مقالات الأعداد السابقة

كلمة د. علي القره داغي، رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، حول استشهاد وزير المهاجرين في إمارة أفغانستان الإسلامية

الحمد لله الذي لا يحمد على مكروه سواه، والصلاة والسلام على سيّدنا محمدٍ خير خلق الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه.

بمزيجٍ من الحزن والرّضا بقضاء الله، نتوجه إلى الأمة الإسلامية وإلى أشقائنا في أفغانستان بخالص التعازي في وفاة الشيخ خليل الرحمن حقاني ﵀.

لقد كان فقيدًا للأمة قبل أن يكون فقدًا لبلاده، إذ عُرف بحرصه على العمل لخدمة دينه وأبناء شعبه، وكان نموذجًا للعالم العامل الذي يسعى لتحقيق مصلحة الأمة في أصعب الظروف.

الشيخ خليل الرحمن، الذي تولى مسؤولية وزارة شؤون اللاجئين والمهاجرين، لم يكن مجرد وزيرٍ في منصبٍ حكومي، بل كان رجلًا يحمل همّ المستضعفين، ويعمل على نصرتهم وإيجاد الحلول لتخفيف معاناتهم.

أسهم بعقله وحكمته في إعادة البناء وترسيخ القيم الإسلامية وسط التحديات الكبرى التي واجهتها أفغانستان، وترك إرثًا من العمل المخلص الذي سيظل شاهدًا على سيرته الطيبة.

إننا في هذا المصاب الجلل، ندعو الله أن يرفع درجته في الفردوس الأعلى، ويجمعنا به في مستقر رحمته، وأن يثبت أهله ومحبيه على الصبر والاحتساب.

إن الأمة الإسلامية وهي تودّع هذا الرجل، مطالبةٌ بالاقتداء بسيرته والعمل بروحه، لترسيخ القيم التي عاش لأجلها، وتعزيز الأمل في نفوس المستضعفين مهما اشتدت المحن. إنا لله وإنا إليه راجعون.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى