بيانات ورسائل

كلمة نائب أمير الإمارة الإسلامية القائد سراج الدين (حقاني) حفظه الله

قراءنا الأعزاء! كما تعلمون أن عضو الشورى القيادي ورئيس اللجنة العسكرية السابق السيد الحافظ الملا عبد القيوم ذاكر حفظه الله أعلن بيعته لأمير المؤمنين الملا أختر محمد منصور حفظه الله، وألقى نائب الإمارة الإسلامية الشيخ القائد سراج الدين حقاني حفظه الله كلمة صوتية إلى الاجتماع المنعقد بهذه المناسبة، وقد نشرت الكلمة الصوتية كاملة على موقع الإمارة الإسلامية، وبما أن الكلمة كانت مشتملة على كلمات النصح والتذكير في رأب الصدع ووأد الخلاف بين المسلمين والمجاهدين؛ اقتطفنا لكم مقتطفات منها، وندعوكم لقراءتها، عسى الله أن ينفع بها كما نفع بأصلها، إنه ولي ذلك والقادر عليه.

 

نحمده ونصلي على رسوله الكريم.
بسم الله الرحمن الرحيم، قبل كل شيء نسأل الله سبحانه وتعالى أن يتقبل إخواننا الذين استشهدوا في سبيل الله في الآونة الأخيرة، ولم نلتقِ بهم ولم نرهم، كما أهنئكم بالانتصارات والفتوحات التي أحرزها المجاهدون في سبيل الله في مختلف الجبهات، ونسأل الله أن يتقبل أعمالنا الصالحة ويجعلها خالصة لوجهه الكريم.
أنتم تعلمون أن سبب انعقاد هذا الإجتماع هو إعلان الشيخ المبجل الحافظ عبدالقيوم ذاكر حفظه الله عن مبايعته لأمير المؤمنين الملا أختر محمد منصور حفظه الله، فأنا أشكر الجميع وأهنئهم، وإن هذه البيعة المباركة أغلقت الكثير من أبواب الاختلاف التي فتحها الأعداء في الآونة الأخيرة.
إخوتي لا شك أن كلنا أوفياء لنظام الإمارة الإسلامية، يؤلمنا ما يسيء لها، قدمنا لأجلها تضحيات كبيرة وكثيرة، لا يريد أي واحد منا أن يصيب الإمارة الإسلامية أذى أو سوء من تفرق وتشرذم، وأما بعض الخلافات التي ظهرت في بادئ الأمر فقد كانت ناتجة عن سوء الفهم واختلاف في الآراء والتي لا يخلو عنها مجتمع إنساني.
لماذا نختلف والجهاد على أشده ضد الكفر العالمي؟ لماذا نختلف والأعداء يمكرون بنا كل يوم ويحيكون ضدنا المؤامرات؟ لماذا نختلف في هذه اللحظات الحساسة؟ كلنا يعلم أنهم يطلبون مخرجاً آمنا لأنفسهم من مأزق أفغانستان، مخرجا يضمن لهم النجاة والإنتصار، وللمؤمنين الذل والإنكسار، ولذلك ركزوا جميع قوتهم على تفريق قوة الإمارة الإسلامية، ولكن رغم مؤمرات الأعداء ودسائسهم، فإن هذا الصف المبارك يزداد قوة وتماسكاً يوماً بعد يوم ولله الحمد، وهذا من فضل الله ومنه على المؤمنين وعلى المجاهدين.
إن الله قد أكرمكم بنعمة الجهاد في سبيل الله، وإن أمير المؤمنين الملا محمد عمر المجاهد رحمه الله لما بدأ مسيرته الجهادية لإعلاء كلمة الله ودحر الفساد أحبّه المسلمون، وببركة هذا الجهاد المبارك يحبّكم المسلمون ويعجبهم زيكم فيقلدونكم فيه.
وأصرح لكم بأن الله قد أعزكم بتمسككم بالدين وبالجهاد في سبيله تعالى، فاجتهدوا واحرصوا على صلاح أعمالكم، وتمسّكوا بدين الإسلام، وأطيعوا أمراءكم على أحسن وجه، واعلموا أن سرّ قوتكم في تمسككم واعتصامكم بدين الله عز وجل، وإن رأى الناس فيكم شيئاً مخالفاً للشريعة الإسلامية أو تفرقتم ليئس المسلمون منكم ولخابت ظنونهم فيكم.

Haqqani
وعلى الرغم أن الأعداء يسعون لتشتيت شملنا بشتى الوسائل وخاصة بوسائل إعلامهم بنشر الأكاذيب والأراجيف، إلا أنهم فشلوا -حتى الآن- في تحقيق هذه الغاية؛ لأن المجاهدين -ولله الحمد- ملتزمون إلى حد كبير بالشريعة الإسلامية، يسوسهم العلماء والمشايخ والأساتذة، وحتى في الأمور العادية رأينا كبار المسؤولين لا يحكمون فيها بشيء بل يعرضونها على العلماء واللجان والمحاكم، وهذا يفرحنا أننا سائرون على خطى سلفنا الصالح حيث أعطينا زمام أمورنا إلى العلماء والمشائخ يسيرون بنا حيث شاء الله.
لقد سالت على هذا الدرب المبارك دماء طاهرة ذكية، وقد حكى لي عالم صالح (كما أحسبه) أنه رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم في المنام، وقد كان ذيل قميص رسول الله صلى الله عليه وسلم مملوء من الدماء، فسألته وقلت له يارسول الله! ما هذه الدماء؟ فقال: هذه دماء شهداء أفغانستان الأكارم، وإننا نحترمها لئلا تضيع على الأرض.
وإني أحمد الله سبحانه وتعالى أن هذا الشعور والإحساس موجود لدى كل مجاهد، إنني ما جالست مجاهداً في سبيل الله إلا ناشدني بأن اتقوا الله في دماء الشهداء وفي تضحياتنا ولا تضيعوها، وهذا مما يجب أن نشكر الله ونحمده عليه أننا لا نغار لأجل الكراسي والمناصب والأسماء بل إنما نغار لأجل دماء الشهداء والنظام الإسلامي.
إنني أنصح الإخوة المجاهدين أن لا يتسرعوا في الحكم على شيء، بل عليهم التثبت والتحقق قبل التصرف، قال الله تعالى: (يا أيها الذين آمنوا إن جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا…..)، وإن تمسكتم بهذا الأصل فلن تحيدوا عن طريق الصواب. لا تسيؤوا الظن بقادتكم، إن قادتنا قوم جلد، ذوو صبر وثبات، تربوا وتدربوا في مدرسة الجهاد عقوداً عديدة، فلن يخضعوا أمام الباطل إن شاء الله، وقد جربتموهم مراراً، ولو كان غرضهم الوصول إلى سدة الحكم أو المال أو الرئاسة أو السمعة أو غيرها من حظوظ الدنيا لما تخلوا عنها حين كانت هذه الأشياء في أيديهم، لكنهم تركوا جميع هذه الأشياء لأجل دين الله سبحانه وتعالى.
كلنا يعلم أن هدف قيام الإمارة الإسلامية كان إعلاء كلمة الله وخدمة دينه جل في علاه، وتطبيق شرع الله على هذه الأرض، إن العلماء اجتمعوا تحت راية الإمارة الإسلامية لأجل عقيدة، ولم يكن غرضهم الرئاسة، والسمعة والمال والمناصب وغير ذلك.
إنه من حسن حظنا أن في صفنا الكثير من العلماء وطلبة العلم، فعلينا أن نلتزم بالشريعة أكثر من الآخرين، وعلينا أن نوقر هؤلاء العلماء لأنهم ورثة الأنبياء كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم، وعلينا أن نعرف قدر هذه النعمة قبل أن تُسلب منا، كما أنني أرجو منكم أن تحسنوا التعامل فيما بينكم وتحترموا بعضكم فلا يكاد يوجد أحد من المجاهدين إلا وقد أوذي في الله، وضحى لأجل هذا الدين، إننا نعيش في مجتمع إنساني لا بد وأن يكون هناك اختلاف في الآراء مما قد يتسبب بسخط بعضنا على البعض، ولكن لا ينبغي أن يحول هذا دون أعمالنا الجماعية.
وينبغي لنا أن نكون ناصحين مصلحين فيما بيننا، وأرجو من المجاهدين أن يحسنوا الظن بقادتهم، كما أطلب من القادة والأمراء أن يرحموا المجاهدين وأن يحترموا مشاعرهم. علينا أن نجتنب سوء الظن ببعضنا البعض، أحيانا قد يأتيك أحدهم يقول أن فلانا قال عنك كذا وكذا، فعليك أن تتحقق أولاً هل قال فلان حقاً هذا؟ أو هل أراد بهذا القول ما أظنه؟ وهكذا لن نقع في كثير من المشاكل، وإذا كان الأمر كما يحكيه لنا أحدهم، فعلينا أن نتحمل ونصبر لأجل دين الله، ولأجل الحفاظ على وحدة الصف، إننا لا نكظم الغيظ ولا نعفي عن الناس ولا نحسن إليهم إلا لأجل الله، فعلينا أن نتجرع هذه الغصص، لأننا مستعدون لبذل نفوسنا، مستعدون للذهاب إلى السجون، مستعدون إلى تحمل المتاعب والمصائب، مستعدون إلى الهجرة من البيوت والأوطان، وتحمل أقوال الإخوة ليس بأصعب من هذه الأشياء.
وإني بنفسي أحيانا تجتمع معي الكثير من الشكاوي يجمعها لي الناس، أن فلان قال عنك كذا، وفلان قال كذا، فأحاسب نفسي هل الفائدة في إظهارها أم في إخفائها؟ فيظهر لي أن في إظهارها ضرراً عظيماً حيث ينتهز المغرضون المفسدون هذه الفرصة لتحقيق أغراضهم المشؤومة في تفريق صف المجاهدين وتشتيته.
وفي الختام أناشدكم مرة أخرى بالانقياد التام الكامل لشرع الله سبحانه وتعالى فإنكم إذا انقدتم لشرع الله سيكفيكم الله جميع مشاكلكم، وستصبح قلوبكم مجتمعة وصفوفكم متحدة، ولن تضطروا إلى إطلاق المبادرات والتحاكمات لفض النزاعات.
ونطلب التوفيق من الله سبحانه وتعالى، ونسأله أن يستعملنا لخدمة دينه، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى