة الإسلامية الكبار خطبهم، وقد قمنا بتفريغ وتعريب كلمة المولوي أمير خان متقي مسؤول لجنة الدعوة والإرشاد والتجنيد، وندعوكم لقرائتها في السطور التالية:
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسوله محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين أما بعد:
فأعوذ بالله من الشيطان الرجيم
بسم الله الرحمن الرحيم
{ادْعُ إِلِى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَن ضَلَّ عَن سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ }النحل125 صدق الله العظيم.
في البداية أرحب بكافة الحاضرين؛ العلماء، والمشايخ، وقادة الإمارة الإسلامية، وأشكر الله عز وجل أن وفقنا للاجتماع في مثل هذه المحافل، لنفكر ونخطط لخدماتنا الدينية وتحرير بلادنا وتطبيق شرع الله عزوجل.
إن التغييرات في تشكيلات الإمارة الإسلامية أمر عادي، بحيث إذا اعتبرت القيادة لأحد مكانا مناسبا فهو يذهب إليه ويقدم خدماته، ثم ينتقل إلى مكان آخر.
ومما منّ الله به علينا أنه لا تتم هذه التغييرات على أساس الصداقة والعرق والقبيلة، ولا أي واسطة أخرى محرمة شرعا، وكل من قدم خدماته قبل مجيئي إلى هذه الإدارة وأخص بالذكر الملا محمد حسن أخند، والمولوي ناني، وعبدالمنان عمري، والمولوي عبد الكبير _أطال الله أعمارهم_ نثمن جهودهم ونسأل الله أن يتقبل خدماتهم ومساعيهم ويجزيهم خير الجزاء، وبفضل جهودهم وصلت هذه الإدارة إلى هذه المكانة المرموقة.
إن لجنة الدعوة والإرشاد هي مؤسسة محترمة، وموضع خدمة عظيمة، وتحتاج الآن إلى خدمة أكثر من أي وقت مضى، وبارك الله في قياداتنا وقادتنا الذين طالما اهتموا بهذه المؤسسة اهتماما كبيرا، واعتبروها مؤسسة أساسية ومؤسسة خدمية وهيئة مركزية للدعوة الإسلامية.
إن كبار المسؤولين في عهد الإمارة الإسلامية، بعد أمير المؤمنين الملا محمد عمر ونائبه الحاج الملا محمد رباني _رحمهما الله_ هم هؤلاء الثلاثة الذين ترأسوا جميع الوزراء، وكانوا نواب لرئيس مجلس الوزراء، أحدهم كان الحاج الملا محمد حسن أخوند، وثانيهم المولوي عبد الكبير وثالثهم الملا ناني حفظهم الله، وهؤلاء الثلاثة تحملوا مسؤولية لجنة الدعوة والإرشاد في الأعوام الماضية، تخللهم الملا عبد المنان عمري حفظه الله.
وأنا أتذكر ذلك جيدا، أنه لما أضيف قسم الجلب والتجنيد إلى تشكيلات الدعوة والإرشاد إبان قيادة الشهيد الملا منصور _تقبله الله_ فأرسل إليه الأمير الملا محمد عمر _رحمه الله_ أن أكبر المسؤولين وأقدمهم الآن في الإمارة الإسلامية هو الحاج الملا “محمد حسن أخوند” فعليه أن يتولى رئاسة هذه اللجنة، ليكون محل ثقة لدى هؤلاء الشباب الذين ينشقون عن صفوف العدو، وسيكون أكثر قدرة على الدفاع عنهم، فاستعد لقبول هذه المسؤولية وأعانه الإخوة الآخرون.
و اليوم آلاف من الجنود الذين ضلوا الطريق وسلكوا سبيل الباطل ينشقون عن صف العدو ويلتحقون بصف المجاهدين ببركة جهود هذه اللجنة والحمد لله، أو يذهبون إلى منازلهم ويبدؤون حياة عادية.
إن هذا عمل عظيم، وإنه من سعادتكم وحسن حظكم أن وفقكم الله سبحانه وتعالى لهذه الخدمة العظيمة، وليست من عادتي أن أذهب إلى مؤسسة وأتجاهل خدمات الإخوة الآخرين وأبخس حقهم، وهؤلاء الإخوة الجالسون كلهم قدموا خدمات أكثر مني، وهم أكثر تأهيلا مني، وأكثر علمية مني، تجشموا المتاعب، تحملوا الجوع والعطش، وتحملوا المخاطر، ونحن سنثمن خدماتهم الجليلة ونسأل الله أن يوفقهم لمزيد من البذل والعطاء.
أيها الإخوة، إن الإمارة الإسلامية تهتم بكافة الجوانب، فكما تجري العملية السياسية، تجري العمليات العسكرية أيضا، وكذلك نحن بحاجة إلى تكثيف الجهود الدعوية. إن أولئك الأشخاص الذين ضلوا الطريق، وخدعهم العدو يجب أن ندعوهم إلى الحق ونرشدهم ونرحمهم، ونشفق عليهم، وهؤلاء الواقفون في صفوف الأعداء هم من بني جلدتنا، ولهم أبناء صغار، فبدل أن يُقتَلوا وتفسد آخرتهم ينبغي أن نرشدهم إلى سواء السبيل وهذا عمل عظيم.
يجب علينا جميعاً أن نحرص على دعوة هؤلاء إلى الحق. يجب أن ننصح لهم، كنصيحتنا لأهل بيتنا، تمامًا كما لا نحب أن يقف إخواننا في صف الباطل، فكذلك يجب أن نجتهد لكل من يقف في هذا الصف لنخرجه منه، ليتخلى عن مخالفتنا ويتبرأ عن دعم الاحتلال ويسير في طريق الحق والعدالة.
أيها الإخوة، لدينا فرصة عظيمة جدا، الله أكرمنا بإمكانيات ضخمة للدعوة في سبيله، تفكروا، إن أكثر من 50 دولة في العالم تدعم الإدارة العميلة، وتملك التكنولوجيا، وأموالا باهظة، وأسلحة متطورة وذخيرة وافرة، لكن لا يمكن لأحد من عناصرها أن يتجول خارج كابول باسم الدعوة أو النشاط، ولا يمكنه الذهاب إلى مديريات كابول؛ مديرية “تشهار أسياب” و”موسهي” و”باغمان” و”شكاردارا” و”كل دارا” وغيرها.
وأما أنت فبإمكانك أن تنطلق من هلمند، راكبا بالدراجة النارية، أو السيارة أو ماشيا، منفردا أو مع مجموعة من المجاهدين، فاذهب إلى قندهار، وولاية زابل، وولاية غزنة، وباكتيكا وبكتيا وولاية خوست، وولاية ميدان وردك، ثم اذهب إلى الساحة الشرقية إلى نانجرها وكونار، اذهب لن تخاف إلا الله عز وجل، ولن يصدك أحد، لن تحتاج إلى حمل شيء من سلاحك حتى المسدس، هذه فرصة مواتية جدا، وفي الجانب الآخر انطلق من هلمند إلى ولاية نيمروز، إلى ولاية فراه، إلى ولاية هراة، إلى ولاية بادغيس، إلى فارياب، إلى سربل، إلى جوزجان حتى تصل إلى ولاية مزار، لن يقف أحد في وجهك، ادع الناس إلى الله في كل مسجد، في كل قرية، في كل سوق، وقل الحق لكل أحد، وانه عن المنكر، هذه فرصة سانحة لك، وأما الأعداء فلا يكادون أن يخرجوا عن ثكناتهم ومراكزهم العسكرية.
يجب أن ننتهز هذه الفرصة التي أتاحها الله لنا، إن دعوتنا دعوة حق والحمد لله، لأننا ندعو الناس إلى دين الله، وإلى تحكيم شرع الله، وندعوهم إلى تحرير أرض الإسلام والوطن، وأما الأعداء فيدعون الناس قائلين بأنكم حماة “نيويارك” و”واشنطن”، وبأنكم حفظة قيم الأجانب. والحمد لله نحن قائمون على الحق، يقودنا العلماء الراسخون والمشايخ الصالحون، وهذا فضل كبير من الله عز وجل، نحن نفتخر بشهدائنا ونعتز بهم، وأما أقارب الأعداء فيحسون العار بذكر قتلاهم، ومن فضل الله علينا أننا يد على من سوانا، وصفوفنا منسقة والحمد لله.
ويجب علينا أن نزيل العقبات التي تحول دون تطبيق النظام الإسلامي، لقد كتب المفسرون تحت هذه الآية المباركة (وقاتلوهم حتى لاتكون فتنة) أن كل شيء يحول دون تحكيم شرع الله فهي فتنة، فينبغي أن نحاول استئصال هذه الفتن، وندعو الناس إلى الله سبحانه وتعالى، ونذهب إليهم منزلا منزلا، وندق الأبواب بابا بابا، ونتجول في كل مديرية، حتى تتقوّى بنا سواعد المجاهدين.
إن الإمارة الإسلامية تنتهج سياسة فعالة، تشكيلاتها واسعة، فتحت باب الدعوة، فمن خرج من صف العدو والتحق بالمجاهدين نقدم له باقات الورود، ومن يفاوضنا فليأت إلى طاولة المفاوضات، ومن لا يقبل الدعوة ولا يفاوضنا فالمجاهدون ينتظرونه في جبهات القتال.
ويجب علينا أن ندعو الناس إلى سبيل الله بالحكمة والموعظة الحسنة، انظروا إلى الأنبياء عليهم السلام أفضل الناس، وموسى عليه السلام من أولي العزم من الرسل، وفرعون الذي ادّعى الألوهية قائلا أنا ربكم الأعلى، ورغم ذلك قال الله سبحانه وتعالى لموسى وهارون عليهما السلام: (اذْهَبَا إِلَى فِرْعَوْنَ إِنَّهُ طَغَى{43} فَقُولَا لَهُ قَوْلاً لَّيِّناً لَّعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ أَوْ يَخْشَى{44}).
وكذلك يجب علينا أن نتضرع إلى الله سبحانه وتعالى بأن يستعملنا لدينه وأن يوفقنا لخدمة الإسلام والمجاهدين. وقد بعث أمير المؤمنين الشيخ هبة الله حفظه الله إلى الفريق التفاوضي، أنكم عندما تريدون الذهاب إلى جلسة من جلسات التفاوض، فصلوا قبلها ركعتين، ليبارك الله في مجلسكم ويثبتكم على الحق ويعصمكم من الزلل، فنحن أيضا سنقتفي هذا الطريق وسنتضرع وسنلجأ إلى الله سبحانه في جميع أمورنا، كما يجب علينا أن نوقر العلماء الأكارم، ونستفيد من خدماتهم الدعوية والتعليمية.
والأهم من ذلك أن ندع الغفلة، فقد ولّى زمن الغفلة، وإننا مسؤولون أمام الله عز وجل، لقد قدم هذا الشعب المجاهد تضحيات جسيمة في سبيل الجهاد، علينا أن نمسح دموع الأيتام، وأن نساعد الفقراء، وأن ننصر المهاجرين والمجاهدين، ونسأل الله أن يوفقنا لخدمة هؤلاء، إنه ولي ذلك والقادر عليه.
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.